رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

عبد المنعم إبراهيم عاشــق المســرح القـومى

محمد بهجت
سر طاقية الاخفاء و سكر هانم
لا يمكن تفسير حالة العشق التى تصيب كل فنان يقف على خشبة المسرح القومى بحيث يقبل راضيا التضحية بالمال والوقت والمجهود وهو فى قمة النشوة الفنية وكأنما سحرته خشبة القومى وهو يصعدها ويصعد من خلالها إلى سماء الفن الراقى الملتزم.. ولعل من أغرب قصص دراويش ذلك المسرح قصة الفنان المبدع عبد المنعم إبراهيم الذى نحتفل اليوم بمرور ثلاثين عاما على رحيله، حيث أوصى أن يشيع جثمانه من داخل المكان الذى شهد تألقه وفرحته بالنجاح ودموعه وضحكاته وحديقة إبداعه المزهرة.

يحكى نجمنا الراحل فى حوار كان قد أجراه مع تليفزيون دولة الإمارات العربية أنه بدأ عشقه للفن من قريته «ميت بدر حلاوة» فى محافظة الغربية فكان يرتجل المشاهد الكوميدية والتراجيدية مع أقرانه من الصبية فى محاكاة لجلسات الكبار واجتماع العمدة مع الأعيان فى مسرح الجرن لجمهور من الصبية والأمهات وكان والده يشجعه على تلك الهواية ثم أسس فرقة للهواة فى مدرسته الصناعات الميكانيكية ببولاق وزامله فى الفريق التلميذان عبد المنعم مدبولى وعدلى كاسب اللذان صارا من أعمدة فن التمثيل وقدموا على مسرح الأزبكية عرضا بعنوان الضحية من إخراج مدبولى ثم قدموا فى عام 1942 مسرحية أولاد السفاح أخرجها لهم جورج أبيض ثم أعيد افتتاح المعهد الفنى للتمثيل عام 1944 فانضموا إليه وكان أول عرض يشارك فيه وهو طالب أكاديمى مسرحية شعرية لعزيز أباظة بعنوان الجامعة العربية قبل أن تكون هناك جامعة عربية بالفعل.. وتشير الدكتورة فاطمة موسى فى كتابها موسوعة المسرح أن عبد المنعم إبراهيم تخرج سنة 1949وضمه أستاذه زكى طليمات إلى المسرح الحديث الذى أسسه من خريجى المعهد ليقدم أعمال موليير ومؤلفين مصريين وكانت البداية بأدوار تراجيدية، لكن ألق الكوميديا سرعان ما طغى على قناع التراجيديا وأغراه إسماعيل ياسين بالانضمام إلى فرقته الخاصة عام 1955 فاستقال من المسرح الحديث لكنه لم يشعر بالراحة مع القطاع الخاص وطبيعة العروض التجارية الخفيفة فعاد فى العام التالى مع العدوان الثلاثى ليقدم مسرحية معركة بورسعيد ثم تتوالى أعماله الخالدة مثل عائلة الدوغرى لنعمان عاشور ومسرحيتى حلاق بغداد الذى لعب فيه دور البطولة المطلقة، وعلى جناح التبريزى وتابعه قفة تأليف الفريد فرج، وسكة السلامة لسعد الدين وهبة وباب الفتوح لمحمود دياب وآخر مسرحياته فندق 5 نجوم فى عام الرحيل.. أما تاريخه السينمائى فيضم 200 فيلم من أبرزها سر طاقية الإخفاء وسكر هانم وإسماعيل ياسين فى الأسطول وثلاثية نجيب محفوظ الذى لعب فيها دور ياسين الابن الأكبر للسيد أحمد عبد الجواد والذى ورث عنه ميله للهو وساعات الحظ ولم يرث عنه الشخصية الحاسمة وقشرة المهابة التى تظهر أمام الناس.. ولخفة روحه وبساطته كما تؤكد ابنته سمية إحدى أنشط عضوات جمعية أبناء فنانى مصر كان صديقا لجميع الفنانين المتنافسين وداعما لهم فى أعمالهم الفنية ولم يعترض يوما على حجم الدور الذى يؤديه ولكنه يفضل المسرح على سائر ألوان الدراما التى قدمها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق