كدأبها كل عام، نشرت أخيرا جريدة «نيويورك تايمز»، قائمة أفضل عشر كتب فى 2017، التى تختارها وفق معايير صارمة يلتزم بها محررو الجريدة منذ سنوات بعيدة. وكانت قد طرحت قبلها قائمة أفضل 100 كتاب،
وضمت القائمة خمس روايات، منها اثنتان كانتا ضمن القائمة القصيرة لجائزة «المان بوكر» هذا العام، وهما روايتا «الخريف»، و«الخروج من الغرب». إضافة إلى خمسة كتب غلبت عليها السيرة الذاتية.
وتقدم رواية «الخريف» لـ «آلى سميث» نظرة على تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى «البريكست»، حيث كتبت الرواية فور التصويت عليه العام الماضي، وتتبع حياة كاتب أغان سابق يبلغ من العمر 101 عام، وصداقته لإليزابيث ديماند ابنة الثانية والثلاثين عاما، وجارته منذ طفولتها.
وتنقل «الخروج من الغرب» لـ «محسن حامد» معاناة حياة الهجرة وأزمة اللاجئين، حيث تتحدث الرواية عن الشابين، سعيد ونادية، اللذين يعيشان فى مدينة بلا اسم، تعانى ويلات حرب أهلية، ويقعان فى الحب، ويحاولان الهرب باستخدام أبوابا سوداء غريبة منتشرة بأماكن سرية فى أنحاء المدينة، وتقودهما إلى مواقع مختلفة بأنحاء العالم بحثا عن حياة أفضل.
وتحدثنا رواية «باتشينكو» للكاتبة «مين جين» عن أربعة أجيال من عائلة كورية، حيث يعيش الجيل الأول فى كوريا المحتلة من قبل اليايان أوائل القرن العشرين، وتنتقل الأجيال التالية إلى اليابان، وتبقى هناك سنوات قبل الحرب العالمية الثانية، وإلى أواخر الثمانينيات. وتكشف الرواية مخاوف الهوية والوطن والانتماء، عبر توجهات شخوصها المختلفة، وتعكس لحد كبير رغبات الشخصيات الدفينة، وتأرجحها بين الأمل والبؤس. كما تكشف سعى السكان الكوريين للتمييز بينهم وبين بعضهم والآخرين للتشبث بالهوية. وهى فى الحقيقة أكثر من مجرد رواية عن أقليات حرمت من الامتيازات الاجتماعية. لأنها رواية ملحمية تلقى نظرة عاطفية واضحة على المشهد الفوضوى للحياة نفسها.
وتصور «القوة» لـ «ناعومى ألديرمان» الحاضر والتاريخ، والحروب وسياسات التمييز ، وكيف تتعقد الأمور بسبب المظاهر «القاتلة» لقوة النساء أحيانا، فى ظل واقع خيالى تستيقظ فيه الفتيات الشابات يوما بقدرة فى أجسادهن على توليد صدمات كهربائية وعندها تتحول أجساد النساء لأسلحة قاتلة، حيث ترى «ألديرمان» أنه سيكون هناك انتهاكات للسلطة، مؤكدة أن «نقل السلطة»، نادرا ما يكون سلسا، مستعرضة العد التنازلى لسنوات كارثة عالمية مستقبلية تمهد لنظام عالمى جديد تحكمه النساء، موضحة كيف تفسد السلطة الجميع وأولئك الذين يقاومون خسارتها، وأنه إذا دمر عالمنا وأعيد بناؤه بحيث تكون النساء فى موضع السلطة والمسئولية وحدهن، فإنهن سيفعلن ما يفعله الرجال فى موضع السلطة حاليا.
وتتناول رواية «غًنِى أيها اللامدفون غًنِي»، للكاتبة «جاسمين وارد» حكاية خيالية عن جوجو، البالغ 13 عاما، ورحلة يقوم بها هو وأخته الصغيرة مع أمه السوداء المدمنة للمخدرات لالتقاط الأب الأبيض من السجن . قصتهم تبدو أسطورية، وتشمل أشباح الماضى وتلمس المشاكل العرقية والاجتماعية للجنوب من خلال أسرة ممزقة.
وتصدر الأعمال الفكرية كتاب «ريتشارد بروم»، «تطور الجمال.. كيف شكلت نظرية داروين المنسية من قبل ماتى عالم الحيوان» الذى يركز على «نظرية داروين الثانية» التى تجاهلتها كثيرا الأوساط العلمية، وكيف تؤثر على تشكيل الأنواع وخيارات التزاوج، بداية من الطيور وصولا إلى البشر، موضحا أن الرغبة فى الجمال جزء من فهمنا لكيفية التطور.
ويليه كتاب «رون تشيرنو»، وهو سيرة ذاتية للجنرال الأمريكى «يوليسيس جرانت»، الذى قاد جيش الاتحاد خلال السنوات الأخيرة من الحرب الأهلية الأمريكية، وأصبح فيما بعد الرئيس الأمريكى الثامن عشر، وأصغر رئيس أمريكى حتى ذلك الوقت، حيث تولى الرئاسة وعمره 46 عاما.
ويكشف كتاب «احتجاز شعبنا: الجريمة والعقاب فى أمريكا السوداء» للمحامى العام السابق بواشنطن «جيمس فورمان»، وكيف تحول جيل من المسئولين السود المنتخبين، الذين بدأوا فى سبعينيات القرن الماضى بجهد كبير لتأكيد قيمة حياة السود فى مواجهة العنف وتعاطى المخدرات، وسياسات صارمة تجاه الجريمة كانت لها عواقب مدمرة على المجتمع ذاته التى وعد هؤلاء المسئولون بتمثيلها.
ويرصد كتاب «حرائق المروج.. الأحلام الأمريكية» لـ «لورا انجلز وايلدر«، لـ «كارولين فريزر» السيرة الذاتية للكاتبة الأمريكية التى اشتهرت بسلسلة المروج لكتب الأطفال التى صدرت من 1932 إلى 1943، وصاحبة قصة «البيت الصغير» التى تحولت لمسلسل ناجح لاحقا، وأخيرا يأتى كتاب «باتريشا لوكوود» «الأب القس» الذى تروى فيه قصة حياتها وكيف تعارضت شخصيتها مع والدها القس الكاثوليكى .
رابط دائم: