إن لم تستح فافعل ما شئت .. لكن لو كنت مسئولا كبيرا، وزيرا أو رئيس دولة، فأنت دائما تحت ميكروسكوب الشعوب والإعلام وجهات التحقيق التي دوما تلاحقك.
وقد ينسى رئيس الدولة أو المسئول للحظة أنه محاصر أو مراقب وتنطلق تلقائيته بالعديد من الأفعال في شكل «حماقات سياسية» قد يمر بعضها مرور الكرام، وقد يتحول البعض الآخر إلى فضائح تطيح بالمسئولين من مناصبهم وتجعلهم عرضه للملاحقة والتشهير وحتى السجن أحيانا وتضعهم في مأزق سياسي يعزلهم عن المشهد نهائيا.
ومن أبرز هذه الفضائح تلك التي وقع فيها رؤساء البيت الأبيض السابقون عندما قرر ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترجيت في 27 يونيو 1972، فتم إلقاء القبض علي خمسة أشخاص في واشنطن بمقر الحزب الديمقراطي وهم يحاولون وضع أجهزة تسجيل مموهة، فتفجرت أزمة سياسية هائلة، وتوجهت أصابع الاتتهام إلى الرئيس نيكسون واستقال على اثرها عام 1974 وتمت محاكمته بسبب الفضيحة.
أيضا دومينيك ستراوس كان رئيس صندوق النقد الدولي السابق، تورط في فضيحة جنسية أطاحت به من منصبه، حين ادعت إحدى عاملات فندق في نيويورك أنه حاول اغتصابها، ووضع تحت مراقبة صارمة من قبل المخابرات الفرنسية لأسابيع قبل القبض عليه بتهمة الاعتداء الجنسي على الخادمة، فأطيح به من منصبه في صندوق النقد.
ويعد رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني أحد أشهر نجوم الفضائح الجنسية في إيطاليا، بل وفي أوروبا بأسرها، وكان يتفاخر بتلك المغامرات، حيث كشفت تحقيقات إيطالية أنه استأجر نحو 30 من العارضات وبائعات الهوى كي يقمن بإمتاعه والترفيه عنه، ولم تتوقف فضائح بيرلسكوني عند ذلك، فقد واجه أيضا اتهامات بإقامة علاقات مع قاصرات خلال حفلاته التي تعرف إعلاميا باسم «بونجا بونجا»، ومن بينهم فتاة مغربية تدعى جميلة المحروقي، وكانت بطلة فضيحة بيرلسكوني التي أطاحت به من منصبه.
ولم يسلم قصر الإليزيه من الفضائح، حيث انكشفت علاقة عاطفية سرية تربط بين الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند والممثلة جولي جاييه، كما شهدت فترة حكم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي العديد من الفضائح سواء بالنسبة له أو لزوجته كارلا بروني، كان أشدها الشائعات التي تناثرت حول خيانة متبادلة بين الرئيس وزوجته، حيث أثيرت فضيحة علاقة ساركوزي بوزيرة البيئة شانتال جوانو، والتي كانت متزوجة من بطل كاراتيه.
ويعد الرئيس التايواني تشن شوي أشهر الرؤساء الذين وضعوا في السجن بسبب قضايا الفساد المالي، ففي عام 2006 تخلى في بيان عن بعض من صلاحياته لرئيس الوزراء بعد ما اتهم في قضايا فساد مالي والحصول على رشاوى بقيمة 21 مليون دولار، وبسبب ذلك تنحى عن منصب رئيس الجمهورية عام 2009، وتم القبض عليه وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في 2010.
وتسببت فضيحة مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس مع كاتبة سيرته الذاتية باولا برودويل إلى استقالته من منصبه.
أما الفضائح في إسرائيل، فحدث ولا حرج , فقد كان موشيه كاتساف رئيس إسرائيل السابق، أبرز من استقال من منصبه عام 2007 بسبب فضائح جنسية، وفي 30 ديسمبر 2010 اعترف بتهمتي اغتصاب تم الحكم عليه فيهما بالسجن سبع سنوات وسنتين مع إيقاف التنفيذ.وحاييم رامون كان يشغل عام 2006 منصب وزير العدل، ضمن تشكيلة حكومة رئيس الوزراء إيهود أولمرت، ولكن لم يدم بقاؤه في هذا المنصب كثيرا، فما هي إلا بضعة أشهر حتى قدم استقالته بعد أن أدانته بالإجماع محكمة بتهمة التحرش الجنسي بمجندة في جيش الاحتلال.وفى 2015 استقال سيلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي - وهو سياسي في حزب الليكود اليميني - عقب مزاعم بأنه تحرش جنسيا بعدد من النساء خلال حياته العملية.
وفي أفريقيا، كشقت تقارير عن تورط رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما في فضائح جنسية متعددة الأبعاد في فبراير 2010، إذ اتضح أنه يقيم علاقات غير معلنة مع 3 نساء، كما تبين أن له ابنة غير شرعية .
رابط دائم: