رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية فى حوار مع «الأهرام»:
احتفالية كبرى وتكريم أبرز الخريجين بمناسبة اليوبيل الماسى الشهر المقبل

عزة السيد
د. عصام الكردى رئيس جامعة الإسكندرية

خطة لإعادة هيكلة المستشفيات ونقل عيادات الأطفال من «الشاطبى» إلى «سموحة»
أزمة البحث العلمى الحقيقية فى تطبيقه ..ومبنى فى حديقة «طه حسين» يضم مقتنياته
مركز تطوير وظيفى وندوات تثقيفية لحماية الطلاب من الأفكار المتطرفة

خمسة وسبعون عاما من الجهد والعلم الممزوج بالعمل مرت على جامعة الإسكندرية، جعلت من الاحتفالات الكبرى التى تعد لتنظيمها فى ديسمبر المقبل بمناسبة اليوبيل الماسى، حدثا علمياً مفعما بالروح الوطنية والعلمية.

حول تكريم العلماء والمتميزين من خريجى الجامعة، وإنشاء مبنى فى حديقة «طه حسين» يضم مقتنياته والتعاون مع 20 دولة إفريقية وتقديم 35 منحة لطلاب حوض النيل، والبحث العلمى، وإعادة هيكلة المستشفيات الجامعية، وتطوير وحماية الطلاب من التطرف، وغيرها من الموضوعات المهمة، التقت «الأهرام» الدكتور عصام الكردى، رئيس الجامعة، وإلى نص الحوار..

أطلعنا   فى البداية على الفعاليات الاحتفالية التى تنظمها الجامعة بمناسبة مرور 75 عاما على إنشائها؟

- نظمت كليات الجامعة فعاليات مختلفة منذ بداية العام الحالى تحت شعار «مرور 75 عاما على جامعة الإسكندرية»، والتى ستستمر حتى نهاية العام، بالإضافة إلى الفعاليات المركزية التى نظمتها الجامعة وكان آخرها احتفالية الدكتور مجدى يعقوب والدكتور هشام العسكرى بمناسبة انتهاء الدراسات الخاصة بإنشاء مدينة طبية فى أسوان تعتمد على الطاقة الشمسية. 

كما سيتم تنظيم مؤتمر عن «التكامل المعرفى» بكلية الطب، وسيشهد شهر ديسمبر المقبل تنظيم احتفالية كبرى بعنوان «جامعة الإسكندرية فى صور»، وفى النصف الثانى منه سوف تقام احتفالية الختام، بحضور خريجى وأبناء الجامعة، وسوف يعرض خلالها فيلم وثائقى مدته ثلاثون دقيقة يبرز تاريخ الجامعة، ولأول مرة سوف يتم تدشين جمعية خريجى جامعة الإسكندرية، الهدف منها التواصل مع أبناء الجامعة.

من أبرز المكرمين من أبناء الجامعة خلال احتفالية اليوبيل الماسى؟

طلبت إدارة الجامعة من الكليات تجهيز قائمة بأهم وأبرز خريجيها ومن تقلد منهم مناصب كبيرة أو حصل على جوائز عالمية ومحلية حتى يتوفر لديها قاعدة بيانات عن أعلامها على مدى تاريخها كله، ومن ثم سوف تقوم لجنة مختصة بتحديد الشخصيات المكرمة وفقًا لمعايير علمية محددة، واختيار الشخصيات التى ستكرم، وكذلك العلماء الراحلون.

كيف ستكرم الجامعة اسم أول رئيس لها الدكتور طه حسين؟

لدى الجامعة مقترح باستغلال حديقة عميد الأدب العربى المجاورة للمبنى الإدارى بمنطقة الشاطبى وسط المدينة، لتشييد مبنى يحمل اسمه يضم مقتنياته أثناء رئاسته للجامعة ومكتبة وقاعة مؤتمرات كبرى، على أن يزين مدخله التمثال الموجود بالحديقة.

ما الاستراتيجية التى تتبعها الجامعة للتقدم فى التصنيفات العالمية؟

الجامعة تسير فى مسارين، الأول وفقًا للبرنامج الذى وضعته وزارة التعليم العالى قبل شهرين بتأهيل مجموعة من الجامعات المصرية للمعايير اللازمة والبيانات المطلوب إبرازها لتتمكن الجامعات من تحقيق تقدم، لأن من المعروف أن التصنيف عبارة عن جمع بيانات لنشاط الجامعة.

أما المسار الثانى فهو خاص بالجامعة، حيث تقوم بتدشين قاعدة بيانات للأبحاث العلمية المنشورة فى الكليات، ولأبنائها الموجودين فى الخارج، ونحن على يقين أنه عندما يتم جمع هذه البيانات سوف تحصل الجامعة على مراكز متقدمة خاصة أنها تعد من أقوى الجامعات المصرية، كما أن وجود أساتذة زائرين يسهم فى رفع التصنيف، ولذلك تقوم الجامعة بتشجيع أبنائها للحضور والاستفادة من خبراتهم.

كيف يمكن الاستفادة من الأبحاث العلمية التى تنتجها الجامعة؟

لدينا باحثون على أعلى مستوى يحققون نجاحًا كبيرًا عندما يستكملون دراساتهم فى أمريكا والدول الأوروبية، ولكن الأزمة الحقيقية تكمن فى تطبيق الأبحاث العلمية، وهذا يتوقف على الصناعة المصاحبة للبحث العلمى سواء فى مجال الطب أو الهندسة وغيرها، فنحن بحاجة إلى جهة مسئولة عن تسويق الأبحاث العلمية، لتستفيد الدولة منها، ومن المفترض أن تقوم بذلك  المؤسسات التعليمية المختلفة، لتكون وسيلة اتصال بين الباحثين والصناعة.

لماذا توجد شكوى دائمة من المستشفيات الجامعية؟

- هناك صورة ذهنية لدى الجميع حول سوء حالة المستشفيات الجامعية وخاصة الرئيسى الجامعى «الأميرى»، ولكن الوضع الآن اختلف تمامًا والأمور تحسنت بصورة كبيرة، إذ تحرص الجامعة على تقديم خدمة تليق بالمواطن، ووضعنا خطة لإعادة هيكلة المستشفيات الجامعية، من خلال تشكيل مجلس طبى بهدف تكامل خدمات جميع المستشفيات، ووضع معايير ثابتة لإدارتها، وعقد دورات تدريبية لصغار الأطباء وهيئة التمريض.

متى سيعمل مستشفى سموحة الجامعى بكامل طاقته؟

قسم الطوارئ بالمستشفى يعمل بطاقة 70%، أما القسم الخاص بالأطفال فقد كان متوقفا نهائيا لعدم وجود أجهزة كافية، وتغير الآن ويعمل بطاقة 40%، بعد نقل جميع العيادات التخصصية من مستشفى الشاطبى للأطفال، ونعمل الآن على إعادة هيكلة الخدمات المقدمة، بحيث تكون «الشاطبى» للحالات العامة و«سموحة» للجراحات المتخصصة.

وتعانى المستشفيات الجامعية بصفة عامة عجزا فى أعداد هيئة التمريض، بسبب النقل إلى مستشفيات وزارة الصحة للاقتراب من أماكن مساكنهم لأن أغلبهم من خارج محافظة الإسكندرية، أما السبب الآخر فهو قانون العمل فلا تستطيع الجامعة تعيين أى موظف جديد، وللتغلب على هذه الأزمة سيقوم أحد رجال الأعمال بالتكفل برواتبهم بمستوى يتنافس مع المستشفيات الخاصة ليكون عنصر جذب للتمريض من خارج الكادر الحكومى.

ما دور الجامعة فى توطيد العلاقات مع الدول الإفريقية؟

نتعاون بشكل كبير مع ما يقرب من 20 دولة إفريقية تتضمن دول حوض النيل بالكامل، ولدينا فروع فى تشاد وجنوب السودان، وأخيرا استضافت طلبة من كليتى الزراعة والطب البيطرى من «تشاد» تضمنت الرحلة برنامجا دراسيا وتدريبيا، ويدرس فى الإسكندرية طلبة من «جنوب السودان» لحين استقرار الأوضاع لديهم، كما يقضى حاليًا عشرون طالبًا من جامعة موى بدولة كينيا فترة تدريبية بكلية الطب.

وتقدم الجامعة 25 منحة سنوية لدول حوض النيل، وهذا العام يتقدم أربعمائة وخمسة وأربعون طالبًا للحصول عليها، مما دفع الجامعة إلى التقدم بطلب إلى التعليم العالى لرفع عدد المنح إلى خمسة وثلاثين منحة لاستيعاب أعداد إضافية، كما منح دولة موريتانيا عشر منح فى الثروة السمكية، ويتم حاليًا إعادة تأهيل البرامج الدراسية بجامعة جمال عبد الناصر فى دولة غينيا كوناكرى.

وماذا عن خدمة المجتمع والمشاركة فى المشروعات القومية؟

تقدم الجامعة رؤيتها فى جميع المشروعات التطويرية التى تشهدها محافظة الإسكندرية، وانتقلت إلى خارج حدود المحافظة حيث تشارك فى تطوير الموانى البحرية وللجامعة خبرة كبيرة فى المشروعات القومية الخاصة بالنقل والمواصلات، كما أن الدراسات الخاصة بمشروع الاستزراع السمكى أشرف عليها الدكتور فتحى عبد ربه، وهو أحد أساتذة كلية الهندسة بالجامعة.

وتشارك الجامعة فى مشروع محطة الضبعة النووى، زار أخيرا وفد من كلية الهندسة برئاسة عميد الكلية روسيا شملت الزيارة لقاءات مع مسئولى أكبر هيئة للطاقة النووية وكليات الهندسة المتخصصة، وتم الاتفاق على مجموعة من البرامج التدريبية المشتركة لتأهيل الكوادر والحصول على شهادات معتمدة.

كيف تحمى الجامعة طلابها من الأفكار المتطرفة؟

تهدف الجامعة إلى شغل أوقات الطلبة بما يفيدهم لحمايتهم، وهو ما دفعها إلى إنشاء مركز التطوير الوظيفى وريادة  الأعمال، دوره عقد اتفاقات مع المؤسسات الكبرى لتقديم خدمات للطلبة لتحسين مهاراتهم الشخصية والمهنية، ويكون أغلبها فى صورة منح مجانية، من المؤسسات أو المنظمات المدنية.

كما يتم تنظيم ندوات تثقيفية وقبل شهر تم إقامة ندوة حول خطورة الكتابة بالحروف اللاتينية وهو ما يهدد اللغة العربية كما حدث مع اللغة التركية، كما يتم باستضافة رموز مجتمعية ناجحة، ووضعت الكليات خطة نشاط ثقافى.

كيف تواجه الجامعة فرض عدد من الأساتذة الكتاب الجامعى على الطلاب، بحسب شكواهم؟

هذا العام طبقت الجامعة تجربة جديدة لإلغاء الكتاب الجامعى الورقى فى كلية التجارة، وتوفره على الموقع الإلكترونى للكلية، مقابل رسوم 80 جنيهًا يسددها الطالب عن كل فصل دراسى، لإلغاء ما يثار حول الكتاب الجامعى وعودة الأمور لنصابها الصحيح، وبذلك نضمن تقديم العلم للطالب بنظام مؤسسى، وفى حال نجاح التجربة سوف يتم تطبيقها على جميع الكليات.

وماذا عن تجديد مبانى كليات الجامعة كالعلوم والهندسة؟

مشكلة مبانى الجامعة متشعبة فى أماكن متفرقة وتكلفة إدارتها وترميمها مرتفعة، وأعدت الجامعة مخططًا لإنشاء مبنى جديد بموقع كلية العلوم فى طريق الحرية، بطراز معمارى مماثل للمبنى الرئيسى لكلية الهندسة، يستوعب ما يقرب من 12 ألف طالب من طلاب كلية العلوم والسنوات الإعدادية للكليات الطبية، ويضم معامل مركزية لكليات الجامعة ومن المقرر أن يتم إنشاؤه على ثلاث مراحل، يتم الانتهاء منها خلال سنوات ثلاث من بدء توفير التمويل اللازم، وتمت مخاطبة وزارة التعليم العالى لتوفيره، إلى جانب ما تتمكن الجامعة من تدبيره.

كما تتطلب كلية الهندسة ترميمًا بأسلوب خاص للحفاظ طرازها المعمارى المميز، وعندما كنت أتولى منصب عميد الكلية عام 2008، تم إجراء دراسات للترميم مبانيها واتضح أنه يتكلف 40 مليون جنيه فى ذلك الوقت أما الآن فالرقم سوف يتضاعف وقد يصل إلى 200 مليون جنيه، وهو ما يحتاج إلى مشاركة المجتمع المدنى وأبناء الكلية ودعمهم لأن الدولة عليها أعباء كثيرة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق