«الواتس آب» .. علاقات اجتماعية وتهديد للخصوصية

تطبيق أصبح يستخدم بقوة فى حياتنا اليومية, ويعد الآن ضرورة من ضروريات حياتنا وأصبحنا لانستطيع الاستغناء عنه، بل إنه تم الاستعانة به على مستويات عدة منها العمل والعائلة والأصدقاء، فالبعض قد يلقى السلام  من خلاله أو يوجه رسالة معايدة أو اطمئنان حتى يعبر عن اهتمامه أو واجباته. كمايقوم البعض بتوجيه رسالة واحدة لعدد كبير من جهات اتصالك. وفى مجال العمل صار أحيانا يستخدم لإرسال صور الوثائق بديلا عن الفاكس مثلاً، وعلى الرغم من أنه وسيلة لتقارب العلاقات ما بين الأفراد إلا أنه أحيانا يمثل عبئا على البعض فلابد أن تلتزم بالرد على من يبعث لك رسالة حتى لا تتوتر العلاقات بينكما، وعلى الجانب الآخر تسبب أخيرا فى الكثير من حالات الطلاق ما بين اكتشاف الزوج لمحادثات بين زوجته وقريب لها, وآخر مابين زوجته وزميلها فى العمل، وزوجة تعرضت لصدمة شديدة بعد أن اكتشفت من خلاله أن زوجها على علاقة بإحدى صديقاتها ووصل الأمر إلى الطلاق عبره.. إنه «الواتس آب» المفيد المضر.

وهناك ضرر آخر يضاف الى أضراره وهو تحميل الصور المرسلة والتى تضر بالهاتف الخاص بك وتقلل من مساحة التخزين به، كما عليك أن تتحمل الرسائل المرسلة فى أى وقت دون مراعاة لساعات الليل والنهار..

عن تأثير الواتس آب على حياتنا تحدثنا د. هالة يسرى أستاذ علم الاجتماع والخبير الدولى التنموى فتقول:

إن تطبيق الواتس آب له إيجابيات متعددة لكن فى نفس الوقت له أيضا سلبيات وأضرار، ويعتبر من أهم إيجابياته التواصل بين عدد كبير من الأفراد  فى وقت قصير وبأقل مجهود ووقت ودون تكلفة مادية، كما أنه يعمل على التواصل وربط  الداخل بالخارج فيمكنك الاطمئنان على من يهمك فى خارج البلاد.. ومن أضراره أنه يستهلك الوقت بدرجة كبيرة ويسبب حالة من الانعزالية وانفصال الفرد عن الأسرة،  كما يؤدى إلى عدم التماسك الأسرى وعند إدمان استخدامه  يقلل من الاندماج فى الحياة العامة فى مقابل الانغماس فى الحياة الافتراضية، بالإضافة إلى أنه ينشر أسلوب النسخ واللصق دون تفكير ويجعلنا مستخدمين وليس مفكرين، ومن سلبياته أن هناك بعض الرسائل ذات التوجيه المحدد أو تحتوى على معلومات خاطئة  فيساعد الواتس آب على انتشارها دون تفكير أو تمعن فى محتواها ومدى دقتها ومن ثم استمرار تداول المعلومات المضللة مما يسبب بلبلة بالمجتمع.

وكثير منا يواجه بعض الأشخاص الذين يرسلون رسائل بها معايدات مثلا (صباح الخير، جمعة مباركة وهكذا) وتكون بصورة مبالغ فيها ومتكررة وفى أى وقت

وهنا تنصح الدكتورة بضرورة تمرير رسالة صماء فحواها (برجاء الحد من إرسال الرسائل  حيث إن الجهاز أصبح لديه مشكلة من كثرة الرسائل) أو إذا كنت مشتركا فى مجموعات تسبب إزعاجا عليك الخروج منها.

وأخيرا تؤكد ضرورة ألا يأخذ منا وقتا أو مجهودا كبيرا لاستخدامه وألا نجعله يغنينا عن العلاقات المباشرة.