رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بريد الجمعة يكتبه : أحـمـد البـرى
مسافرة بلا طريق!

أحـمــد البـــرى
أكتب إليك بعد أن تعبت من تحمل المسئولية وحدى، وفاض بى الكيل إذ ضللت الطريق السليم، ولا أجد من يساعدنى فى تصحيح مسارى بالحياة عسى أن أجد حلا للمآسى التى أعانيها، فأنا سيدة فى مقتبل العمر،

ولى خمس شقيقات وشقيق واحد، وأمنا طيبة القلب قاست الأمرين فى حياتها، وصارت عجوزا بلا حول لها ولا قوة، أما والدنا فلا أجد ما أصفه به سوى أنه بلا قلب، فمنذ تفتحت عيناى على الدنيا، وأنا أعيش على يديه كل ألوان العذاب من ضرب وطرد فى الفجر بملابس النوم، ليس لى فقط ولكن لنا جميعا بمن فينا والدتنا التى كانت تجرى بنا فى الشارع، ولا تعرف إلى أين تذهب بعد أن رحل والدها، وشقيقها الأكبر عن الحياة، وليس لها من يعينها فى الحياة فلا أهل ولا عائلة، وكل من بقى منهم على قيد الحياة هو شقيق وحيد، لكنه سلبى طول عمره، ولا يحرك ساكنا، ولا يهتم لأمرها من قريب أو بعيد، أما والدتها وهى عمة والدى، فكان قلبها شديد القسوة على ابنتها، إذ أصرت على تزويجها لابن شقيقها برغم ما تعرفه عنه من عدم تحمله المسئولية وإدمانه المخدرات، وهكذا جنت جدتى على أمى بتزويجها ابن خالها رغما عنها، ولم تستطع أن ترفض أو أن تبدى رأيا فى شىء فكل ما تتلقاه منه أوامر، حتى الحمل والإنجاب فقد أنجبتنا نحن ست بنات تباعا، وكل منا ولدت بمتاعب صحية مختلفة عن الأخرى بسبب زواج الأقارب، ومع ذلك لم يرحمها واستخدم معها أقسى أنواع العنف الجسدى واللفظى، إذ كان يريد إنجاب ولد، وأخيرا وضعت أمى طفلا هو آخر العنقود، وخرج إلى الدنيا بمتاعب صحية هو أيضا.

فى ظل هذه الأوضاع التى يصعب أن يتحملها بشر واصلت أمى طريقها بلا سند ولا معين، ولم يصرف علينا أبى إلا ثمن القوت الضرورى، وساعدته على ذلك أمه، حيث طلبت منه أن يخرجنا من المدارس، وألا نكمل تعليمنا مثل كل الناس وكأننا لسنا أحفادها، فلم يتردد فى أن ينفذ لها ما أرادت، وامتنع عن دفع مصروفات مدارسنا، فلم تيأس أمى واقترضت من الجيران، وبعض معارفها، وشمّرت عن ساعديها، وأعدت «أكلات» معينة «كالمحاشى» وغيرها، وباعتها للزبائن الذين توافدوا عليها من أنحاء المنطقة التى نسكن فيها، وتمكنت بفضل الله من أداء رسالتها نحونا، والتحقنا أنا وأختى بالجامعة، ونجحنا فى تحقيق ما كانت تأمله فينا برغم اننا مريضتان، وعرفنا أن عوامل الوراثة قد أثرت علينا جميعا لأن أبوينا من الأقارب، إلى جانب ما تعرضت له أمى من ضرب وتعذيب فى أثناء الحمل، وكانت النتيجة أن اثنتين منا ولدتا من ذوى الإعاقة العقلية، والثالثة ألقت بنفسها من البلكونة عندما ضربها أبى بطريقة وحشية، لكنها لم تمت، ونقلناها إلى المستشفى، وأجريت لها سبع وعشرون جراحة حتى الآن فى العمود الفقرى والفخذين والقدم، وتم تركيب شرائح ومسامير لا حصر لها فى أنحاء جسمها، وكل ذلك لم يهد أبى بل زاده جبروتا وتعنتا.

وضاقت بنا الحياة فقررت أن أعمل فى أى وظيفة لتوفير مصروفات الجامعة، ولم تتركنى أختى التى تكبرنى مباشرة، فالتحقت معى بالعمل نفسه، أما الثالثة فكانت فى المستشفى وباقى أخواتى لا يستطعن الحركة، وبرغم متاعبى كنت أتحرك فى نشاط ولم أدع لنفسى فرصة للتفكير فى حالتى الصحية، وفجأة أصبت بمرض جينى نتيجة زواج الأقارب، ولم أتلق علاجا له لندرة هذا التخصص فى مصر، وأصبحت أسيرة كرسى متحرك راضية بقدرى ونصيبى، وكنت كلما هممت بالوقوف فى محاولة لتحدى المرض أسقط على الأرض، وأرى أمى دائما منكسرة لما آلت إليه حالى أنا الأخرى، أما أبى فيضربنى بقدمه فى بطنى ويقول لى «موتى بقى وريحينى منك.. إنتى ربنا إداكى المرض ده علشان مش راضى عنك».. ولك أن تتخيل كيف يصدر هذا الكلام من أب لابنته التى لا حول لها ولا قوة، بدلا من أن يربت على كتفها ويضمها إلى صدره، فلا يعقل أبدا أن يتفوه أب بما يردده أبى من شتائم وسباب، ولم يتوقف عند هذا الحد، بل تمادى فى إيذاء أخت لى مصابة بإعاقة عقلية، ولا تعى من أمرها شيئا، ودائما يكون رد فعلها لصنيعه معها الهياج والصراخ والبكاء.

وبرغم أن بيتنا فيه عدة شقق، فإنها جميعا مؤجرة، وليس لنا سوى الشقة التى نعيش فيها جحيما لا يطاق، وجاء يوم هاج فيه أبى، وانتابته «حالة هيستيرية»، وانهال ضربا ودفعا لنا إلى الشارع، فلم نجد مكانا يحتوينا سوى «بيت فلاحى» تملكه معلمة كانت تدرس لأختى فى المدرسة، وعشنا فيه على كسرات الخبز الجاف والملح فى حجرة ليست لها شبابيك بل ومملوءة بالحشرات والفئران والحيوانات الزاحفة، واستمررنا على هذه الحال حتى انتهيت من دراستى الجامعية، وزادت متاعبى الصحية، ففقدت القدرة على تحريك ذراعىّ وقدمىّ، أما أمى فخارت قواها، ولم تعد قادرة على حملى إلى «الحمام».

ولم نجد بدا من العودة إلى «البيت الجحيم»، فمن يتحملنا يوما لن يستطيع أن يساندنا إلى ما لا نهاية، وإذا كان أبى يفعل معنا ذلك فماذا ننتظر من أعمامنا؟.. لقد انصرف كل منهم إلى حاله، كما ان الطيبين منهم ماتوا فى سن صغيرة، وهم الذين كانوا يعطفون علينا من حين إلى آخر!

ومرت الأيام وبلغت سن التاسعة والعشرين، وفكرت فى الزواج لأول مرة، وشاء القدر أن يسوق إلىّ من وافق على الارتباط بى متحملا ظروفى الصحية، والحق أننى وجدته منذ البداية إنسانا شهما، ويحمل مؤهلا متوسطا، وبتشجيع منى التحق بالجامعة، وبعد شهور تأكدت أنه الرجل المناسب لى، فقررنا عقد الزواج وإتمام الزفاف وسط اعتراضات من أهله وأهلى، ولم يساعدنا أحد بمليم واحد، وتزوجنا بعد أن انتزعت موافقة أبى الذى حصل من خطيبى يوم عقد القران على مبلغ أكبر من المتفق عليه، وكان زوجى يعمل فى محل مأكولات ببلده حيث أنه من بلد غير البلد الذى أعيش فيه، وقد انتقلت معه إلى بيته، ثم ساءت حالتى الصحية فدخلت المستشفى واضطر إلى ترك عمله لكى يكون بجوارى فى مرضى ولا يدعنى وحيدة، وعندما خرجت من المستشفى لم أجد مكانا أذهب إليه وقتها سوى بيت أبى، على أن يبحث زوجى عن عمل فى المنطقة التى يقع بها منزل أهلى، وما دفعنى إلى ذلك هو إلحاح أمى ألا أتركها وأخوتى لجحيم أبى، ومازالت كلماتها ترن فى أذنىّ «تعالى أنا مش قادرة على أبوكى».

لقد كرهت حياتى، إذ كنت أتصور أننى بزواجى سأتخلص من العذاب الأليم الذى أقاسيه منذ مولدى، ولكن هيهات أن أهنأ بلحظة سعادة واحدة، مع أب غليظ القلب.. فحتى زوجى يختلق أبى معه كل يوم مشكلة، لكنه يتحمل الإهانة من أجلى، أما ما جعلنى أخرج عن صمتى فهو أن أبى ضرب أمى العجوز أمام زوجى ورفع عليها «الشبشب» وسبها بأقذع الألفاظ لسبب تافه، فلقد أمرها بأن تصنع له طعاما عبارة عن طعمية وبطاطس، وكانت المياه مقطوعة، فطلبت منه الانتظار إلى حين عودة المياه، كما أن هناك طعاما جاهزا يمكنه أن يتناوله، فلم يعجبه كلامها، ولولا أن زوجى تدخل بينهما لأخذت «علقة ساخنة»، وهنا انفجرت فيه بأعلى صوتى: «حرام عليك، أمى قربت من سن السبعين، واحنا قرفنا من الفضايح».. فخرج ثائرا إلى جلسات أصدقائه من المدمنين، وهو لا يعمل، ويصرف إيجار شققه عليهم، أما نحن فلا نحصل منه على جنيه واحد، وكل دخله على مزاجه، ولا أعرف ماذا أصنع؟.. أنا فى رقبتى أمى وأخوتى، وشقيقى الوحيد مريض أيضا.. وقد بحثنا عن عمل فى مؤسسات الإعاقة عسى أن تجد لنا حلا ولكننا لم نتوصل إلى شىء، وأصبحت أمى عاجزة عن صنع «الأكلات» التى لم تعد تلقى إقبالا من الناس، علاوة على ارتفاع أسعار الخضار، والعائد قليل جدا، ولا يفى بشىء من متطلبات الحياة، ومن المستحيل أن يتغير أبى فى سنه المتقدمة، وهو الذى عاش حياته بالطول والعرض غير مهتم بمن حوله .. يعنى «مزاجه وبس»، ولقد أصبحت كالمسافرة التى خرجت من بيتها، وليس لها مقصد محدد، بل أنا فعلا مسافرة بلا طريق، فماذا أفعل حتى أكمل مهمتى مع أسرتى، وزوجى حتى النهاية؟

 ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

فى مشكلتك يظهر العقوق فى أكثر من صورة، منها الاستبداد فى الرأى، ويتضح ذلك جليا منذ إصرار جدتك لأمك على تزويجها من ابن شقيقها رغما عنها، مع أنها تعرف سلوكياته غير السوية، وعدم تحمله المسئولية، واعتماده على إيجار عدة شقق بالمنزل فى معيشته التى لا يبالى فيها إلا بنفسه، فأخطر هذا الاستبداد هو قرار تزويج الفتاة بغير رضاها، ويعد من أشد العقوق، فلقد جاءت فتاة إلى رسول الله تشكو إليه أن والدها أراد أن يزوجها قريبا لها، وعلمت منه أن القرار لها، فقالت: «يا رسول الله، قد أجزت ما أجاز أبى لكنى أحببت أن أعلم من ورائى من النساء أنه ليس للآباء فى هذا الأمر من شىء»، وهذا درس لكل أب بأن من يتقدم إلى ابنته للزواج بها قد توافق عليه وتراه مناسبا لها، لكنها حين تشعر بالإجبار عليه ترفضه، ولاشك أن موافقتها عليه حق شرعى يسبق موافقة الأب نفسه، لأنها معيشتها وعشرتها لا معيشة أبيها، ولا عشرته، ولكن يشترط موافقة أبيها لأنه الحارس الأمين عليها، وهو ما فعلتيه عندما اعترض على الشاب الذى تقدم للارتباط بك، واستطعت أن تنالى موافقته، برغم كل ما يفعله معكم، وهو تصرف نبيل منك يدل على رجاحة عقلك، وحسن إدراكك الأمور، وعليه أن يحمد الله على نعمته فيكم، إذ أن المتاعب الصحية، والإيذاء البدنى الذى يذيقكم إياه لم يدفعكم إلى تصرفات غير محسوبة، وكنتم دائما عند الظن بكم.

إن إنفاق الأب على أولاده واجب، والتخلى عن هذه المهمة ليس من الدين فى شىء ولا أدرى كيف فعل أبوكم ذلك، وكيف طاوعه قلبه على أن يتخلى عنكم بإيعاز من أمه، فلقد ظلمكم بصنيعه هذا، وسوف تلقى جدتكم له جزاءها العادل إزاء تحريضها ضدكم، إذ كان الأحرى بها أن توصيه عليكم، وأن تحذره من مساوىء الطريق الذى يسير فيه مع أقران السوء، وتعاطيه المخدرات التى حرمها الله، ثم كيف يسبكم؟، وهل يعقل أن يسب الأب أبناءه؟.. لقد حذر رسول الله من توجيه السباب لأى إنسان، وقال: «سباب المسلم فسوق»، وقال أيضا: «لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة»، وروى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته، وقد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيقعد فيقتص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا، أخذ من خطاياهم، فطرح عليه، ثم طرح فى النار»، ويقول الحق تبارك وتعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، فالإنسان مؤاخذ بما يقول، فإن كان خيرا فله أجره، وإن كان وزرا فعليه وزره، والحاذق من وقاه الله شر لسانه، كما أن جميع أعضاء الجسد تعاتب اللسان بأن يتقى الله فيها، فاللسان أشد من وَقْع السيف.

والغريب أن أباك يسخر من المرض الذى ألمَّ بك، والذى جاء نتيجة عوامل وراثية هو مسئول عن جزء منها، وفى النهاية فإن الابتلاء أمر من الله عز وجل، وما كان له أن يقول الكلام القاسى الذى وجهه إليك، وهو كلام مغلوط بالمرة، بأن الله ابتلاك بالمرض لأنه لا يحبك.. إذ أى منطق هذا؟.. وأى عقل يفكر به أبوك؟، فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضى فله الرضا، ومن سخط فله السخط»، والواجب على المريض أن يصبر على بلائه، وفى ذلك «عبودية الضراء»، ويتحقق الصبر بحبس النفس عن الجزع والسخط، وحبس اللسان عن الشكوى للخلق، وحبس الجوارح عن فعل ما ينافى الصبر، ولنتأمل دائما قول الحق تبارك وتعالى «قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ» (التوبة 51)، وقال أيضا: «مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» (الحديد 22).

إن الله هو الحكيم الذى يضع الأشياء فى مواضعها اللائقة بها، وإنه سبحانه وتعالى يريد بالإنسان خيرا بهذا المرض، وفى ذلك يقول صلى الله عليه وسلم «من يرد الله به خيرا يصب منه» أى يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها، ولذلك فإن ما أصابك أنت وأخوتك إنما هو من قدر الله، فلا تيأسوا من رحمته، وتأسوا بالنظر إلى من هم أشد منكم بلاء وأعظم مرضا، لقول رسول الله: انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم».

والحقيقة أنك أدركت ذلك بتلقائيتك، ونقاء سريرتك، فلم تستسلمى للمرض، وواجهت ظروفك القاسية بشجاعة نادرة، وحققت الكثير من أمانيك فى الحياة بالتعليم والزواج، وتحمل مسئولية أخوتك بمن فيهم شقيقك المريض الذى شاء القدر أن يصاب بالأمراض التى أصبتم بها، ولعل الله أراد أن يتعلم أبوك ألا يتمرد على نعمته، وأن يتراجع عن طريق الضلال الذى يسير فيه فهو لا يستخدم عقله، ولا يعبأ بمن حوله.. المهم أن يرضى غرائزه، وملذاته، ولعله يفيق من غفلته، وهو فى هذه السن المتقدمة، فكلما تقدم الإنسان فى العمر، يدرك أن النهاية تقترب، وأنه مقبل على الآخرة، ويترك الله سبحانه وتعالى الفرصة للتوبة إلى آخر لحظة فى العمر، فهل آن الأوان لأن يتوقف عن لقاء قرناء السوء، وأن يتوب إلى الله تعالى فيجمعكم تحت مظلته، ويحتويكم ويقدم لكم يد العون قدر استطاعته؟..إن فى ذلك راحة له وطمأنينة ونجاة من المصير المظلم الذى يتهدده إذا لم يتب إلى الله، ولو فعل ذلك فإنه سيكون نقطة بداية جديدة لكم نحو مستقبل أكثر استقرارا.

وإننى أحيى زوجك الشهم الذى وقف معك فى شدتك، ولم يتراجع عن مساندته لك بل وواجه غلظة أبيك وشدته وحال بينه وبين الاعتداء على والدتك العجوز، وسوف يجزيه الله خير الجزاء على صنيعه، وليت والدك يعلم أن السعادة ليست فى الغنى ولا المال ولا الصحة، وإنما فى الرضا وراحة البال، ولقد قال عثمان بن عفان رضى الله عنه «إن الله أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة، ولم يعطكموها لتركنوا إليها، إن الدنيا تفنى، والآخرة تبقى، لا تبطرنكم الفانية، ولا تشغلنكم عن الباقية، وآثروا ما يبقى على ما يفنى، فإن الدنيا منقطعة، وإن المصير إلى الله».

فثقى بنفسك وفى خطواتك بأنك تستطيعين تعويض ما فات مهما مرت الأيام، ولئن فاتت الأيام على شىء لا يمكن استرجاعه فلا بأس، فإن هناك شيئا غيره سوف تحققيه بالتوكل على الله، وأسأله عز وجل أن يكتب لكم التوفيق والسداد والصحة والطمأنينة، وهو وحده المستعان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق