رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يهود العراق فى إسرائيل.. وخطة العودة إلى بغداد

عادل شهبون
تحسن الحالة الامنية بالعراق ينعش آمال اليهود في العودة

بعد تحسن الأوضاع الأمنية فى العراق، عقب هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، يتطلع يهود العراق فى إسرائيل بشغف إلى موطنهم الأصلى ويخططون للعودة إليه . هذا ما كشفت عنه صحيفة «هاآرتس» فى عددها الأخير من خلال تقرير أوضح أن بعض هؤلاء اليهود بدأوا بالفعل فى تجهيز أمتعتهم استعدادا للعودة.

وبينما يتحدث بعض اليهود العراقيين عن تجديد جواز سفرهم العراقى فإن آخرين يحاولون شراء عقارات فى العراق . وكان عام 1941 - قد شهد أول الأحداث العنيفة والدموية التى هدفت إلى «التهجير القسري» لليهود العراقيين، ومنهم من يرجع الحادثة لارتباط حكومة رشيد عالى الكيلانى بالنظام النازي، والدور الذى اضطلعت به إذاعة برلين الناطقة بالعربية فى التحريض على اليهود العراقيين.

ويتذكر اليهود العراقيون حادثة إلقاء القنابل فى أماكن وجودهم ببغداد، كما يشير بعضهم إلى ان «الترهيب» كان وراءه المنظمات الصهيونية، مشيرين إلى صدور بيانات آنذاك تدعو اليهود الى الهجرة، وإلى قرار الحكومة العراقية المتزامن، والذى اقترح إسقاط الجنسية عمن يرغب بذلك من اليهود العراقيين وتسهيل سفرهم إلى إسرائيل .

وشكل يهود العراق قطاعا مؤثرا فى الاقتصاد هناك، لكن معظمهم نزحوا بشكل جماعى بعد قيام إسرائيل ، بينما تعرض آخر من تبقى من يهود بغداد لعمليات ابتزاز بعد الغزو الأمريكى عام 2003، مما أدى إلى رحيل كثيرين منهم. أحد يهود العراق المقيم فى لندن ويدعى أدفين شوكر (62 عاما) يقول انه بعد توارد الأخبار عن هزيمة داعش راوده الحنين للعودة إلى العراق التى غادرها منذ 45 عاما وبالفعل اشترى منزلا فى شمال العراق وهو أول يهودى يشترى منزلا فى العراق خلال السنوات الأخيرة تمهيدا للعودة والاقامة الدائمة هناك كما تقول «هاآرتس» ، ويؤكد أن هناك يهودا كثيرين غيره هاجروا من العراق يرغبون بالفعل فى العودة إليه مرة أخرى. والتمهيد لعودة يهود العراق مرة أخرى خاصة المقيمين فى إسرائيل وبريطانيا بدأ عام 2003 بعد سقوط صدام حسين. وكان يقيم فى العراق نحو 150 ألف يهودى قبل قيام إسرائيل عام 1948 لكنهم هاجروا بشكل جماعى فى الفترة بين 1948و1951. وعندما غزا الجيش الأمريكى بغداد عام 2003 عثر فى مقر المخابرات العراقية على مجموعة نادرة من الكتب الدينية المقدسة لدى اليهود ووثائق سرية خاصة بالطائفة اليهودية هناك تمثل كنزا تاريخيا بالنسبة لإسرائيل. إلا أن الأضرار التى لحقت بهذه المخطوطات كانت كبيرة فقد تسربت إليها المياه وغمرتها نتيجة للقصف الأمريكى وإلقاء قنبلة زنة نصف طن على مقر المخابرات العامة فى حى المنصور غرب بغداد. هذه القنبلة لم تنفجر لكنها دمرت شبكة المياه وعقب توقف القصف كانت هناك عملية انقاذ لهذه الوثائق والكتب شارك فيها مسئولون من العراق والولايات المتحدة وإسرائيل وكشفت عنها صحيفة «معاريف» للمرة الأولى منذ عدة سنوات وتساءلت عمن له حق امتلاك هذه الوثائق النادرة؟!

القصة بدأت بوشاية وانتهت بمعضلة سياسية، ففى نهاية الستينيات جمعت الطائفة اليهودية فى العراق مجموعة نادرة من الكتب المقدسة والوثائق الخاصة بهم وتم وضعها فى مكان سرى بغرفة تقع تحت سطح المعبد اليهودى بالعراق، هذه الوثائق شملت أكثر من ألف مخطوطة نادرة عن القواعد والتقاليد التى استخدمها حاخامات العراق على مدى مئات السنين. العديد من أبناء الطائفة اليهودية كانوا يعلمون بأمر هذه الكتب والمخطوطات واستطاع الجميع إخفاء السر والحرص على عدم وصوله إلى السلطات العراقية، وفى عام 1969 انضم لمجموعة المسيطرين على مقاليد الأمور فى العراق نائب رئيس فى سن الشباب هو صدام حسين وتبين سريعا انه يطارد المعارضين من جميع الاتجاهات والطوائف. وينفذ فيهم حكم الاعدام فى ذلك الوقت كان أبناء الطائفة اليهودية أقل من ثلاثة آلاف شخص بدأ معظمهم فى البحث عن طريقة للهروب خارج العراق.

أحدهم أشارت له صحيفة معاريف بحرف (ح) اختار الهجرة إلى إسرائيل لكن بعد عدة سنوات قرر العودة مرة أخرى إلى العراق تاركا خلفه عددا من أفراد أسرته، وبعد عودته للعراق خشى أن يتم اتهامه بأنه صاحب ماض إسرائيلى لذا فقد تطوع بالعمل لدى سلطات الأمن العراقية وتحول إلى عميل ينقل لهم خفايا ما يحدث بين أفراد الطائفة اليهودية. وفى بداية السبعينيات كشف لقادة هذه السلطات عن الوثائق والكتب المخبأة فى المعبد اليهودي. وعلى الفور قامت المخابرات العراقية بمداهمة المكان ومصادرة جميع الكتب والوثائق ووضعوها فى سراديب مقر المخابرات العامة بحى المنصور غرب بغداد. وعلى مدى سنوات علا التراب هذه الوثائق حتى قرر جورج بوش غزو العراق، وفى بداية مايو 2003 أى بعد شهر من طرد صدام وإسقاط تمثاله فى أحد ميادين بغداد كشف شخص ما للأمريكيين عن موضوع الكتب فتوجهت مجموعة من الجنود إلى مقر المخابرات العراقية وكانت المفاجأة أن الكتب غارقة فى بركة من المياه الآسنة ارتفاعها لايقل عن متر، ومنذ تلك اللحظة بدأت عملية إنقاذ طويلة ومعقدة شارك فيها يهود أمريكان إضافة للجيش الأمريكى وبعض العناصر العراقية وتبين للجميع مدى أهمية هذه الكتب والوثائق، فبعضها يرجع إلى القرن الـ16 ومنها الجزء الثالث والأخير من التوراة والذى طبع فى فينيسيا عام 1568 إضافة لوثائق الطقوس الخاصة بيهود العراق فى الزواج والولادة والوفاة، وترجع إسرائيل الفضل فى كشف هذا الكنز من المخطوطات إلى أحد ضباط مخابرات صدام والذى كان يتولى رئاسة قسم شئون اليهود واسرائيل بالمخابرات العراقية، هذا الضابط السابق عقب سقوط نظام صدام تقرب من رجال أحمد الجلبى زعيم كبرى المنظمات المعارضة لصدام والذى كان يمارس نشاطه من لندن والجلبى هذا رجل اقتصاد شيعى راوده حلم قيادة العراق الجديد ووصل فى صيف2003 إلى بغداد كأحد الفاتحين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق