جلست حزينا أفكر فى القرار الظالم الذى تمخض عنه عقل جاهل باعتبار القدس «المقدسة» عاصمة لإسرائيل.. وسألت نفسى: هل حقاً ليس بيدى ما أعبر به عن غضبى؟ وتذكرت ما فعله الرسول العظيم محمد بن عبد الله مع الثلاثة الذين تخلفوا عنه فى إحدى الغزوات وادعوا أن بيوتهم «عورة» وما هى «بعورة» وقرر عليه الصلاة والسلام أن يقاطعهم المسلمون، فلا شراء ولا بيع ولا حتى سلام.. وضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم، واستمر المسلمون فى مقاطعتهم بأمر من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى ظنوا أنه لا ملجأ من الله إلا إليه.. واستمرت الحال كذلك إلى أن تاب الله عليهم ليتوبوا.. إن الشعور بالضعف وقلة الحيلة هو أسوأ ما يصل إليه أى إنسان، ونحن العرب قوة لا يستهان بها وأمريكا أيضا قوة علمية واقتصادية وسياسية، ولكن لقد وضعت لنا الآية الكريمة رقم «118» من سورة التوبة كيف يكون التصرف فى مثل هذه الحالات وشرعت «نظام المقاطعة»، وعندما يكون خالصاً لوجه الله تعالى يأتى بثماره ومقاطعة هذا البلد الظالم اهله وحكومته سيكون عبره لمن يعتبر، قد لا يؤثر «ماديا» ولكن وقع المقاطعة «المعنوى» أكبر بكثير من حفنة دولارات. إن الدعوة ليست بين المسلمين فقط فلقد كشرت 129 دولة عن أنيابها تجاه هذا الحاكم الفاسق ومعظمها لا تدين بالاسلام.. إنها دعوة للإنسانية على وجه الأرض لمقاطعة أمريكا على الأقل سياسيا وعندما تكتمل العزلة السياسية سيندم كل إنسان على قرار لم يدرسه جيدا.
واوجه دعوة من خلال «بريد الأهرام» قد تجد طريقها إلى عقل وقلب كل إنسان حر، كريم، يرفض الظلم.. دعوة وسيكون رب العالمين معنا فى توصيلها إلى كل نفس أبية، حرة كريمة تؤمن بأن الظلم لا يمكن أن يستمر «ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون».
د. حسام أحمد موافى ـ أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العينى
رابط دائم: