رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

طموح زوجتى .. تشتغلى آه.. تنجحى لا

فتوح سالمان
عندما يوصف رجل ما بأنه ناجح فلا تقبل الكلمة احتمالات، فالمقصود أنه ناجح فى عمله، لكن عندما تتصف المرأة بالنجاح تختلف الآراء حول التعريف، فمن هى المرأة الناجحة, وخاصة من وجهة نظر الرجل؟ هل يكفى نجاحها فى عملها لوصفها بالناجحة كما هو الحال مع الرجل؟الواقع يشهد بأن المعايير الموضوعية لوصف المرأة بالناجحة صعبة ومتعددة وربما غير مفهمومة او غير واضحة او محددة، فلكى يعتبر الرجل أن المرأة ناجحة لابد أن تكون قد اجتازت ثلاثة مستويات متتالية ونجحت فيها جميعا.. كزوجة ثم كأم ويأتى العمل فى المرتبة الأخيرة كمعيار للنجاح من وجهة نظر الزوج على الأقل.

فهل يحترم الزوج عمل زوجته بدرجة كافية؟ وهل يتفهم كل الرجال طموح زوجاتهم ويسعون لمساندتهن فى السعى نحو ذلك؟النسبة الغالبة من الأزواج الذين تعمل زوجاتهم كما تقول «نورا» يتعاملون مع عمل الزوجة باعتباره مصدر دخل إضافيا لكنه أقل أهمية من عمله، وربما غير ضروى لو تحسنت الأحوال، وآخرون يتعاملون مع عمل المرأة باعتباره شيئا يشغلها عنه، وزوجى -كما تقول نورا- من هذا النوع فقد رفض فى بداية زواجنا أن أعمل، وعندما ضغطت عليه وافق بشرط أن أعود قبله وألا يؤثر عملى على الإطلاق على البيت.. باختصار لا يريد أن يشعر بأننى أعمل او من الممكن أن أتأخر او أكون مشغولة فى غير مواعيد العمل بأى شيء آخر.أما إيمان الصحفية الشابة التى تزوجت من شاب قريب من المجال ويعرف أنها مضطرة للعمل بالمنزل فى أغلب الأحيان لكنه لا يتقبل فكرة اجرائها مكالمات العمل التليفونية, وكان أول تعليق له بعد الزواج «هو التليفون ده حيفضل فى إيدك على طول»، وطلب منى أن أمارس عملى وأقوم بالكتابة فى غير وجوده.الخلاصة أن الرجل يوافق على عمل زوجته وقد يتحمس او على مضض ولكنه يقف عائقا فى حالات كثيرة أمام نجاحها او تميزها بداية من كثرة الأعباء الملقاة عليها إنتهاء باعتبار أن البيت والأولاد وجميع الأعباء المنزلية مسئوليتها وحدها، وأى محاولة منها لابد ألا تقتطع من وقت البيت او من وقته. لاشك أن هناك بعض الاستثناءات النادرة لكن أغلب الرجال يتعاملون بمبدأ «تشتغلى نعم.. تنجحى لا». عدد كبير من حالات الطلاق التى نقابلها كان الخلاف حول عمل المرأة او مدى احترام الرجل لطموح زوجته سببا رئيسيا فيه، خاصة إن تعلق الأمر بالرجوع فى أوقات متأخرة او السفر أو بالانشغال بالعمل فى المنزل، فالرجل لديه الشعور الدائم بالتفوق او أنه لابد أن يكون فى الصدارة بالنسبة لزوجته، وهو شعور لا يمكن التخلص منه بسهولة ويحتاج الى تغيير مفاهيم اجتماعية كثيرة تحتاج الى وقت طويل كما يقول د.نبيل القط استشارى الطب النفسى وهناك انماط من الرجال يربطون بين نجاح الزوجة وقلة قدرتهم على السيطرة. فإذا حدث وتزوج الرجل من فتاة ناجحة وهو ليس لديه النضج الكافى والشخصية التى تمكنه من تحمل مسئوليات الأسرة فإنه يصر حينها على إثبات تقصيرها فى المنزل وفى رعايته له حتى وإن لم تكن مقصرة بالفعل. والمرأة تستطيع فى هذه الحالة مراجعة أولوياتها والحديث بشأنها مع زوجها فى وضوح تام واستيعاب من الطرفين أولوياتهم المشتركة.المشكلة الأكبر بالنسبة للمرأة ليست فى دعم الرجل لعمل زوجته واحترام طموحها أو لا، ولكن المشكلة أن الرجل يريدها ناجحة بشروط معينة او دون أن تتجاوز الخط الذى يقف هو عليه، فإذا حدث وأصبحت أنجح منه فهذه هى الطامة الكبرى والأزمة التى تهدد أى زواج لأن المرأة قادرة جدا على التوفيق بين مسئولياتها وفى البيت والعمل رغم صعوبة الأمر لكن تبقى الأزمة الأكبر هو شعور الرجل بأنها تجاوزته هو شخصيا، هنا سينقلب دعمه الى توبيخ وتقليل منها دون داع وسيبدأ فى التشكيك فى قدراتها واتهامها بأنها زوجة مقصرة وأم فاشلة وامرأة فاشلة عموما.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2017/11/16 07:39
    0-
    3+

    تناولتها الدراما المصرية قديما"زوجتى مدير عام"كونها حقيقة
    وننتهز الفرصة للدعاء بالشفاء للفنانة المحبوبة شادية
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق