فكرة بدأت بسؤال، وتطور السؤال الى رغبة فتحولت تلك الرغبة الى برنامج عمل شارك فى تنفيذ 1000 شاب وفتاة.. ومن الفكرة إلى التنفيذ سطر شباب مصر بطولة جديدة لهم بعد أن كسبوا الرهان ونجحوا فى التحدى.
.......................................................
.السؤال وجهه أحد الشباب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب العام الماضى عندما قال له: لماذا لا يتم تنظيم مؤتمر مماثل ندعو شبابا من دول مختلفة للمشاركة فيه لننقل لهم تجربتنا فى مواجهة التحديات التى تمر بها مصر ونستمع لتجاربهم فى مواجهة تحديات مماثلة قد يكونون مروا بها وتغلبوا عليها؟.. استجابة الرئيس الفورية للطرح العبقرى الذى قام به أحد شباب برنامج التأهيل الرئاسى كانت دليلا قويا على أنه لا يتردد لحظة واحدة فى تنفيذ أى أفكار جيدة يطرحها أى أحد عليه وليس فقط مستشاروه أو من دائرة صناعة القرار فى الحكومة أو أى مؤسسة من مؤسسات الدولة، ولكن من شاب لا ينتمى لأى دائرة من تلك الدوائر.
ليبدأ الشباب على الفور فى تنفيذ الفكرة بسواعدهم، وكانت إدارتهم «منهم فيهم» كما يقول المثل، وتحت إشراف من مكتب الرئيس بتذليل أى عقبة قد تعترض عملهم، وبدأوا على الفور فى تنفيذ «منتدى شباب العالم» فى نسخته الأولى بمدينة السلام شرم الشيخ.
وبعيدا عن دقة التنظيم وحالة الانبهار التى كانت فوق وجوه كل المدعوين سواء من مصر أو الوفود الأجنبية المشاركة من 113 دولة، فإن هذا المنتدى كان تعبيرا عن أن الإرادة السياسية تعطى اهتماما غير مسبوق بالشباب، فالرئيس لم يوافق فقط على الفكرة، وإنما كان حاضرا خلال كل جلسات المنتدى.. يخرج من تلك القاعة ليدخل القاعة المجاورة لها.. يستمع بشغف للأطروحات والتجارب ويدون الملاحظات ويرد على الأسئلة، يتجول وسط الشباب بحرية ويسمح لهم بالتقاط الصور السيلفى.
الإرادة السياسية الحاضرة بقوة الآن.. المؤمنة بقضايا الشباب وبدورهم الكبير فى بناء الأوطان كانت الحافز والمشجع لهؤلاء الشباب فى أن يبحثوا عن كل ما هو جديد ومفيد وأن يرتقوا بأنفسهم ويقدموا عملا بهذا الحجم بشكل يليق بمكانة مصر أمام العالم، فمنذ اللحظة الأولى التى أعلن فيها عن المنتدى وبدأت الطلبات من الشباب حول العالم للمشاركة حتى وصلت الى 233000 متقدم للمشاركة تم اختيار 3200 منهم وفقا لمعايير تضمن التنوع، كما تخطى عدد المتابعين للمنتدى على صفحات التواصل الاجتماعى مليون شخص فى أقل من شهر واحد، وووصلت عدد ساعات العمل فى فاعليات المنتدى خلال انعقاده إلى 70 ساعة موزعة على 46 جلسة وورشة عمل، تلقت خلالها اللجنة المنظمة أكثر من 1200 سؤال تمت الإجابة عن معظمها من قبل المتحدثين الذين تحدثوا عن تجاربهم فى خمسة محاور أساسية أبرزها قضايا الشباب ودورهم فى تحقيق التنمية المستديمة، وصدام الحضارات، والمرأة، ومكافحة الإرهاب، كما قامت مجموعات شبابية من 20 دولة بتنفيذ محاكاة لمجلس الأمن بالأمم المتحدة أشاد بها الرئيس وقال لهم «شعرت بأننى أمام مجلس الأمن بالفعل» وطلب منهم إرسال كل ما دار خلالها من مناقشات إلى مقر الأمم المتحدة للاستفادة منها.
الشيء الأكبر اللافت للانتباه فى هذا المنتدى هو التوصيات التى خرج بها.. ففى الواقع لم ينتج المنتدى مجرد توصيات إنشائية كما هو المعتاد فى مثل تلك المحافل، ولكن الرئيس فى ختام المنتدى خرج بعشرة تكليفات واضحة وصريحة، كلف الرئيس اللجنة المنظمة باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحويله إلى مركز دولى معنى بالحوار العربى والإفريقى والدولى بين شباب العالم ويستهدف آليات الحوار بينهم من أجل تحقيق السلام والتنمية، كما كلف أيضا بانعقاد المنتدى سنويا خلال شهر نوفمبر من كل عام بمدينة شرم الشيخ، وكذلك اتخاذ ما يلزم لإنشاء مركز للتكامل الحضارى والثقافى يهدف إلى تفعيل آليات التعارف والتقارب الثقافى بين شباب العالم من أجل تكامل الحضارات والثقافات، وكذلك إنشاء «المركز المصرى الأفريقى للشباب» والذى يهدف إلى توفير الرعاية للطاقات الشبابية من أبناء القارة السمراء فى كل المجالات .
كما تضمنت تكليفات الرئيس التى جاءت تتويجا للتوصيات تشكيل لجنة خبراء من مختلف دول العالم لوضع استراتيجية دولية لمواجهة قضايا الهجرة غير المنظمة، والتطرف، والأمية على أن يتم طرح الاستراتيجية للنقاش من خلال فعاليات ينفذها المنتدى اعتبارا من بداية عام 2018، وأيضا تكليف الرئيس بإنشاء مركز إقليمى لرعاية الإبداع التكنولوجى يوفر الدعم العلمى والمالى للنابغين فى مجال التكنولوجيا من الدول العربية والإفريقية، وكذلك إنشاء مركز إقليمى لدعم ريادة الأعمال وتمويل المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.
أتوقع أن ينعقد المنتدى فى العام المقبل وقد بلور الشباب أفكارا أكثر وخاصة أنه كانت هناك مطالب من عدد من المشاركين فى النسخة الأولى بإدراج الكثير من القضايا التى تشغل قطاعات عريضة من المجتمعات سواء فى مصر أو العالم، مثل قضايا إدماج ذوى الإعاقة بصورة أكبر وفتح مراكز متخصصة فى تأهيلهم وتدريبهم على سوق العمل، ومناقشة تجارب أكثر فى مجالات ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة والأفكار المبتكرة لنقلها وتنفيذها والاستفادة منها لفتح.
رابط دائم: