رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موعد على مائدة الانتقام فى «الثامنة مساءً»

باسـم صـادق
مشهد من العرض
على مائدة الانتقام تدور أحداث العرض المسرحى «الثامنة مساءً» حول أسرة صعيدية كبيرها هو قاسم بك الثرى المتجبر والقعيد الذى يدير حياته من فوق كرسيه المتحرك.. وبالكرباج الذى لا يفارقه يقود زمام الحياة فى بيئته المحيطة والمكونة من زوجتيه عائشة وحُسن وصابر محاميه.. بينما يتهدم كل هذا الجبروت على أبواب إدمانه للخمر وهيامه فى عشق جنيّة تلاحقه طول الوقت.

العرض الذى ألفته ياسمين فرج وأخرجه هشام على فى مسرح الغد بالعجوزة يسعى لخلق حالة درامية مثيرة من تيمة الانتقام الشهيرة فنكتشف مع الأحداث رغبة حُسن فى الانتقام من قاسم لأنه كان سببا فى مقتل أبيها وأن صابر هو فى الحقيقة شقيق حُسن بينما يدور صراع آخر بين الزوجتين على كسب رضا الزوج، وهو صراع اجتهد المخرج فى تكوين صورة بصرية جذابة لخيوطه ولكنه تعثر لسببين.. الأول ضعف النص وافتقاده للملامح النفسية للشخصيات وماضيها ودوافع وصولهم إلى تلك الدرجة من الكراهية، وحتى فشله فى الإجابة عن تساؤلات مثل سبب تسمية النص بالثامنة مساء ولماذا يشعر قاسم بموته فى هذا التوقيت فيطلب من محاميه الحضور له كل ليلة فى نفس الموعد بينما زوجتاه تقبعان معه فى نفس المنزل؟!، وما هو تفسير عشق قاسم بك لتلك الجنيّة؟ فلا أظن أن قسوة أبيه له فى صغره سببا لذلك، بينما يقف صابر محامى الرجل ضعيفا مكتوف الأيدى رغم أنه كان يستطيع استغلال ثغرات القانون للانتقام من قاسم دون الحاجة لدس أخته فى حياته، ولكنه بقى طول الوقت رهينة رغبة حُسن الجامحة فى الانتقام، رغم أنها هى الأخرى نالت قدرا من التعليم الحديث الذى قد يجعلها ترفض فكرة الانتقام أو الثأر الصعيدية، أما السبب الثانى فهو زحام الأفكار الإخراجية فى ذهن المخرج، بين بدء العرض بأغنية غربية أدتها حُسن وبأزياء حديثة، ثم انتقلت بعدها الأحداث مباشرة للصعيد دون وضوح سبب هذه الأغنية أو الرسالة المراد توصيلها بها.. بالإضافة إلى استخدام الرسم على الرمال فى وصف مشاهد من ماضى الشخصيات ووضعها أعلى منطقة التمثيل بما أعاق المشاهد عن متابعة الأحداث أسفلها، وكذلك رغبته فى تقديم حالة شعرية موازية يؤديها الشاعر الشاب عبد الله حسن شعرا لحكى بعض الأحداث والتعليق عليها، وهى فكرة محمودة ولكن انتقص منها ارتداء الشاعر لبدلة كلاسيكية بينما يرتدى الممثلون أزياءهم الصعيدية، فكان الأفضل استخدام الراوى الشعبى الجذاب..

ورغم هذا اجتهد الممثلون فى أدائهم لإظهار شخصياتهم وفى مقدمتهم محمد عبدالعظيم الذى استغل صوته المسرحى وملامحه الصعيدية وكافة إمكاناته لكشف العورات النفسية للرجل، وتبارت معه وفاء الحكيم فى نسج حالة العشق المحفوف بالخوف للزوجة عائشة التى يمثل لها الرجل رغم قسوته معنى الحياة، بينما ظُلم نائل على بإسناد تلك الشخصية الباهتة له وعدم استغلال قدراته الأدائية المعروفة عنه، فى حين افتقدت لمياء كرم إتقانها لتفاصيل شخصيتها سواء فى إصابتها بالعرج أو حتى فى نطق اللهجة الصعيدية.. ومع هذا يبقى العرض محاولة دؤوبة للمخرج الشاب هشام على يسعى بها للوصول إلى ملامح رؤاه الإخراجية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق