يتسلل ضوء الشمس ليختبئ وراء الجبال الشاهقة مؤذنا بنهاية النهار، لا تتوقف الحركة والضجيج فى الشوارع المحيطة ، لكن سكونا يسود الساحة المترامية الأطراف، ينطلق صوت المؤذن شجيا بصوت يقلد الأصوات المصرية الأصيلة فى مدرسة القرآن والأذان لينقلك من حالة التأمل فى عظمة البنيان الحضارى ودقة نقوشه إلى آفاق علوية يبدأ تدفق الناس إلى ساحة المسجد الرحبة لصلاة المغرب.
المشهد من ساحة مسجد الجمعة فى هرات (شمال غرب أفغانستان) والذى يعرف أيضا باسم المسجد الجامع أو الجامع الكبير ذى المآذن الثمانى، والمسجد بدأ السلطان غياث الدين مسعود الغورى بناءه فى عام 1200م «597 هـ واستكمل البناء محمد غور أخوه وخليفته وفى عام 1221م غزا جنكيز خان المنطقة فأصاب المسجد الخراب وظل حتى عام 1245 عندما أعاد شمس الدين كارت بناء المسجد وتم الانتهاء منه فى عهد جلال الدين فيروز شاه واستغرقت الزينة وحدها خمس سنوات.
ولكن تعرض المسجد للدمار فى الحروب الأنجلو- أفغانية وفى عام 2012 تم ترميمه بجهود دولية ومحلية وساهم خمسون تاجرا أفغانيا بجمع الأموال لتجديد المسجد.
رابط دائم: