تحاك لنا مخاطر تستهدف تقويض دولنا والإبادة المعنوية لثوابتنا وقيمنا وحضارتنا بأيدينا، أى أننا نواجه «أسلحة الدمار الشامل»، فى شكلها الجديد فهى لم تعد أسلحة «كيميائية، وبيولوجية، ونووية»، ولكنها أصبحت أسلحة نفسية تبيد الإنسان من الداخل وتترك الغلاف الخارجى للإنسان بلا قيمة، أى يتحول إلى إنسان افتراضى.. أليس القتل المادى أهون بكثير من القتل المعنوي؟.
.. لقد أصبحت المواجهة بكل «الأسلحة العقلية»، مطلوبة وتحتاج إلى إعداد جيد ومحكم لكى نحمى وجودنا وتتلخص فيما يلي:
ـ ركيزة الأمن القومى المصرى بأن يفهم المواطن حجم المخاطر والتحديات التى تواجه الوطن عن طريق برامج معدة بحرفية وإعلام وطنى مؤهل لهذه الرسالة ولا يترك فريسة سهلة لتجار الجيلين الرابع والخامس من الحروب، وأن يتم تعبئة الوعى والطاقات والقدرات لكل مكونات هذا الوطن خلف قيادته.
ـ أن تتكامل أجهزة الدولة لخدمة خطة التنمية العامة حتى نعبر هذه المرحلة الصعبة من تاريخ الوطن.
ـ أتمنى من وزير التربية والتعليم أن يكلف المختصين بالوزارة بعمل نموذج لمستوى الدارسين لمادة اللغة العربية كدالة للزمن ومنه نستطيع أن ندرك ما يصعب إدراكه إذا تأخر هذا التقييم، فلا يخفى على أحد أن ضياع الأمة يأتى من طمس هويتها وسرقة لسانها.
ـ نحتاج إلى إنشاء «إدارة تقدير وتقييم وتحليل المخاطر» تتبع رئيس مجلس الوزراء مباشرة، وتتكون من خبراء متخصصين فى مختلف المجالات ويعاونهم عقول مبدعة فى إعداد برامج المحاكاة التى لا تتوافر على المستوى الدولى، وليكن مكانها بصفة عاجلة فى مركز المعلومات واتخاذ القرار بصفة مبدئية، وسوف يحمينا وجود هذه الإدارة من خسائر وتداعيات ما كان يحدث فى مشروعات «المحاولة والخطأ»، التى عانينا منها الكثير.
ـ الإسراع فى سن وتعديل التشريعات المتعلقة بحماية المجتمع من هذه الحروب وأدواتها المشبوهة بما يتناسب مع حجم التدمير والضرر الذى تسببه.
ـ نريد فنا يرقى إلى مستوى بناء المواطن الصالح ويؤصل الانتماء ويحافظ على الثواب والهوية، ويعيد ما كان لنا من سبق فى هذا المجال.
كيميائى ـ ربيع نعمان
رابط دائم: