رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

زواج الحب والهندسة.. الأولى فى السيارات والأول فى الإنتاج..
هدى الجمال .. وجيه المراغى: السياسة غيرت مسارنا.. ومصر قلب الثورة الصناعية الرابعة

حاورتهما: عبير فؤاد

استطاع كلٌ منهما أن يكون الأول فى دراسة الهندسة الميكانيكية، والأول أيضا فى مجال هندسة الإنتاج. واستطاع كل منهما ان يصبح علامة يشار لها فى المحافل الدوليه بين أهم عشرة اساتذة هندسة صناعية فى العالم. فى كندا.. هما من علامات مجتمع الدولة الصناعى والعلمى والسياسى ايضا جاءت من ارض الحضاره الفرعونية القديمة لتصنع فى بلاد الثلج ملحمه للحضارة الجديده كندا بلد المهاجرين التى اصبحت لهما ولاسرتهما وطنا ثانيا ، ينتميان له ويبدعان ويخلصان ويحققان انجازات يحصدان معها ثمارا تشتهيها نفس كل عالم مجتهد وعلى رأسها التقدير للفكره والعمل والاخلاص والانجاز، وبالفعل حصدت وزوجها ثمار ما زرعاه سنوات بأوسمة رفيعه لم يسبقهما اليهم عربى وبمناصب سجلت بأسميهما كأول من يتقلدها، ومراكز بحثية متخصصة مصنفة على العالم يديرانها بالكامل.

وفى مصر .. هما من عقول مصر التى طارت وحلقت بعيدا عن شمس الوطن الدافئة واحضان اهله وحطت فوق تلك النقطة النائية من امريكا الشماليه لتبدع وتتحول وزوجها الى أحد الأيقونات المصرية فى الخارج التى لم تنس اصولها ووطنها بل عادت مره ومره تحاول ان تمد جسور جديدة ليستفيد اهلها مما حققته لنفسها فى المهجر

وبين هذا وذلك لم تفقد د هدى وزوجها د وجيه المراغى ايمانهما بأن الوطن يستحق وأن هناك فرصاً وفرصاً لمساعدته وأهله بخبرتهما وعلمهما ومجهودهما، وها هما يعودن ليشاركا كل عام فى مؤتمرات وورش عمل تنظمها الدولة فى أنتظار أن يترجم العمل التنظيرى الى مشروع أو أكثر يدخل طور التنفيذ، مع تمسك الرئيس عبد الفتاح السيسى بمشروع انتاج سيارة مصرية مره اخرى. ويتحول الى رافد علمى وصناعى حيوى لمشروع نهضة تكنولوجية وعلمية وصناعية يؤمن بها أعلى رأس فى الدولة ومن خلفه جيوش الشباب ، قوة مصر الضاربة والطامحة لتحقق ما آمنت به عندما خرجت الملايين خلفه تؤمن بصدق ان «مصر حتبقى أم الدنيا».



الأهرام اعترضت مسار الرحلات المكوكية بين مصر وكندا لاثنين من عقول ابناء مصر المهاجره وعلمائها ، الزوجين الدكتورة مهندسه هدى الجمال والدكتور مهندس وجيه المراغى ليفتحا قلبيهما عما تحمله من حب واحلام واقعيه لمصر.
> د هدى تتميزين بشخصية يمكن وصفها بالمعانده والمثابرة فى السعى لتحقيق ما تصبو اليه منذ اختياراتك الاولى لدراسة الميكانيكا ثم القفز للاغتراب والدراسة والعمل وتحقيق ما أنت الآن. كيف تأثرت شخصيتك بالأسرة وهل هناك من تدينين له بالفضل فى تلك الشخصية؟
والدى رحمه الله هو عبد القادر الجمال باشا من الإسكندرية ووالدتى هى أنعام أحمد غالى من المحلة الكبرى، وعائلة المراغى يرجعون للشيخ المراغى والأشراف لذلك أعتز بانتمائى للثلاث عائلات. والدتى مربية فاضلة لها دور كبير فى نشأتى إذ كانت تشجعنى دائما وكانت تؤكد لى أن باستطاعتى عمل أى شيء أريده ولم تكن تضع أمامى أى قيود. وكان سقف توقعاتها بالنسبة لى عاليا فعندما كنت أحصل على تقدير ٩٨٪ فى أى مادة كانت تسألني: (راحوا فين ال٢٪). وعندما تخرجت من كلية الهندسة وتم تعيينى معيدة اذكر انها قالت لي: «الله يا هدى عقبال ما أشوفك عميدة».. واجبتها: «يا ماما أنا لسة باقول بسم الله الرحمن الرحيم»، فقالت: «مش كتير على ربنا دول مجرد حرفين تعكسيهم معيدة تبقى عميدة! كان نوعا من التحفيز وتشاء الأقدار أن أصبح بعد ذلك أول عميدة فى الهندسة ولكن فى كندا».
رحلتها مع التفوق مع ذلك بدأت منذ الطفولة المبكرة عندما أحرزت الترتيب الأول على محافظة الجيزة فى شهادة الإعدادية وبعدها جاءت ضمن الخمسة الأوائل على القطر فى الثانوية العامة، لتلتقى بالرئيس جمال عبد الناصر ويكرّمها أكثر من مرة فى عيد العلم. والتحقت بكلية الهندسة جامعة القاهرة قسم ميكانيكا شعبة هندسة انتاج وتصميم ميكانيكى، حيث قابلت زوجها د. وجيه المراغى زميلها فى نفس الدفعة وارتبط مصيرهما فكانا من الأوائل على الدفعة وتم تعيينهما معيدين بنفس القسم، ليتوجا رحلة الحب والتفوق بالزواج بعد التخرج مباشرة.
> و كيف تغير مسار حلمكما من العمل الاكاديمى فى مصر الى كندا تحديدا ؟
- تجيب الدكتورة هدي: « الظروف السياسية وقتها ساهمت بشكل كبير فى تحديد ذلك المسار . فقد كان من الضرورى استكمال دراسة الماجيستير والدكتوراة كشرط من أجل الاستمرار فى المجال الأكاديمى، و فكرنا فى التحرك واستكمال الدراسة فى الخارج وبالفعل قمنا بمراسلة عدة جامعات. واذكر اننا وصلتنا عروض بمنح دراسية فى جامعات رائعة فى أمريكا . لكن فى اوائل السبعينات كان السفر لأمريكا ممنوعا على اعضاء التدريس. ومن حسن الحظ استجابت لنا جامعات كبيرة بكندا وقدمت منحاً دراسية وبالفعل التحقنا بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة «ماك ماستر» فى أونتاريو وهى أكبر وأغنى محافظة صناعية بكندا. وأتممنا دراسة الماجيستير والدكتوراه وتم تعيينى فى نفس القسم كأستاذ مساعد.
> لكن د. وجيه لم يواصل فى مجال الدراسة الاكاديميه واتجه الى صناعة القطارات ما الذى دفعك لتغيير المسار مره اخرى لتكون واحدا من ابرز عشرة مهندسين فى هذا المجال على العالم؟
- يجيب بابتسامة وهو يتذكر :» بعد حصولى على الدكتوراه اتجهت للعمل فى الصناعة لأن عملى فى رسالة الدكتوراه كان بالأساس فى مجال تصميم القطارات ، وكان تخصصاً نادراً وتم تعيينى فورا فى الشركة التى تصنع القطارات...ويضيف موضحا بهدوئه:» »مثلا القطار ذى الطابقين كان أول مرة يتم تصنيعه على مستوى العالم وقد قمت بتصميمه وتصنيعه من الألف للياء بالطبع مع فريق عمل قام بالتعاون معى».
> تساءلت لأقترب من الدائرة الصغيرة لحياتهما الخاصه :كيف حفر الزوجان طريقهما الصعب فى الغربة وفى نفس الوقت حملا مسئولية رعاية اطفالهما بدون اهل او اقارب يمدون لهما يد المساعده كما تعودنا فى مجتمعنا؟
ترد الدكتورة هدى موافقة: «كنت أنا ود. وجيه ندرس الدكتوراة ومعنا طفلان فى الغربة وبدون جد أو جدة أو عمة لمساعدتنا فى رعايتهما.. كان الأمر فى غاية الصعوبة. ومع ذلك كان هناك دعم كبير من الحكومة فهناك مراكز رعاية متميزة للأطفال. لكن نعم فى آخر الأمر كنا نعانى من الوقت المضغوط جدا.. بين المذاكرة ورعاية الأطفال والبيت والأبحاث.. الخ.
وتضيف بامتنان:» طبعا د. وجيه شريك عمرى وله الفضل فى مشاركتى كل المسئوليات».
ويلتقط زوجها طرف الحديث ليواصل:» طبعا كنا نتعاون فى كل الأمور الحياتية وحتى الاهتمام بنشاطات الأولاد وتمارينهم الرياضية كنا نخصص لها وقتا، لكن فيما يخص الطهى د. هدى تطهو أفضل منى كثيرا.»
- د. هدى .. لماذا وقع اختيارك لدراسة تخصص الميكانيكا وهو غير مألوف للبنات ليس فى مصر بل وحتى فى كندا كنت من السباقين فيه؟
تبتسم وهى تتذكر :» فعلاً أخى رحمه الله يوسف كان يترأس شركة مقاولات ونصحنى أن أتخصص فى دراسة الهندسة المعمارية واذكر انه قال لي: «دى بتاعة البنات» . ثم ضحِكَت كثيرا وأضافت:» لكن فى هذا الوقت مصر كانت تتجه وتطمح أن تتحول من بلد زراعى إلى بلد صناعى وكان شعارنا: (عايزين نصنّع كل حاجة من الإبرة للصاروخ) . كان السائد إحساس عام بالوطنية ورغبة فى مساعدة الوطن من أجل تنمية خطوط الإنتاج والتصنيع. وعلى المستوى الشخصى كنت منذ صغرى أقوم بتفكيك الألعاب وأعيد تركيبها وأحاول أن أفهم كيف تتحرك.. كان لدى شغف بالأمور الميكانيكية وكيف تعمل».
هنا يتدخل د. وجيه فى الحوار وأراد أن يداعبها قائلا:» هناك سبب آخر لدخولك قسم الميكانيكا هو أننى أدرس فى هذا القسم». تبتسم موافقه وتواصل:» اتذكر ان العدد الإجمالى للدفعة ١٦٠، وكنا اربع بنات فقط. نفس الشيء واجهته عندما ذهبت إلى كندا فكنت السيدة الوحيدة التى تدرس دراسات عليا فى ميكانيكا وكان الفصل كله رجال واستمريت السيدة الوحيدة حتى حصلت على الدكتوراة. كان عندنا مدرس لطيف قال لي: أنا لم اعتد التدريس لبنات فهل من الممكن أن أعتبرك رجلا وأن أستهل محاضراتى بقول (سادتي) أو (جنتلمان) فقلت له: (لا) وأصبح يقول: «سيداتى وسادتى»..
لكن حصولها على منصب عميدة لكلية الهندسة فى كندا لتكون اول امرأه تتولى المنصب له قصه يرويها الزوجان.
تقول د هدي:» فى كندا عندما يخلو منصب يقومون بالإعلان عنه داخلياً وخارجياً ويحق ج أن يتقدم للمنصب أساتذة من نفس الكلية أو ترشيح أساتذة من الخارج لشغل هذا المنصب. وقد يتم الاستعانه بشركة للبحث عن أفضل شخص لهذه الوظيفة ويحدث ذلك مع الوظائف الإدارية العالية.
بالنسبة لى أنا رُشحت لهذا المنصب ولم أتقدم بطلب وكنت أعمل بجامعة «ماك ماستر» فى هاميلتون وهى جامعة متخصصة فى الأبحاث، أما الجامعة التى تم ترشيحى لها هى جامعة «وندسور» التى أعمل بها حاليا وكان الاختيار بالتأكيد مبنيا على عمل لجان واختبارات ودراسة متأنية لكل المتقدمين والمرشحين».
هنا يضيف د. وجيه المراغى متحمسا لزوجته:» هناك عامل آخر تم اختيارها على أساسه.. فمن ضمن متطلبات جامعة وندسور رغبتها فى عمل علاقة صناعة مع شركة كبيرة مثل (كرايسلر) ورغبتها فى إقامة مركز أبحاث مشترك كبير جدا مع (كرايسلر) لذلك فضلوا اختيار شخص متخصص فى البحث وفى هندسة الانتاج وشخص مشهود له بالتفوق والشهرة فى هذا المجال.. كان ذلك عام ١٩٩٤. كانوا يريدون أن يجلبوا نجما قويا فى مجال التصنيع وهندسة الانتاج لكى يساعدهم على إقامة هذا المركز البحثى الكبير».
> لكن يبدو ان اختيارك لمنصب العميدة وانتقالك لجامعة أخرى كان فرصه طيبة لعودة د وجيه للعمل الاكاديمى مره أخرى فى نفس الجامعه بعد ان تفرغ للصناعة؟
- تجيب د هدى :» فى الحقيقه ان د. وجيه فى هذا الوقت كان يعمل فى جامعة وسترن أونتيريو فى لندن لأنه كان قد ترك مجال الصناعة وعندما أتتنى هذه الفرصة فى وندسور عرضوا على د. وجيه أن يأتى ليكون رئيس قسم الهندسة الصناعية بنفس الجامعة التى تم اختيارى عميدة لها، ويلتقط د وجيه الحديث ليوضح :» فى هذه الفترة شغلت أيضا منصب مساعد لوكيل الجامعة للتعاون بين الصناعة والجامعة وهو منصب مهم لكى تطبق الأبحاث فعليا فى الصناعة حتى لا تظل الأبحاث مركونة على الرف دون تطبيق. بالإضافة إلى ذلك قمنا بتأسيس مركز لنظم الصناعة الذكية وقمنا على إدارة هذا المركز، أنا ود. هدى وذلك من أجل عمل أبحاث فى أساليب التصنيع المتقدمة والمصانع الذكية المستقبلية، والتى تمثل الثورة الصناعية الرابعة، وبحث كيفية تطبيقها. عملنا أيضا على تعليم الطلاب المتخرجين والذى يمثل الطلاب المصريون عددا كبيرا منهم، وطرحنا عليهم وسائل التكنولوجيا الحديثة والمتطورة من أجل تطبيقها فى المصانع التى يعملون بها.
> ماذا عن مصر ومد جسور التواصل معها للعقول التى يحتاجها الوطن المرحله القادمة؟
د. هدي: بالتأكيد لقد اشتركت فى عدة مشاريع مع الجامعات والصناعة، ودُعيت إلى عدة مؤتمرات خلال السنوات الماضية، ومن أهمها مؤتمر «مصر تستطيع» الذى عقد فى شهر ديسمبر الماضى فى مدينة الغردقة، وكنت أنا وسيدة أخرى عالمتين وخبيرتين ضمن ٢٨ مغتربا مصريا جئنا للمشاركة بخبرتنا وعرض رؤيتنا كلٌ فى مجال خبرته. كما شاركت مؤخرا فى مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» فى شهر يوليو الماضى وكنت واحدة من ٣٠ مدعوة وخصصت لى جلسة من أجل توضيح طرق النهوض بالصناعة والأبحاث.
. كما التقينا بوزير الانتاح الحربى اللواء محمد العصار والفريق الذى يعمل معه وناقشنا أحدث الاستراتيجيات لتنمية التفاعل مع الصناعة ومساعدتهم على تطبيق أحدث وسائل التكنولوجيا فى تصميم المنتجات والتطوير والتصميم وتشغيل أنظمة التصنيع الفعالة والذكية وعالية الإنتاجية، وأيضا مساعدتهم على تصميم وتطوير وإنتاج منتجات ناجحة تحمل علامة «صنع فى مصر». وعلى مدار الأعوام الماضية اشتركنا فى مساعدة الصناعة المصرية مباشرة من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائى «نقل المعرفة من خلال المواطنين المغتربين».
> واذا اردنا خلاصة توصياتك فى المؤتمر الأخير للنهوض بالصناعة المصرية من واقع خبرتك بين كندا ومصر؟
نعم .. إن أهم شيء فى اعتقادى بالنسبة لمصر هو إدارة عجلة الإنتاج لأن معظم ما نقوم بتصنيعه فى مصر هو تصميم مستورد من الخارج، أو تصريح بتصنيع منتج أجنبى فى مصر، أو تجميع أجزاء وقطع لا نعلم عن تصميمها شيئا. رسالتى إننا بحاجة لتوطين التكنولوجيا والصناعة فى مصر ويجب أن نهتم فى التعليم الهندسى بفكرة تصميم المنتج.. لأن إذا امتلك التصميم بلد آخر إذن فليس لنا فيه شيء. وعندما تقوم شركة أجنبية بتجميع منتجاتها عندنا لا توجد ضمانة ان تحمل مصانعها وترحل اذا لم يعجبها قوانين السوق المحلى مثلا. لو عندنا مصنع لتصميم السيارات ونحن نملك براءة تصميماته لن يستطيع أى شخص أو بلد أن تتحكم بنا لأن الصناعة والإنتاج يخلقان فرص عمل كثيرة جدا ولطبقات من المجتمع وتوزع الثروة على قطاع كبير من المجتمع معظمهم شباب وكثير منهم بحاجة للعمل ومنهم خريجو الجامعات الذين لا يجدون عملا. نحن بحاجة لتوظيف هذا القطاع من المجتمع فى الصناعة وهو ما يطلق عليه صناعة كثيفة العمالة. لذلك أنا لا أنصح بميكنة هائلة جدا فى هذه المرحلة خاصة أن لدينا أشخاصا بحاجة للعمل.
> د. وجيه فى رأيك ما هو الحل السريع الذى يمكن تقديمه للمستثمر حتى لا يلجأ لاستيراد عمالة من الخارج؟
بالتأكيد سنكون بحاجة لتدريب سريع للكوادر على التعامل مع التكنولوجيا وأنا أقترح فى هذه الحالة إقامة مصانع تعليمية داخل المصانع والجامعات كى يتثنى للعامل أو للطالب أن يتدرب على الوظائف التى يجب أن يقوم بها، ويكون ذلك فى زاوية من المصنع قبل أن يعمل على خط الإنتاج. أيضا من المهم أن نوجه الطلاب بكليات الهندسة والتكنولوجيا لعمل مشاريع تخرج تهدف لحل مشكلات بعينها نواجهّا فى الصناعة.
> من واقع خبرتك العميقه د. هدى كيف يمكن للمهندس أو العامل المصرى أن يحافظ على مهارته الانتاجية؟
تجيب بكلمات واضحه :» ٦٥٪ من تعداد المصريين فى سن العمل وهذا السن يبدأ من ١٨ إلى ٦٠ عاما، وفى خلال هذه الفترة من عمر الإنسان يجب أن يظل الشخص يعمل ولكن طبيعة العمل تتغير وتتطور من مرحلة لأخرى لذلك يجب أن نكون على استعداد لأخذ دورات تدريبية دائما لمواكبة التطور لكى يكون الشخص مؤهلاً لتولى مكانة أعلى. هذا ما يحدث فى كل دول العالم ونحن أيضا فى مصر يجب أن نكون جاهزين للتطور لأن النمو الاقتصادى فى أوروبا بدأ بالثورة الصناعية الأولى ثم الثانية وأدى ذلك إلى مزيد من احتياج للعمالة فاتجهوا إلى شرق آسيا لتصنيع منتجاتهم.
وتتوقف د هدى لتجمع جزءا من افكارها وتواصل :»فى الخارج عندما يوجد نقص فى السوق فى أحد المنتجات نعتبر ذلك فرصة لتنمية الصناعات وسوق العمل، وفرصة لخلق فرص عمل للشباب. كما أن الحكومة والقطاع الخاص يدرسان معا كيفية سد الفجوات، وهنا يأتى دور وزارة التجارة والصناعة لوضع خطة خمسية أو عشرية هدفها تحقيق اكتفاء ذاتى لمنتجات لها أهمية استراتيجية لدى المستهلك والدولة، وذلك من أجل إضافة قيمة لمواردنا الطبيعية الغنية، ولتغطية احتياجات السوق المحلى وتوفير العملة الصعبة وأيضا تنمية الصادرات وجلب عائد أكبر.
> وأخيراً د. هدى اذا طلبت منك ان ترتبى اهم انجازاتك فى الحياة كما ترينها؟
حققت العديد من الإنجازات المهنية أهمها حصولى على أعلى تكريم شرفى يمنح إلى مواطن فى أونتاريو، وذلك عندما حصلت على وسام «أونتاريو» الكندى، ولقد حصلت أيضا على جوائز تقديرية كثيرة نتيجة أبحاثى الرائدة فى أساليب الصناعة المرنة والتى استفادت منها صناعات على مستوى العالم. لكن انجازاتى الأكثر فخرا هى أبنائى الإثنان د. محمد المراغى ود. عمرو المراغى الذين أتما دراستهما فى جراحة التجميل وجراحة العظام وأصبحا مبتكريَن بمجالهما.

 

الجمَّال أم  المراغى؟

اسمها هدى الجمال وتحمل اسم زوجها وفقا للعرف الغربى فهى متزوجة من وجيه المراغى، مصمم القطار السريع فى كندا، واحد ابرز علماء المجال هناك الذين ايضا يمدون جسور التواصل مع الوطن الام للاستفادة من خبراته وعلمه فى تطوير قطاع السكك الحديديه المتعثر فى مصر. فاصبحت تعرف فى كندا " هدى المراغي "،  لكنها تحب ان تعرف نفسها "هدى الجمال المراغي";

وفاء لأسم عائلتها. وهو لا يتوقف كثيرا عند هذه التسميات فهى رفيقة دروبه المتعددة من الجامعه شبابا الى الغربه حيث شابا وحققا الاحلام سويا ومازالا يحلما نسويا لمصر بلدهما.
لديهما ابنان، هما الدكتور محمد جراح تجميل شهير، ودكتور عمرو وهو جراح عظام شهير أيضًا ، والابناء كما تحب هى ان تصفهما «» اكثر ما أنجزته فخرا» .
سياسيا :تقلدت الدكتورة هدى المراغى منصب مستشار الصناعات والحكومات فى كندا، وهى أول امرأة تعين مستشارا لوزير الدفاع الكندى. وهى أول سيدة من أصل عربى تحصل على وسام الشرف من الدرجة الأولى فى مقاطعة أنتاريو بكندا، تكريماً لجهودها العلمية فى مجال الهندسة.
علميا : تعد الدكتورة هدى المراغى استاذ كرسى كندا فى أبحاث نظم التصنيع وقد تم تعيينها كأستاذ جامعى متميز فى أكتوبر 2016، وهو أعلى منصب فى الجامعة. ورئيس مركز أبحاث كندا فى نظام التصنيع، وأستاذ زائر فى جامعة آخن التكنولوجية.
وهى أول امرأة يتم تعيينها عميداً لكلية الهندسة فى كندا، وأستاذ ومدير مركز نظم التصنيع الذكية فى كلية الهندسة بجامعة ويندسور. كما تم انتخابها كزميلة فى الأكاديمية الدولية لبحوث الإنتاج فى باريس.
عنادها لتحقيق ما تؤمن به من مساواة بين الرجل والمرأه لم يقف عند ما حققته من دراسة ودرجة علمية فى مجال لم يسبقها اليه احد بل تقدمت لشغل وظيفة أستاذ هندسة بجامعة ماكماستر، وكانت هى المرأة الوحيدة بين المتقدمين، لكن تم استبعادها واختيار رجل، فتقدمت بشكوى لرئيس الجامعة، لأنها كانت واثقة بأنها الأكفأ، وبالفعل حقق رئيس الجامعة شكواها، وحصلت على حقها فى الوظيفه واصبحت استاذا بالجامعه.
وعندما أعلنت جامعة وندسور عن حاجتها لعميد لكلية الهندسة، تقدمت للمنصب، وتم اختيارها من بين المتقدمين، لتصبح أول سيدة تتولى منصب عميد كلية الهندسة فى عام 1994، للمرة الأولى فى تاريخ كندا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق