يجب ألا ننسى ـ ونحن نتطلع إلى نهضة البلاد ـ أن إعلامنا فى حاجة إلى الحماية مما ينتقص من قدره، ونقصد بالإعلام صحفه ومجلاته ومحاضراته وندواته، وإذاعته وتليفزيونه حتى تكتمل رسالته فى سبيل التثقيف، وتعليم الأجيال المتعاقبة تعليما جيدا لا تشوبه شائبة، فأما التليفزيون، فعلينا أن ننقيه مما يشوبه من نقائص، ولا نتركه للبدع الجديدة تحرفه عن مساره. فحين يتكلم بعضهم عن التحرش لا يألون جهدا عن القول بأننا أكثر دولة فى العالم يسود فيها هذا التحرش، جاهلين أن شوارع الغرب تزخر بالنساء والفتيات اللاتى يجرين فى الشوارع خوفا من المتحرشين، رغم أن العلاقات الجسدية عندهم لا تخلو من حرية فى ممارستها، بعكس ما عندنا، حيث إن ديننا يردع المستهترين، ولدينا أعراف منذ القدم تحفظ العورات، وتدفع الموبقات.
وهناك الفتاوى فيما لا يفيد، والمعلومات الطبية المغلوطة، وقد يصل الأمر إلى أن يستخدم المحاور ألفاظا غير مناسبة، وحركات باليد والرأس تهدد وتتوعد محاولا فى ظاهرة بيزنطية التغلب على من أمامه، بل وإقصاؤه من طاولة الحوار ويجبر الناس على رؤية ما يراه هو، لا ما تتطلبه الحقيقة من صدق... كل هذه المظاهر يجب أن نتلافاها حتى يثق المشاهد، فيما يعرض له، وتزيد حصيلته من المعرفة السليمة والقول الحكيم، بل حتى لا نخسر أطفالنا، وتجذبهم مشاهد قد يتوقون إلى تقليدها، فتفسد حياتهم ويحرمون من ذخيرة علم نافع يعزز أعمالهم ويقودهم إلى الفلاح، وليدقق المسئولون دائما فى اختيار ضيوفهم، ولا يغرهم من كان صاحب نفوذ أو ثراء، أو متبوئ لمنصب أخاذ... ويجب ألا ننسى دورالصحف والمجلات، وما يدور فيها من بث لأخبار الدنيا، وتحليل لما يصادف الناس من إشكالات، ويكفى أن نعلم أن هذه الصحف والمجلات لها السطوة الكبرى فى كثير من الدول، وأن تأثيرها شديد على أى قرار سياسى يطلقه الساسة لما تضمه من معلومات قيمة، وتوجيهات صادقة تعينهم فى اتخاذ القرار الصحيح.
د. عادل أبو طالب
الأستاذ بطب بنها
رابط دائم: