دائما ما يحمل العام الجديد أحلاما وطموحات كثيرة تسعى حواء لتحقيقها سواء على المستوى الشخصى أو العملي، ويمر العام وتنجح فى بعضها وتخفق فى البعض الآخر.. فكيف تستطيعين تحقيق أهدافك للعام الجديد؟ وكيف تستمدين الطاقة الإيجابية وتحافظين عليها؟ وكيف يمكنك إيجاد التوازن بين أسرتك وعملك حتى تتمتعى بأيام مستقرة؟ وما هى أفضل نصيحة للشعور بالسعادة والرضا خلال 365 يوما؟ نصائح قيمة يقدمها لك خبراء الصحة النفسية والتنمية البشرية لمساعدتك على تحقيق كل ما سبق فى 2018.
تحدثنا أولا رغداء السعيد مدربة المهارات البشرية عن أهمية التخطيط مع بداية العام، ولا يشمل العام بأكمله ولكن يفضل عمل الخطة لنصف السنة الأولى لبرمجة العقل، ثم ضرورة مكافأة النفس عند إنجاز الهدف، وأهمية مراعاة منطقية الهدف وقابليته للتحقيق.. فمثلا سيدة وزنها 80 كيلو جراما لا يجوز أن تضع هدف فقدان 20 كيلو فى شهر، كما يجب عند وضع الأهداف مراعاة الظروف الخارجية والطوارئ التى قد تعطل وصولنا للهدف مثل الزحام أو مدير متعنت وغيرهما، لذلك عند وضع خطة مثلا للمذاكرة أو لإنجاز عمل معين استقطعى وقت إجازات على سبيل المثال وضعى خطة زمنية أطول، فلو كانت المدة اللازمة 3 أشهر اكتبيها 4 أشهر فإذا أنجزت فى ثلاثة شعرت بالفخر وإذا لم تنجزى لا تصابى بالإحباط. وتضيف: يجب أن تضعى الأهداف الأكثر أهمية فالأقل وتكونى محددة فى ثلاثة أو أربعة أهداف على الأكثر مع ضرورة الاقتراب من الأشخاص ذوى الطاقة الإيجابية والابتعاد عن الأشخاص السلبيين والهدامين.
وعن كيفية الحفاظ على الطاقة الإيجابية تقول د.أمل محسن استشارى الصحة النفسية وعضو المجلس الأمريكى للمستشارين النفسيين إن الإنسان بشكل عام سواء كان رجلا أو امرأة أو طفلا بحاجة لتعلم ثقافة الامتنان لكل ما يملكه حتى يستمد الطاقة الإيجابية ويحافظ عليها، وهو ما تحدثت عنه العالمة «لويس هيز» التى تعالج الأشخاص بطاقة الشكر، فتركز فى طريقة علاجها على محاربة المشكلات والنواقص والأمراض والألم وكل ما يعانون منه عن طريق طاقة الحمد والشكر والامتنان لكل الأشياء التى نملكها ولا نقدر قيمتها إلا عندما نفقدها، لذلك أنصح الأبوين بتعليم أطفالهم من الصغر هذه الثقافة المهمة لأنها طريقة تربية تؤثر فى شخصياتهم فيما بعد، فعندما يتعلم الطفل أن يكون ممتنا لنفسه ولأسرته ومدرسته ومنزله وصحته وملابسه وغيرها من النعم، كل ذلك من شأنه أن يوجد إنسانا سعيدا ويشعر بقيمته الذاتية ويحمد الله على النعم مما يعود عليه بطاقة إيجابية مستمرة ويجد حلولا لمشكلاته خارج النقطة الضيقة للشكوى التى يركز فيها فقط، وهو ما يتفق منهجيا مع الوعد الإلهى المذكور فى الآية الكريمة «ولئن شكرتم لأزيدنكم».
أما مريم عثمان مستشار أسرى وتربوى فتحدثنا عن كيفية تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل قائلة: يجب أن تتواصلى مع ذاتك أولا، وتسألى نفسك (أنا مين وعايزة إيه؟)، فهذا التحديد يجعل الأمور واضحة أمامك، فتحديد أولوياتك وأهدافك سواء فى المنزل والعمل يجعل الهدف سهل الوصول إليه، ويساعدك على التركيز عليه بشكل أفضل، وذلك من خلال تقسيم وقتك إلى أجزاء، جزء للبيت وجزء للزوج وجزء للأولاد وجزء لراحتك وهكذا، وبالتالى لا يهدر وقتك وطاقتك دون هدف واضح، واحرصى أن يكون جزء العمل مخصصا فقط للعمل ثم تنتقلين لجزء الأولاد وتنسى جزء العمل حتى بغلق التليفون أثناء الوجود بالمنزل، كل ذلك من شأنه إحداث التوازن بين البيت والعمل، ويبعد عنك الشعور بتأنيب الضمير الذى تشعر به كثير من السيدات ويفقدها الاستمتاع بالوقت مع أولادها أو زوجها نتيجة أنها غير محددة فى أهدافها حتى لو كان الهدف صغيرا.
وتضيف: يجب عليك إيجاد بيئة داعمة لك، فأنت لا تستطيعين تحدى كل الظروف بمفردك، فتعويد الأبناء مثلا على المساعدة فى البيت وتقسيم المهام يساعدك فيما بعد والعكس صحيح، فلا تلوميهم بعد فوات الأوان على عدم المشاركة أو إلقاء كل المهام على عاتقك، أما بالنسبة للعمل فعليك إيجاد هذه البيئة باختيار عمل مناسب لظروفك، أما اختيارك لعمل شاق أو بعيد جغرافيا عن منزلك ثم الشكوى المستمرة من ذلك لاشك لن يساعدك على تحقيق أهدافك، لذلك اعرفى قدراتك وإمكانياتك الداخلية والخارجية واوجدى الظروف الداعمة لها لتحققى التوازن، واكتسبى مهارات أكثر مثل المرونة ومهارة التفويض وزيدى من معرفتك لتصلى لأهدافك بشكل أفضل. وأخيرا تنصح بغلق الملفات المفتوحة أولا بأول حتى تبقى على تركيزك، فلا تؤجلى المواعيد أو الالتزامات المطلوبة باستمرار حتى تصلى للسلام الداخلي.
رابط دائم: