رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محيى إسماعيل:أفلامى تجسد العقد البشرية.. وبالتأمل اكتشفت ازدواج الشخصية المصرية بسبب التراكمات

حوار أجراه ــ د. مصطفى فهمى

على عكس ما يظهر على الشاشة، أنه الشخص المعقد، المضطرب ، صاحب السلوكيات غير المنضبطة جلس الفنان محيى إسماعيل، فى حواره معى متسما بالبساطة، والجرأة، والصراحة الشديدة ، والرأى الواضح، إذ يقول إنه شارك فى 20 فيلما تجسد عقد النفس البشرية ويعتبر أهم ما انتجته السينما المصرية.

فكما قال ـ فى «دردشة» ما قبل اللقاء:ـ من حقى كصحفى أن أسأل، ومن حق القارئ أن يعرف، لأكتشف ـ وأنتم معى فى السطور التالية إنسانا يحاول أن يكون قريبا من الناس، كى يعرفوه عن قرب، كما عرفهم هو عن قرب، مؤكدا أنه اكتشف انهيارات فى الشخصية المصرية بسبب التراكمات، وأن المجتمع المصرى يعانى حاليا من عدم الاستقواء النفسي.

الفيلم الإيطالى «الدورية» إخراج روبرتو مونتيرو هو بدايتك لتجسيد العقد النفسية سينمائيا.ما الصعوبة التى وجدتها كممثل موهوب حينها؟

عند تجسيد عقد النفس البشرية فإن الثقافة تقود الموهبة ، لأن كل عقدة لها بداية ، وأسباب لحدوثها ، لذلك يجب اتباع منهج علمى لمعرفة العقدة، وأسبابها ،وماذا تفعل ؟ وما نتائجها ؟وإلى أين تصل؟ .. وقد تمكنت من عمل 20 فيلما جسدت 20 عقدة على أسس علمية ..و بعد هذا الفيلم انطلقت للسيكودراما فى السينما ، والمسرح ، والإذاعة ، لكن السينما هى التى جسدت رصدى للنفس البشرية بوضوح .

هل تربيتك الأسرية كانت من الدوافع التى دفعتك لتجسيد هذه التعقيدات والاضطرابات؟

والدى كان من رجال التربية والتعليم المتسمين بالانضباط والتوازن الشديدين، لذلك كان بيتنا متسما بالعلم والثقافة ، ومن أهم ما علمه والدى لى الاتسام بالحكمة ، ورؤية عقد البشر، وأنا فى قمة توازنى النفسي.

ومن خلال صدامات مدوية لى اكتشفت أن هناك آخر معقدا، وعلى البحث لمعرفة لماذا الناس كذلك ، وكانت وسيلتى لتحقيق ذلك التأمل، وبها اكتشفت إنهيارات قوية فى الشخصية المصرية.

ما أسباب هذه الانهيارات؟

هناك نظرية فى علم النفس تسمى نظرية التراكمات، بمعنى أن الشخص على مدى يومه يتعرض لإحباطات، وقمع، وقهر، وهذه الأمور لا يتم التنفيس عنها، وبالتالى تتراكم فى اللاوعي، وفى النهاية تخرج فى شكل انفجارات سواء فى أحلام أو سلوكيات تمارس فى الواقع نتيجة سيطرة العقل الباطن على العقل الواعى فتصبح الشخصية غير متزنة نفسيا، ويحدث ازدواج فى الشخصية يؤدى لتشتيت الشخص.

متى أحسست بالقهر لأول مرة فى حياتك ؟

فى عمر الثامنة عشرة مرضت لفترة طويلة، ولم يكن معى مال للعلاج ، فذهبت لمستشفى قصر العينى ، ووصفت للأطباء ما أعانيه ، وبعد عمل التحاليل قالوا لى إن النتيجة سلبية ، وليس لدى مرض، وإن ما لدى هو نتيجة للصدمة الحضارية بانتقالى من العيش بالأقاليم إلى العيش بالقاهرة .

وأين كان أهلك من مرضك؟

عندما تركت مدينتى كفر الدوار كنت أريد تحقيق أحلامى بدراسة الفلسفة والتمثيل ، والاعتماد على نفسى ، حينها اتخذت قرارى وقلت لوالدي: أنا مسافر إلى القاهرة للدراسة ، ولم يمانع، وطلب منى الاتصال بهم لطمأنتهم ، وبوصولى إلى القاهرة بدأت البحث عن سكن حتى وجدت حجرة فى بدروم مكون من ست حجرات بميدان الجيزة ، وكل حجرة منهما بها ثلاثة أشخاص.

هل تتفق مع الرأى القائل إن دورك فى فيلم «الأخوة الأعداء» كان سبب إبعادك عن السينما برغم نجاحك بقوة؟

(يضحك بشدة) من المفارقات أن الرئيس السادات قابلنى ، واحتفى بى ، بخلاف الصدى العالمى للدور .. هنا أخذت أتأمل سبب إبعادى ، ووجدت أنه أمر طبيعى للأحقاد الموجودة ، واكتشفت مقولة الفليسوف الفرنسى ألبير كامو «إن الذكاء يكلفنا ثمنا فادحا ،وإما أن ندفع الثمن أو ننفى الذكاء».

هل أنت ذكي؟

نعم . وهذا ليس تعاليا أو تضخيم ذات بدليل ما أضفته للسينما ، وهذا الإبعاد عشته أيضا بعد دورى أمام سعاد حسنى فى فيلم «بئر الحرمان» فعشت عامين بلا عمل، وكذلك بعد فيلم « الشياطين» « حتى تعودت على الوضع، وأنه بعد حصولى على جائزة سأجلس بالمنزل .

هل يمكن القول إن جلوسك بالمنزل أحد الدوافع لتشكيل منهجك فى التمثيل القائم على المناهج النفسية (السيكودراما) وتدريسه فى كندا ؟

حقيقي، «فربنا بيعوض»، والحمدلله فإن أفلامى مرجع لطلاب الدراسات النفسية فى جامعة كونكورد بكندا ، لما تحتويه من تجسيد للعقد البشرية.

لك خطوة مهمة تحسب فى تاريخ الحركة المسرحية وهى إنشاء «مسرح الـ100 كرسي» . لماذا تركت المسرح وذهبت للسينما ؟

راتبى كان 16 جنيها، وبالمصادفة جاءت السينما لي، فقلت أركز فيها.

إذن بريق الأجر السينمائى أبعد نظرك عن المسرح ؟

طبعا فأجر السينما مهم.

لكن ذلك تسبب فى جلوسك فترات طويلة بلا عمل ؟

باختيارى لأننى أفعل ما أريد ، لكن أجر السينما كان يكفينى فى السنوات العجاف ، التى استغلتها فى السفر والإطلاع على الثقافات الأخري، وهذا جو صحى جدا.

جسدت الكثير من الشخصيات التاريخية.. ما الذى جذبك لأداء شخصية يوليوس قيصر فى المسلسل السورى الذى حمل الاسم نفسه؟

هذه شخصية تاريخية ،لا يمكن تركها، فشخصية يوليوس صعبة جدا ، لأنه شخص يملك الأرض ومن عليها وفجأة يطارد ا هاربة ليقبض عليها، لكنها تجعله يرضخ بنظرة منها ، ويحبها ، ويتزوجها، وينجب منها، ويجعل شعب روما يركع لها، وهو قبلهم.

وما رأيك فى المرأة ؟

الحياة امرأة وليس رجلا، فهى من تنجب وترعى وتتمنى لابنها الاستقرار والزواج والإنجاب.فالمرأة هى التى تصنع كل شئ، وهى أقوى من الرجل مهما كان وضعه.

بما أنك أديت دور القيصر.ما رأيك فى كليوباترا؟

أمرأة قادرة وقوية جدا.وعموما المرأة قوية مهما كانت ضعيفة لأنها تملك جهازا أقوى من الرجل فهى تتمكن من ولادة 12 طفلا، ومن تواجه معاناة الولادة، وتنجب مرات أخرى تملك قدرة عالية وقوية على المواجهة والتحمل.

وأين المرأة فى حياتك؟

عندما تزوجت كانت زوجتى امرأة طيبة جدا، رحمها الله، عشنا معا عشر سنوات، وهى حققت لى جذورى بتشابه عيشتنا بعيشة أمي، رحمها الله ، فحياتنا كانت بعيدة عن الصخب.

وماذا عن علاقاتك العاطفية؟

كان لدى الكثير منها ، ومن أحببتها هى المسئولة عن حريتها ولست أنا. وأحببت فتاة منذ قدومى إلى القاهرة واستمرت علاقتنا أربعين سنة حتى سافرت مع أهلها إلى أمريكا وكنت أسافر لها، وأحببت ألمانية، وكثيرات.لكن أهم شئ فى العلاقة أن يكون العطاء متبادلا.

ما الشخصية التى جسدتها وكانت قريبة منك على المستوى النفسى ؟

شخصية الدكتورالمتعلم المثقف فى فيلم «حلاوة الروح».

.ما أوجه التشابه بينكما ؟

معاناة القهر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق