رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هل انتهى مجلس التعاون الخليجى؟

شريف جوهر
الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت

هل انتهى مجلس التعاون الخليجى.. سؤال يفرض نفسه على العام الجديد فلا تزل أزمة البيت الخليجى ما بين السعودية والبحرين والامارات مع قطر تفرض نفسها على الساحة الخليجية ، وبعد( ٣٦ عاما)  من تأسيس مجلس التعاون الخليجى في ٢٥ مايو ١٩٨١، تلك التجربة الوحدوية الخليجية التى كان لمولدها صدى خليجى وعربى إيجابى واسع ، كان ينتظر مواطنو دولها والمراقبون أن يتطور هذا المجلس فى مسار ينتهى إلى اتحاد دوله، بعد أن خطا المجلس خطوات مبشرة فى هذا الاتجاه، فسمح بحرية انتقال الأفراد ورءوس الأموال والسلع الوطنية بحرية كاملة بين دوله ودون رسوم جمركية، وأسس ما يعرف بقوات درع الجزيرة.

كل ذلك كان مبشرا وممهدا لمسار شقته تجربة الاتحاد الأوروبى، الذى انتهى بعلم واحد وعملة واحدة وبرلمان واحد ومؤسسات اتحادية إلى أن جاءت الأزمة الخليجية.

ولقد كانت النظرة المتفائلة تنتظر من مجلس التعاون الخليجى فى العقد الثالث له أن ينطلق صوب الوحدة المثمرة، إلا المسيرة تعطلت ولكن المهم هنا هو أن هذا المجلس تعرض لصدمات هزت كثيرا من مسيرته صوب ذلك الهدف الكبير، وتمثلت الصدمة الكبرى أغسطس عام ١٩٩٠ في جريمة غزو الكويت من قبل الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين لقد كان لذلك الاجتياح الإجرامى من جحافل الجيش العراقى للكويت تداعيات سلبية عميقة على مسيرة المجلس، بالرغم من أن دول المجلس وقفت صفا واحدا مع الكويت حتى استعادت سيادتها على أراضيها، لكن تلك التجربة الموسفة تركت تشوهات عميقة داخل الكيان الخليجى. ثم جاء الخلاف حول البنك المركزى الخليجى، وكان الخلاف على مقره أيكون فى السعودية أم الإمارات، وأيهما أجدر باستضافة البنك، ذلك الخلاف الذى أجل تنفيذ وتأسيس هذا المشروع الكبير الذى لو تم تنفيذه لفتح الباب واسعا نحو وحدة اقتصادية، تكون قاعدة صلبة لتأسيس اتحاد سياسى,وظلت فكرة انشاء سوق خليجية مشتركة حلما فقط.. وأخيرا جاءت الأزمة القطرية التى هزت الفكرة، وكادت أن تعصف بالكيان، فالنظام القطرى المتمرد لم يشأ إلا أن يمتطى جوادا جامحا، وأظهرت الأزمة أن عضوا واحدا بإمكانه أن يصيب الجسد بمرض عضال، ويبدو أن فاتورة التعافى من هذه الأزمة لن تكون فاتورة صغيرة، وأن الثمن سيكون باهظا، وسيدفعه المشروع الوحدوى، الذى كان ومازال ينتظر منه الكثير. إن المراقب لمسيرة مجلس التعاون يدرك أن قوة المجلس تكمن فى الحفاظ على كيانه وتقويته وتطويره، لكن القمة الكويتية التى انعقدت فى الكويت مؤخرا تظهر أن مجرد انعقاد القمة الشهر الجارى فى ظل هذه الأنواء والعواصف الخليجية الحادة، لهو أمر إيجابى مبشر يظهر أن أصحاب المشروع حريصون على الحفاظ عليه واستمراره رغم المشكلات الضخمة، وهذه هى العلامة أو الإشارة الإيجابية الوحيدة التى حقهها المجلس فى عام ٢٠١١.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق