«الوقاية خير من العلاج».. مقولة صحيحة، فالوقاية من أى مرض تجنبنا الدخول فى دوامة التعافى من أى أمراض، ومع فصل الشتاء تزداد أمراض البرد والإنفلونزا لدى الكثير من الفئات العمرية، حيث تمثل الإنفلونزا مرضا خطيرا للبعض فهى أكثر شدة من نزلات البرد المعتادة حيث تتسبب فى ارتفاع درجة الحرارة ويصاحبها آلام فى الجسم وقد يتطور الأمر فتؤدى إلى الالتهاب الرئوي.
وحيث إن الإنفلونزا عدوى فيروسية لذا لايمكن علاجها بالمضادات الحيوية وهنا تكمن أهمية الوقاية كحل أمثل.
د. أشرف رجب أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العينى يوضح: الحل يكمن فى التطعيم بمصل ضد الإنفلونزا وهو حقنة يتم أخذها مرة واحدة كل سنة للوقاية من الإصابة بفيروس الإنفلونزا المسبب لنزلات البرد، موضحا أن الفئات الأكثر احتياجا للتطعيم هم كبار السن ومرضى السكر والقلب والكلى والمصابون بأمراض الجهاز التنفسى والحوامل بعد الشهر الثالث والأطفال الذين تخطت أعمارهم 6 أشهر .
ويشير إلى أن أنسب وقت للتطعيم ضد فيروس الإنفلونزا خلال العام يكون قبل وفى أثناء فصل الشتاء
ولا يعنى ذلك أن التطعيم فى وقت لاحق لا يأتى بنتيجة حيث إن الأشخاص الذين خضعوا للتطعيم ضد فيروس الإنفلونزا بعد ذلك الوقت أتى التطعيم معهم بنتائج طيبة. أما جرعة مصل الإنفلونزا للأطفال والكبار فيتم إعطاء حقنة كاملة للكبار والأطفال فوق سن الـ 3 سنوات بمقدار (0.5مل) وتعطى فى العضل، أما الأطفال من سن 6 أشهرإلى 3 سنوات يتم أخذ نصف الحقنة (0.25 مل) فى العضل، وبالنسبة للأطفال الذين يتم إعطاؤهم مصل الإنفلونزا للمرة الأولى فإنه يفضل إعطاء جرعة تأكيدية ثانية بعدالجرعة الأولى بشهر.
ويوضح د. رجب أن هذا التطعيم ضد الإنفلونزا يكرر سنويا لأن فيروس الإنفلونزا من الفيروسات الدائمة التطور والتغير بطبيعته، لذا فإن علماء منظمة الصحة العالمية يقومون كل عام بتحديد التركيبة الأفضل والتى تعطى أكبرقدر ممكن من المناعة لكل العام.
وفيما يثار من تساؤلات عن أن مصل الإنفلونزا يتسبب فى الإصابة بالإنفلونزا فيقول إنه لا يمكن ذلك لأن مصل الإنفلونزا عبارة عن خلايا ميتة لذلك لايمكن أن تتسبب فى الإصابة بالمرض نفسه ولكن قد يصاب الشخص بدور برد بعد أخذ المصل بعدة أيام فيعتقد الشخص أن المصل هو الذى تسبب له فى الإصابة بالعدوى إلا أن هذا الأمر غيرصحيح والسبب الحقيقى وراء تلك الإصابة هو أن الشخص يكون حاملا للعدوى وقت التطعيم لكن الأعراض لم تكن قد ظهرت عليه بعد، وبالرغم من ذلك لا يوجد مصل للإنفلونزا يقوم بالحماية التامة من المرض، لأنه ليس هناك مصل فعال بنسبة 100 % لكن احتمالات الإصابة تقل بنسب عالية حتى وإن حدثت الإصابة فإن الأعراض تكون أقل حدة وأقصر فى مدتها. وعن الأعراض الجانبية للمصل يوضح رجب أنه قد يسبب أعراضا جانبية طفيفة لاتتعدى بعض الاحمرار البسيط والألم فى مكان الحقن .
رابط دائم: