رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العمل عن بعد.. فرصتك لتحقيق حلمك

سالى حسن

هل تحلمين بوظيفة تحققين فيها حلمك وإحساسك بذاتك.. فرصتك فى العمل من المنزل أو العمل عن بعد.. فقد اتجهت كثير من المؤسسات والشركات العالمية والمحلية فى السنوات الأخيرة إلى هذه النوعية من التوظيف سواء بعمل دائم من المنزل أو نصف الوقت.

فقد نشرت مجلة فوربس الاقتصادية مقالا يشير إلى أن العمل من المنزل أصبح حلما كبيرا يتزايد لدى كثير من الموظفين، ولكنها وصفته بأنه حلم صعب المنال للكثيرين لصعوبة وجود فرص عمل متنوعة، وأشارت إلى أن نسبة العاملين عن بعد تتزايد عاما بعد الآخر وفقا لإحصائيات مكتب العمل الأمريكى الذى وصل إلى أن نسبة العاملين من المنزل سواء بدوام كامل أو جزئى زادت من 19% فى 2003 إلى 24% فى 2015 وذلك فى مجالات الإدارة، والشئون المالية والتدريب والتعليم، ويتوقع 68% من العاملين بالولايات المتحدة أن يتجهوا إلى العمل عن بعد فى المستقبل.

تحكى «غادة» خبيرة قانونية عن تجربتها قائلة: العمل من المنزل أتاح لى حرية أكبر فى أوقات العمل، وتوفيرا فى الوقت الضائع فى الطرق، كما أنى موجودة بشكل أكبر مع أولادى وهم صغار، ولا يوجد تشتيت أو تضييع للوقت فى مناقشات واجتماعات مع الزملاء، أما عن العيوب فالمنزل لم يعد مكانا للاسترخاء والأمان، كما أن عدم التفاعل مع زملاء العمل وجها لوجه يقلل من فرص تطوير الذات على عكس التفاعل بشكل مباشر.

أما «أمل» فتقول بعد تجربتها مع العمل عن بعد: للأسف ينظر الناس فى مجتمعنا إلى المرأة التى تعمل عن بعد على أنها فى المنزل ومرتاحة ولكن فى الحقيقة هو عمل حقيقى يدفعنى فى بعض الأحيان إلى العمل أكثر من الموظفين الموجودين فى مقر الشركة.

 


إيجابيات وسلبيات

يوضح د.إبراهيم عوض أستاذ السياسات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمدير الأسبق لمكتب منظمة العمل الدولية لشمال أفريقيا أن العمل عن بعد يعطى قدرا كبيرا من المرونة سواء للرجل أو للمرأة، ليكون معيار النجاح هو العمل بالنتائج وليس الوجود الفعلى للشخص فى مكان العمل. ويناسب هذا المفهوم قطاعات كثيرة مثل المبيعات والتسويق والـ «كول سنتر» والاستشارات وخدمة العملاء والأبحاث وغيرها، وقد ساعدت التقنيات الالكترونية والتكنولوجية الحدثية على ذلك، وهو ما أدى إلى وجود أماكن عامة متاحة للعمل ظهرت فى أحياء كالزمالك والمعادى توفر للشخص مساحة للعمل، وكل ما يلزمه لإتمام عمله كانترنت سريع وطابعة وغيرها. ويشير د.عوض إلى ضرورة الاستفادة من هذا الفكر كأحد الأدوات المهمة لرفع معدل مشاركة المرأة فى سوق العمل، والذى يبلغ 23% فقط وهو نسبة ضئيلة جدا، خاصة مع وجود نسبة كبيرة من السيدات المعيلات فى المجتمع المصري، حيث يمكنها العمل لحسابها الشخصى من خلال البدء بأى مشروع تجيده لاستغلال الطاقة الإنتاجية للسيدات ورفع مشاركتهن فى النشاط الاقتصادي.

د.آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو المجلس الأعلى للثقافة تقول إن العمل عن بعد أو العمل المرن منتشر بشكل كبير فى دول العالم، ولا يقتصر على القطاع الخاص بل يشمل أيضا قطاع الحكومة فنجد وزارة الدفاع الأمريكية وهيئة الاتصالات البريطانية متعاقدتين مع عدد كبير من الموظفين عن بعد. وترى أن هذه الثقافة ليست موجودة بالشكل الصحيح فى مصر على الرغم من قدرتها على حل كثير من المشاكل التى نواجهها فى مجتمعنا مثل مشكلة البطالة التى بلغت 13.8% حسب الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، كما تسهم أيضا فى حل مشكلة التكدس والمواصلات مما يحدث توازنا لدى الشخص سواء الأم أو الأب ويحافظ على رأس مالهم النفسي، ويساعد أيضا على لم شمل الأسرة من جديد الذى تراجع فى السنوات الأخيرة بسبب غياب أحد الأبوين أو كليهما، كما أثبتت الدراسات أن العمل المرن أو العمل عن بعد يزيد من إنتاجية الشخص وهو ما حققته الشركة السياحية الأم فى الصين بمعدل 33% عندما اتجهت إلى هذا المفهموم مع معظم موظفيها.

وتشير د.آية إلى ضرورة وجود آليات لتنفيذ العمل عن بعد وهى تطبيق آلية إدارية بالأهداف من خلال وضع هدف وخطة عمل وأنشطة ووقت محدد للتنفيذ، كما تتطلب مديرا لديه مهارات إدارية وقيادية فائقة لكى يستطيع تحفيز مرؤوسيه، حيث أثبتت بعض التجارب شعور بعض الشباب بالملل بعد 9 أشهر من العمل عن بعد بسبب عدم وجود تواصل مباشر وهو دور المدير الناجح، كما تتطلب أيضا موظفا لديه قدر عال من الانضباط والالتزام والتحفيز الذاتى والقدرة التنافسية، ويجب عمل اجتماعات مرتين أسبوعيا على الأقل عبر الفيديو ووضع أجندة الأسبوع لمتابعة سير العمل، واجتماع فعلى نصف سنوى للتفاعل بشكل مباشر مع ضرورة تدريب كل من المدراء والمرءوسين على إنجاز العمل عن بعد. ومن عوامل نجاح التجربة تخصيص مكان للعمل داخل المنزل، وأن يكون أفراد الأسرة متفهمين لهذا العمل وطريقته، بالإضافة إلى ضرورة تنظيم العلاقة بين المدير والمرءوس سواء فى المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص، وإدراجها فى قانون الخدمة المدنية الجديد بما يضمن حقوق الموظف فى العمل والترقي، ووجود توعية مجتمعية لهذا العمل لذا أطالب المجلس القومى للمرأة بمؤازرة المرأة فى الحصول على حقوقها فى أثناء العمل من المنزل لتشجيع باقى السيدات على هذه التجربة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق