على الرغم من المتاعب التى تسببها الحساسية لدى المرضى وخاصة الشديدة الأعراض والتى قد تؤدى للوفاة، فإن المتخصصين يؤكدون أن الأمر يمكن السيطرة عليه بإجراء الاختبارات والتعرف على أسبابها لتجنبها.
يقول د. يحيى الجمل، أستاذ طب الأطفال بعين شمس، إن السبب فى الإصابة بالحساسية المفرطة المهددة للحياة يختلف تبعا للمرحلة العمرية، فغالبا ما يكون سببها فى الطفولة هو تناول أغذية بعينها كالبيض والأسماك ومشتقاتهما وكذلك الفول السودانى. أما فى مرحلتى الشباب وكبار السن فيكون سببها فى الأغلب لدغات الحشرات أو بسبب تناول عقاقير معينة، وبمجرد تعرض المريض لأحد تلك الأسباب تبدأ الخلايا المناعية، إفراز مادة الهستامين ومواد أخرى تؤدى إلى هبوط شديد فى الدورة الدموية وظهور أعراض كالطفح الجلدى أو فقدان الوعى أو تورم للشفتين وحول العينين قد تمتد إلى حدوث ضيق فى التنفس، وعندها يجب التدخل الطبى الفورى خلال دقائق والحقن بالأدرينالين بجرعة عالية.
ويلفت د. يحيى النظر إلى أن الاكتشاف المبكر لنوع الحساسية والتشخيص السريع هما السبيلان للحصول على نتائج علاج جيدة، ونوه إلى أن أبرز الطرق العالمية فى علاج الحساسية المفرطة, بعد أن وصلت نسب الإصابة بها إلى نحو 2 % عالمياً الحقن الفورى بهرمون الأدرينالين مع وضع المريض فى وضع أفقى ورفع ساقيه للأعلى والبدء فى إسعافه بالتنفس الصناعى مع إعطائه المحاليل عن طريق الدم، مع الأخذ فى الاعتبار مراعاة الحالات التى تتطلب رعاية خاصة وسرعة فى العلاج كالحوامل وكبار السن والأطفال.
وأشار د. يحيى إلى كفاءة وريادة وحدة الحساسية والمناعة لدى الأطفال بطب عين شمس فى التعامل مع كل الحالات، وتقديم الخدمة فى المركز وفقا للمقاييس العالمية, وهو الأمر الذى استحقت عنه أن تكون ضمن أفضل سبعة مراكز عالمية فى ذات التخصص والأولى على مستوى الشرق الأوسط. وأوصى وزارة الصحة بضرورة توفير حقن الأدرينالين فى مختلف وحدات الاستقبال بالمستشفيات ووحدات الرعاية العلاجية الأولية والطواريء والحالات الحرجة فى الريف والحضر.
رابط دائم: