كل انتصارات مصر كانت فى سيناء وكل محاولات كسرها كانت تبدأ بمحاولة عزل سيناء ، وظلت مصر منذ صفر التاريخ تحتفل بانتصاراتها هذه فى عواصمها بالوادى والدلتا منذ حملات فراعنتها العظام وحتى العبور العظيم، بينما قضت سيناء كل عمرها معبرا للجيوش الغازية المتعطشة لماء النيل الخالد أو للجيش المصرى المدافع عن الأرض والعرض فيتجاوز حدودها مع رفح الفلسطينية حتى يؤدب الطامعين ويعود منتصرا غانما . سيناء دائما عانت العزلة وقليلا ما فرحت بالوصل، وما أن انتصرت مصر على المحتل الصهيونى وطهرت سيناء من دنسه حتى عاد فى ثوب الإرهابى كلب النار طويل الشعر واللحية . لتجد مصر نفسها مرة أخرى أمام مسئولية النضال لتنتصر وليجد جيشها نفسه مرة جديدة مطالبا بأن يعيد سيرته الأولى منذ زمن رمسيس الثانى فيؤمن أهلها وحدودها . ولهذا يعتبر احتفال الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أيام بالانتهاء من حفر ثلاثة أنفاق من أصل ستة أنفاق تعيد وصل الفرع بالأصل حدثا تاريخيا نادرا فى تاريخ أرض الكنانة. فكتائب ( السمر الشداد ) الذاهبة إلى سيناء عبر اتصال طبيعى هذه المرة بين الوادى وسينائه الغالية، لن يكونوا فقط ظباط وجنود يحملون السلاح فمصر / السيسى قررت أن تذهب كلها إلى سيناء ومن لا يحمل بندقية سيحمل فأسا ومن لا يقود دبابة سيقود حفارا. مصر ستذهب إلى سيناء فوق الأرض لتؤمنها وتستثمرها وتنميها وتحت الماء لتعبر من أفريقيا إلى آسيا فى عشر دقائق تحمل الخير إلى أهلها وتعود محملة بالخير أيضا من أرضها المقدسة . هذه المرة سيمتزج عرق المصريين المهندسين والعمال والفلاحين بدماء إخوتهم وآبائهم وأجدادهم الذين حفروا القناة لأول مرة والذين حرروها من دنس المحتل فى كل مرة.
رابط دائم: