منذ فترة حقيقة لم أشاهد مثل هذا العرض الذى شاهدته لك هذا الأسبوع بدار الأوبرا المصرية وهو العرض الصيفى الذى أطلق عليه مسرح هانجيزهو للأوبرا والدراما الراقصة.
الحقيقة أننى رأيت أنه أكبر بكثير من الرقص والدراما الموسيقية. عرض مبهر لأنه جمع أكبر من فن فى المساحة الزمنية التى قدم فيها وهى ساعتين.
فى هذا الوقت شهدت التمثيل والأداء بالغ الروعة والبساطة وأيضا المرح لمجموعة من الأشخاص.. مجموعة من الشباب.
العرض بعد ذلك هو مزيج من الباليه وما يسمى الرقص المودرن والأكروبات والاستعراض الموسيقى للمجاميع.. شاهدت أقصى وأصعب حرفات الأكروبات التى ربما يصعب على الفرق المتخصصة فى هذا الفن أن تقدمه بهذه اللياقة الجسمانية المذهلة. شاهدت بالمثل أصعب حركات الباليه الكلاسيكى وأكثرها جمالا ورقة وعذوبة.. شاهدت الرقص المودرن فى صورة جديدة مما تعودنا أن نشاهده لدينا فى المسرح الراقص الحديث.
ربما القصة التى جمعت كل هذه الفنون لم تسترع انتباهى بسبب صورة الحالة الأخاذة بالمشاهد المختلفة. نظام كنا نحسبه مع الموسيقى بالدقيقة ولكن هنا الحساب بالثانية. كيف لهذه المجاميع ويزيد عددها على الستين أن تتناسق مع بعضها بعضا بهده السهولة والقدرة التى تدل على بروفات وتدريبات امتدت طويلا حتى أجد هذه الأعداد على سبيل المثال حركة بسيطة لليد.. هى واحدة لكل هذه المجاميع.
وأعلم أن هذه الفرقة قد زارت عددا من البلاد لتلاقى بالطبع لقب أحسن عرض فى استخدامها لغة التراث الثقافى العالمية وتنقل بالفعل الروح الصينية. أرى الموسيقى رائعة وأرى الإضاءة لاهتمامها البالغ فى أصغر التفاصيل وأرى الخلفية التى تساعد بصورة كبيرة كى تؤكد لنا أن هذا العرض يأتى من الصين. الخلفية لفيلم يقدم أحد أنهار الصين بالمراكب القديمة والحديثة أيضا التى تمر به، أرى الصين الحديثة جدا وأرى الصين القديمة.. أرى الصين الثرية وأيضا أرى الصين الفقيرة. كل جوانب الصين تحركت أمامى من خلال هذه الخلفية الفيلمية التى زادت من تألق هذا العمل. لم يكتف العرض بما نشاهده على خشبة المسرح ولكن كان ثمة راقصين أيضا وراقصات بسرعة البرق يمرون من بين صفوف المتفرجين فى اتجاههم خشبة المسرح. ملابس يمكن أن أصفها ليس بالجمال فقط ولكن أيضا بمنتهى الدقة فى حياكتها مع هذه الخطوط التى تحتلها الملابس للراقصين وأيضا للراقصات.
وانتهى بالتحية الختامية لهذا العرض الذى يصعب على حتى الآن أن أوفيه قدره من الإجادة والانضباط ولا عجب فقد حصل هذا العمل على العديد من الجوائز من الدول التى زارها ومن عجب أيضا أن أعرف أن مخرجه هو مخرج دورة الأوليمبياد العالمية منذ ثلاث سنوات.
رابط دائم: