امرأة كان لها من اسمها نصيب فهى «نجاح عبد الحميد» التى رفضت منذ البداية أن تسير حياتها على وتيرة واحدة وأصرت على أن تترك بصمة فى كل مكان عملت به.
هى الأخت الكبرى لأربع شقيقات تعمل اثنتان منهن فى مهنة الحياكة بإحدى شركات الغزل الكبرى التى تم خصخصتها وكانت هى أيضا تعمل فى نفس الشركة ولكن تمردها جعل الفصل من الشركة هو مصيرها.
ولكن «نجاح» التى لا تستسلم أبدا، خرجت للعمل فى العديد من الأماكن الأخرى التى سارعت بتركها لسوء المعاملة وإجبارها على العمل ساعات طويلة فى مقابل مادى زهيد فقررت أن تستقل بذاتها ولمعت فى ذهنها فكرة شرعت فى تطبيقها على الفور
فبدأت تتعرف من خلال مواقع التواصل الاجتماعى على مجموعات لتسويق المنتجات واختارت مناسبات مهمة مثل عيد الطفولة ورأس السنة الميلادية وطرحت بعض تصميماتها التى تحاكى الملابس بالمحلات الكبرى مثل «رداء بابا نويل» و«ملابس الأميرة روبانزل» «وسنو وايت» بأسعار رخيصة جدا فتهافت عليها الآباء وأولياء الأمور ولكن لأنه كان عملاً موسمياً مرتبطا بمناسبات معينة فلم يشبع طموحها.فبدأت تفكر فى ابتكارات أخرى ولكن فى إطار احتياجات الأسر من الطبقة المتوسطة والفقيرة ومع الارتفاع الجنونى لأسعار شنط المدارس التى يتم استيراد معظمها من الخارج، حيث تجاوز سعر الشنطة أربعمائة جنيه، بالإضافة لانتشار الشنط المحمولة على الظهر، قررت «نجاح» تدوير الملابس القديمة وخاصة البنطلون الجينز المستعمل وتحويله إلى شنط محمولة على الظهر تنافس جميع الشنط المستوردة من الصين مع إضافة بعض الإكسسوارات لها وقامت ببيعها بأسعار أقل بنسبة 50% من أسعار شنط السوق وحولت أيضا هذه الملابس المستعملة إلى عباءات للخروج للسيدات بأسعار لا تتجاوز الخمسين جنيها.
وبدأت تعرض هذه المنتجات على شبكات التواصل الاجتماعى وبرامج التسوق عبر الانترنت فتهافت عليها أولياء الأمور من المناطق الشعبية لصنع شنط لأولادهم وأحضروا معهم البنطلونات الهالكة لتقوم نجاح وبإبداع بتحويلها إلى شنط قمة فى الروعة والجمال فأسعدت العديد من الأسر وخففت العبء عنهم حيث كانت تحصل فى تصميم الشنطة الواحدة حسب حجمها من - 25 إلى 45 جنيها.
أما عن علاقة نجاح بالخياطة فتقول: عملت بهذا المجال منذ أن كان عمرى 13 عاما خلال الإجازة المدرسية فى فصل الصيف لأساعد والدى على مصاريف وضغوط الحياة.. فأحببت الخياطة وتمنيت أن أصبح صاحبة ورشة فى المستقبل وبعد حصولى على الدبلوم الصناعى التحقت بالفعل بالعمل فى شركة كبرى ولكن لم أستمر طويلا.. وأحلم بأن أحقق حلمى وأصبح صاحبة ورشة كبيرة أو مصنع صغير أعيد تدوير كل شيء من خلاله وأحقق آمال البسطاء فى أن يجدوا منتجا مصريا جميلا ورخيصا وفى متناول أيديهم.
نجاح لم تعرف يوما طريق المجلس القومى للمرأة ولا الصندوق الاجتماعى للتنمية ولا تفكر فى قروض وزارة التضامن لتنمية مشروعها ،هى تحقق أحلامها بالمثابرة وهى الآن تمتلك ماكينتى خياطة وتثق تماما فى أنها ستتمكن من النجاح وتحقيق حلمها الجميل.
رابط دائم: