منذ عدة أيام وكما نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية وزع بعض حاخامات منطقة روش هاعين الواقعة شمال تل أبيب ومعقل اليهود المتشددين ملصقات يحذرون فيها من الاستماع لمطربة من يهود اليمن تدعى «عدن بن زكان» ويطالبون السكان هناك بعدم المشاركة فى مهرجان للموسيقى المزمع إقامته خلال أيام بحجة انه يضم طربا نسائيا.
وحذر الحاخامات فى الملصق ــ الذى انتشر فى كل مكان ــ من أن المشاركة فى المهرجانات والاحتفالات التى تغنى فيها النساء يعد تدنيساً وفيه إساءة لسمعة يهود اليمن، لان المهرجان به رقص مختلط . وقد وقع على هذه الملصقات عشرات الحاخامات الذين أوضحوا ان التوراة تحظر الطرب النسائى وإقامة الحفلات والمهرجانات التى يختلط فيها الرجال والنساء . وقال مساعد الحاخام الرئيسى لمدينة روش هاعين انه لا يصح ان يستمع الرجال للطرب النسائى ومشاهدة مطربة مثل عدن لا ترتدى ملابس محتشمة.
وعجائب وغرائب الحاخامات واتباعهم من المتشددين دينيا من اليهود لاتنتهى وآخرها ما حدث منذ ثلاث سنوات على متن رحلة طيران شركة العال الإسرائيلية من نيويورك إلى إسرائيل، فقد كشف المسافرون عن أن أفراد طائفة الحريديم ( أى الاتقياء ) اليهودية المتشددة رفضوا الجلوس فى الطائرة إلى جانب النساء وعرضوا دفع مبالغ إضافية لتغيير أماكن جلوسهم بعيدا عن النساء، إحدى المسافرات قالت إن قائد الطائرة هدد بعدم الإقلاع إن لم يجلس الحريديم فى أماكنهم، ووصفت هذه السيدة رحلة الطائرة التى أقلعت من مطار جون كيندى بنيويورك فى طريقها إلى إسرائيل بأنها كانت كابوسا استمر لمدة 11 ساعة، فقبل يوم من الاحتفال بعيد رأس السنة العبرية توجه إلى إسرائيل عدد كبير من يهود العالم للاحتفال بهذا العيد.
يقول أحد المسافرين ويدعى عاميت بن ناتان إن الحريديم وقفوا فى ممر الطائرة الذى يفصل بين المقاعد واغلقوه تماما ورفضوا التحرك رغم توافر مقاعد لهم بحجة انهم لا يرغبون فى الجلوس بجوار النساء، واشتكى مسافرون آخرون من سلوكياتهم طوال الرحلة فاكتظاظ الممر بالذين وقفوا يؤدون صلواتهم بالطائرة حال دون وصول الركاب إلى حمامات الطائرة.. وبعد سنوات من النزاع السياسى والقضائى حول جدار للفصل بين النساء والرجال اليهود أقامته طائفة الحريديم فى أحد شوارع منطقة مئة شعاريم بالقدس الغربية, حسمتها المحكمة العليا فى إسرائيل حينما قررت إزالة هذا الجدار ومنع الفصل بين الرجال والنساء فى شوارع هذا الحى، وهذا القرارألزم الشرطة هناك بتنفيذه على الفور إلا أن عملية التنفيذ تطلبت من أجهزة الأمن الإسرائيلية التحلى بضبط النفس حتى لا يتحول الأمر إلى مواجهة مع أفراد الطائفة. المعروف ان حى مئة شعاريم هذا يقطنه ويتردد عليه عشرات الآلاف من المتدينين اليهود يوميا, ومنذ عدة سنوات قرر زعماء هذه الطائفة تقسيم شوارع المشاة إلى قسمين، جزء للنساء والآخر للرجال، ويفصل بينهما بحواجز معدنية مغطاة بالقماش وهذا بناء على توصية لجنة ما يسمى بحراس الفضيلة, وأيضا فى الشوارع الجانبية لحى مئة شعاريم تم الفصل بين النساء والرجال وتعيين حراس من قبل زعماء الطائفة لمراقبة تنفيذ القرار
أيضا فى المواصلات العامة التى تمر بحى مئة شعاريم هناك مقاعد مخصصة للرجال بعيدا عن مقاعد النساء وقد اضطرت شركة آجاد لنقل الركاب إلى تنفيذ ذلك فى اتوبيساتها نزولا على رغبة سكان هذا الحى، ومنذ فترة نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن تعرض مجموعة من السائحين الأجانب للهجوم على أيدى العشرات من طائفة الحريديم والرافضين لوجود السائحين فى أحيائهم, أما أغرب الفرمانات التى أصدرها زعماء من يطلق عليهم حراس الفضيلة هى مطالبة أصحاب محال الملابس بإزالة وتدمير تماثيل عرض الملابس (المانيكانات) فى الفاترينات خوفا من إثارة غرائز رجال الحريديم الذين يمرون أمام هذه المحال, وحينما رفض بعض أصحاب محال تنفيذ ذلك قرر أفراد الحريديم عدم التعامل معهم أو الشراء منهم. وهناك طقوس غريبة يمارسها المتشددون فى إسرائيل لعل أشهرها هو ما يتم فى مساء يوم عيد الغفران فى أحد معابد مدينة القدس، حيث يقف أمام المعبد طابور طويل من الرجال فى انتظار جلدهم بالسياط على يد الحاخام تكفيرا عن أخطائهم، ويتم الجلد بكرباج قصير وعريض بنى اللون ويطلب الحاخام من الشخص الراغب فى التكفير عن أخطائه ترديد بعض الكلمات ثم ينهال بعدها بالضرب على ظهره العارى بـ39 جلدة يعقبها قيام الشخص المضروب بتقديم الشكر للحاخام ثم يضع بضعة شيكلات فى واحد من ثمانية أطباق وضعت على مكتب الحاخام كنوع من الصدقة توزع على المحتاجين، أيضا يحظر الحاخامات على طلاب المدارس الدينية خاصة الذين لم يتزوجوا استعمال التليفون المحمول لأنه يؤثر على الحالة الوجدانية والبناء الروحى للطلاب !
رابط دائم: