رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فضائح «الخادمة والسياسى» .. «شاهدة ملك» على الفساد

رشا عبد الوهاب
نتنياهو وزوجته

 لا ينسى التاريخ «فساد السلطة»، ولا تسقط فضائح السياسيين بالتقادم سواء كانت جنسية أو مالية أو تتعلق باستغلال للمنصب، فالتاريخ لا يمنح صك الغفران للساسة. وعلى مدى التاريخ، كانت العبودية إحدى الجرائم الإنسانية التى شارك فيها الكثير من السياسيين حول العالم، وحاولوا التنصل منها فى أواخر حياتهم مثل جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة، إلا أنها ظلت وصمة عار تلاحق البلد المدافع عن الحريات والديمقراطية حتى الوقت الراهن. وربما تكشف لنا بعض الحكايات التى تدور حول «الخادمة والسياسي» حجم الفساد فى بعض الدول التى تتشدق بالأقاويل عن حقوق الإنسان، خصوصا فى ظل بركان «التحرش الجنسي» الذى يضرب الغرب حاليا، وطال الكثير من مشاهير السياسة والفن، وأطاح بهم من عروش المجد والشهرة.

ولعل أبرز المعارك التى تشهدها المحاكم حاليا، قضايا الفساد المرفوعة ضد بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، والمتورطة فيها زوجته سارة، إلا أنه توجد إلى جانب هذه القضايا، اتهامات بإساءة معاملة وتحقير وإذلال الخدم. وتم رفع ثلاث قضايا ضد سارة نيتانياهو، الأولى كانت من خادمتها ليليان بيريتس التى عملت مدبرة منزل فى الفترة من 2004 إلى 2009، والتى اتهمت زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بإهانتها وتحميلها عملا فوق طاقتها وإجبارها على العمل فى إجازتها مقابل أجر زهيد. كما رفع الجندى السابق مانى نفتالى المدير السابق لمسكن نيتانياهو والحارس الشخصى لسارة قضية ضدها بسبب اتهامات مشابهة لليليان، خصوصا أنه «شاهد ملك» فى واحد من ملفات الفساد التى يشتبه بتورط سارة فيها، وهى 4 قضايا تعرف باسم بـ «منازل رئيس الحكومة»، تتعلق بإهدارها مئات الشواكل الإسرائيلية من الأموال العامة على نفقات خاصة.

فقد أعلن نفتالي، وهو جندى سابق من أصل مغربي، أنه تعرض لمعاملة مخزية من قبل سارة، وكانت توقظه فى الساعة الثالثة صباحا من أجل الشكوى أنه أحضر «الألبان فى أكياس البلاستيك بدلا من علب كارتون»، وقال إنه عندما اشتكى من علو نبرتها وإساءاتها المتكررة، تدخل نيتانياهو فى المناقشة قائلا: «افعل كل ما تطلبه السيدة نينانياهو، وسوف تهدأ»، وكشف نفتالى كيف أن الأمور كانت تسير بشكل سيىء مع 39 عاملا آخر فى منزل نيتانياهو. كما سارعت خادمة نبيالية ثالثة، كانت ترعى والد سارة الذى يبلغ من العمر 96 عاما، برفع قضية ضد سارة نيتانياهو بتهمة إساءة المعاملة، لكن الادعاء العام الإسرائيلى اعتبر هذه القضية فسادا أيضا حيث إنها كانت تدفع لهذه الخادمة من الأموال العامة، وسارع رئيس الوزراء الإسرائيلى إلى الدفاع عن زوجته، مشيرا إلى «مؤامرة إعلامية» ضدها. وفساد سارة نيتانياهو لم يصل إلى هذه الدرجة فقط، بل وصل إلى حد تشيبهها بأنها الآمرة الناهية فى السياسات الإسرائيلية. وفى 2012، ربحت بيرتيس القضية، لكنها لم تكشف عن تفاصيل التسوية.كما أطاحت عاملة فى فندق بالسياسى الفرنسى دومينيك ستراوس كان من على عرش المجد السياسي، حيث اضطر إلى الاستقالة من منصبه كرئيس لصندوق النقد الدولى فى 15 مايو 2011، كما أطاحت بـأحلام وصوله إلى قصر الإليزيه كرئيس لفرنسا. ولاحقت الغينية نافيساتو ديالو ستراوس كان فى المحاكم بتهمة الاغتصاب، قبل إسقاط الاتهامات فى 2012، بعد اتفاق على دفع مبلغ 6 ملايين دولار للضحية. كانت الاتهامات بمحاولة الاغتصاب والاستغلال الجنسى سقطت بسبب شكوك الادعاء العام فى مصداقية الخادمة. وعلى الرغم من سقوط التحقيق الجنائى فإن ديالو واصلت ملاحقة السياسى الفرنسى فى المحاكم المدنية، مما دفعه فى المقابل إلى رفع دعوى تشهير ثم إلى تعويضها ماليا من أجل تسوية القضية. وفى الولايات المتحدة، تورط الكثير من نجوم السياسة الأمريكية، وفى مقدمتهم الآباء المؤسسون، فى فضائح استغلال جنسى للخادمات، فقد أنجب جورج واشنطن أول رئيس للولايات المتحدة طفلا من الخادمة فينوس، يدعى ويست فورد، وهو ما اضطر العائلة إلى معاملة الطفل معاملة خاصة ومنحه حريته بعد وفاة واشنطن. كما عرف عن الرئيس جون تايلون، الذى كان نائبا للرئيس وتولى المنصب بالصدفة بعد الوفاة المفاجئة لوليام هنرى هاريسون، ليصبح الرئيس العاشر لأمريكا، أنه كان الأكثر امتلاكا للعبيد، وأنجب طفلين غير شرعيين من الخادمات.

كما تعتبر العلاقة بين الرئيس الأمريكى توماس جيفرسون وخادمته سالى هيمينجس من أكثر الأحداث التاريخية المثيرة للجدل فى تاريخ الولايات المتحدة، حيث صدر فيلمان بعنوان «سالى هيمنجس: فضيحة أمريكية» بثته شبكة «سى بى إس»، وفيلم «جيفرسون فى باريس» ليؤكد أن العلاقة حقيقية بين الرئيس وخادمته التى أنجب منها 6 أطفال. وكان الصحفى الأمريكى جميس كولندير أول من كشف عن هذه العلاقة بعد أن رفض جيفرسون تعيينه رئيسا لمكتب البريد، وهو ما جعله ينشر أن جيفرسون والد أطفال محظيته سالي. وعلى الرغم من أن هذه العلاقات التى تم الكشف عنها، فإنه فى العصر الحديث، اندلعت فضيحة أخرى «نانى جيت» أو فضيحة الخادمات فى يناير 1993، حيث تم رفض مرشحتى الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون لمنصب المدعى العام، وهما زوى بيرد وكيمبا وود، بسبب توظيفهما لخادمات مهاجرات غير شرعيات، كما أنهما لم تدفعا ضرائب التأمين الصحى عليهما. كما شهدت الدبلوماسية الأمريكية فضيحة أخري، بعد الكشف عن تورط زوج الدبلوماسية ليندا هاورد التى كانت تعمل فى السفارة الأمريكية فى طوكيو فى الاعتداء على خادمة إثيوبية جنسيا، وهو ما اضطر محكمة أمريكية إلى تعويض الضحية بمبلغ 3٫3 مليون دولار. كما أنه قبل ساعات من تنصيب الرئيس دونالد ترامب فى 20 يناير الماضي، تم توجيه اتهام التحرش إلى المليونير جون جوزيف يوسويل 70 عاما- أحد المتبرعين للحزب الجمهورى حيث اعتدى على خادمتين فى فندق. هذه سلسلة من الفضائح التى تكشف أن اللعب على ورقة «ضعف» الضحية، لا يمكن أن يحمى السياسي، بل ربما يكون بداية السقوط إلى الهاوية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق