رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تنوع المرشحين فى السباق الرئاسى الروسى

د. سامى عمارة
بوتين - كسينيا سوبتشاك - فلاديمير جيرينوفسكي

انطلق قطار «الانتخابات الرئاسية» في روسيا علي وقع أصداء الكثير من المفاجآت التي يشبه الاجماع علي انها لن تغير من جوهر النتائج النهائية لهذه الانتخابات، التي لابد أن تنتهي بفوز ساحق للرئيس الحالي فلاديمير بوتين. ورغم كثرة عدد المرشحين، فإن ما يصدر عنهم وعن مؤيديهم من تصريحات، يؤكد ضمنا وبما لا يدع مجالا للشك أنهم لا يستهدفون الفوز بالمنصب، بقدر رغبتهم في «التمثيل المشرف»، وإن كان بعضهم يستهدف محاولة النيل من مكانة ومصداقية النظام الذي ثمة من يتهمه بالاستبداد.

قائمة المرشحين ممن اعلنوا رسميا عن قرارهم حول خوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة، تشمل الرئيس بوتين كمرشح مستقل يحظي بمباركة وتاييد حزب «الوحدة الروسية» الحاكم، وفلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي والمرشح «الدائم الخاسر» في كل الانتخابات الرئاسية السابقة، وبافيل جرودينين «المثير للجدل» عن الحزب الشيوعي الروسي، وكسينيا سوبتشاك الاعلامية التليفزيونية بتاريخها  «الاكثر اثارة للجدل»، وجريجوري يافلينسكي زعيم حزب «يابلوكو» اليميني، وآخرين كثيرين. ويعد فلاديمير جيرينوفسكي أحد اشهر رجال الساحة السياسية الروسية ، وأقدم اعضاء مجلس الدوما منذ انطلاقته الاولي في عام 1994 والذي خاض كل الانتخابات الرئاسية في روسيا منذ ما قبل انهيار الاتحاد السوفييتي ولم يحالفه الحظ للفوز في أي منها ، اذا ما استثينا فوزه بالاغلبية البرلمانية في الدورة الاولي لمجلس الدوما، وتنازله لاحد أعضاء حزبه لخوض الانتخابات الرئاسية نيابة عن حزبه يقينا من جانبه انه لن يحصل علي اصوات تذكر في انتخابات  يخوضها نجم الساحة الروسية بلا منازع فلاديمير بوتين. ورغم شهرته السياسية وتكرار تقدمه لذات المنصب ، فإن ايا من المراقبين لا يتوقع لجيرينوفسكي ان تزيد نسبة أصوات ناخبيه عن 8-10 في المائة. ومع ذلك يظل قراره حول خوض هذه الانتخابات امرا يضفي عليها بعضا من الاثارة التي تتعلق باحتمالات احتدام المنافسة علي المركز الثاني علي ضوء مواجهة قوية قد تحتدم من جانب «مفاجأة» انتخابات 2018 بافيل جرودينين المرشح «غير الحزبي» عن الحزب الشيوعي الروسي .

وفي هذا الصدد نشير الي ان جرودينين رغم ترشحه عن الحزب الشيوعي، لم يكن يوما عضوا بهذا الحزب، بل وعلي النقيض من ذلك كان عضوا في الحزب الحاكم حتي عام 2010، فضلا عن أنه سبق وكان أيضا أحد وكلاء بوتين خلال أولي حملاته الانتخابية الرئاسية في عام 2000 ، ما يدفع البعض اليوم الي اتهامه بأنه «صنيعة الكرملين» ومرشحه غير المباشر، المطلوب لاضفاء القدر اللازم من الاثارة والاهتمام في هذه الانتخابات، وبما قد يكون معها «حصانها الاسود» علي حد تقدير بعض المراقبين. ورغم ما يحتدم من جدل حول صحة مثل هذه التقديرات، فان جرودينين ومن موقعه كرئيس لاحدي أكبر المزارع التعاونية المتميزة في ضواحي العاصمة موسكو، وانطلاقا من توجهاته وقناعاته القريبة من الاشتراكية ويسار الوسط، يظل الشخصية الاوفر حظا للفوز بالمركز الثاني في الانتخابات المرتقبة، لاسباب ثمة من يعزوها الي اتساع مساحة الاتفاق مع الرئيس بوتين، ولا سيما فيما يتعلق منها باعلاء المصالح القومية والتركيز علي الجوانب الاجتماعية والاهتمام بالتنمية الاقتصادية بوصفها الركائز الاكثر أهمية في برنامجه الانتخابي، فضلا عن ترشحه باسم الحزب الشيوعي الذي يظل ثاني أكبر الاحزاب في الساحة السياسية الروسية، بعد تخلي جينادي زيوجانوف زعيم الحزب الشيوعي الروسي عن حلم الفوز بالمنصب والتنازل عن ترشحه في هذه الانتخابات.

ونمضي في استعراض قائمة مرشحي الانتخابات المرتقبة لنتوقف عند كسينيا سوبتشاك الاعلامية التليفزيونية «المثيرة للجدل» ، وابنة اناتولي سوبتشاك عمدة سان بطرسبورج الراحل الذي كان أول من اكتشف قدرات بوتين وقدمه الي «الاوساط السياسية» حين اختاره نائبا له في سان بطرسبورج في مطلع تسعينيات القرن الماضي. واذا كانت سوبتشاك تعلق الكثير من آمالها علي الاوساط الشبابية من خلال طرح شعاراتها التي تنادي بتقنين «زواج المثليين»، وتداول وتعاطي الماريجوانا، فضلا عن تجاربها السابقة «غير المحمودة» من وجهة نظر المجتمعات المحافظة، ومنها ظهورها غلافا للمجلات المثيرة، فان الواقع يقول ان مثل هذه التوجهات لن تسفر عن نتيجة تُذْكر، وهو ما يبدو أن سوبتشاك تحاول تجاوزه من خلال تركيزها علي الشعارات الليبرالية الغربية في برنامجها الذي اطلقت عليه اسم «123 خطوة صعبة».

اما فيما يتعلق بمرشح حزب «يابلوكو» جريجوري يافلينسكي، فان هناك ما يشبه الاجماع حول ضآلة -إن لم يكن استحالة- حصوله علي نسبة تليق بتاريخ حزبه الذي طالما شغل موقعا مؤثرا في الساحة السياسية في روسيا ابان تسعينيات القرن الماضي. وتشير استطلاعات الراي الي ان يافلينسكي لا يمكن ان يحصل علي اكثر من 1-2% من اصوات الناخبين، بل وربما ياتي تالياً لكسينيا سوبتشاك التي قد تشاركه مثل ذلك «المصير البائس».

ويبقي أن نشير الي «نجم المعارضة الأول» ألكسي نافالني الذي يحظي اليوم باهتمام ودعم الاوساط والدوائر الغربية التي انطلقت في حملة «كاملة العدد» تنتقد من خلالها قرار حظر ترشحه لاسباب قالت اللجنة المركزية للانتخابات أنها تعود إلي صدور أحكام جنائية ضده بسبب «جرائم مخلة بالشرف» وهو ما يمنع ترشحه بموجب نص الدستور الروسي. وفي هذا الصدد نشير إلي أن نافالني أيضا لم يكن ليحظي بنصيب من الاصوات يمكن ان يزيد علي 2-3% ، وهو ما يعادل ما سبق وحصل عليه حين خاض انتخابات «عمدة العاصمة موسكو»، وكان من الممكن لموسكو الرسمية ان تتغاضي عنه مثلما سبق وتغاضت عن ذلك لدي ترشحه في انتخابات «عمدة موسكو».   

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق