عقب مباركة بابا الفاتيكان مسار العائلة المقدسة كمقصد لرحلات الحج المسيحى، شهدت محافظة البحيرة حالة من النشاط المكثف وإجراءات غير مسبوقة وتحركات فى كل الاتجاهات لاستقبال آلاف الحجيج المسيحيين مع أول يناير المقبل لأداء شعائرهم الدينية.
حيث احتضنت على أرضها عددا من المعابد والأديرة والكنائس والكهوف التاريخية الفريدة مما يمثل دعوة ألباب الحجيج الكاثوليك حول العالم البالغ عددهم نحو مليارى نسمة، ودفع الحركة السياحية باعتبار الوادى أبرز الأماكن الروحية الذى باركته السيدة العذراء واكتسب صفة التقديس فى المسيحية.
وكشفت الدكتورة أمانى سلامة مدير الهيئة الاقليمية لتنشيط السياحة بالبحيرة عن أن أرض وادى النطرون تمثل بمساراتها ومزاراتها ومواقعها المذهلة عنصر جذب سياحى شديد التميز لا تنافس مصر فيه أى دولة كأول تجمع رهبانى مسيحى يعود للقرن الرابع الميلادى على يد الأنبا مقار الكبير الذي أنشأ دير مقار بجانب ثلاثة أديرة أخرى وهي: الأنبا بيشوى والبراموس والسريان، وكانت المنطقة تحوي نحو 700 دير في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادى لذلك تعد من أهم المناطق المكرمة بالنسبة لأتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية كما يعد الاحتفال الذى يقام فى شهر مايو من أهم الاحتفالات الدينية بالمحافظة وله دور كبير في تنشيط الحركة السياحية سواء الداخلية أو الخارجية. وقالت الدكتورة أمانى سلامة ان السائحين سيبدأون رحلتهم التى ستشمل 5 محطات رئيسية وطئت أقدام العائلة المقدسة عليها فى مقدمتها بحيرة نبع الحمراء وهى منخفض وادى النطرون شديدة الملوحة ورغم ذلك ينبع من وسطها عين شديدة العذوبة وذات قدرة على شفاء بعض الأمراض الجلدية وتعود أهميتها عند مرور السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار بالوادى المعروف عنه عدم وجود أى عيون مياه عذبة به إلا على بعد 90 كليو مترا عندما عطش السيد المسيح ودخلت العذراء وأخذت منها المياه ليشرب منها المسيح فتتحول إلى مياه عذبة لتتدفق منها بارتفاع متر ونصف المتر عن سطح المياه العادية.
والنقطة الثانية دير الأنبا مقار الذى ينسب إلى مقار الكبير وهو تلميذ الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة ويضم 7 كنائس وملحقا به متحف ومكتبة بها مخطوطات نادرة ويمثل صرحا دينيا ويوصى الرهبان بزيارته كمركز للتبرك. ويأتى دير الانبا بيشوى ضمن محطتهم الثالثة وهو أكبر الأديرة الأربعة وتم إنشاؤه اواخر القرن الرابع الميلادى وبه 5 كنائس أكبرها كنيسة الانبا بيشوى وهى أكبر كنائس الوادى ويحتوى على المائدة الاثرية وبئر الشهداء ويعتبر من أهم الأماكن التى سار المسيح عليها وهى جاذبة للعالم المسيحى بأكمله بإعتبار تربة هذا المكان الطاهر أرضا للصالحين. والمحطة الرابعة دير العذراء وهو أصغر الاديرة على الاطلاق ويقع بين دير الانبا مقار والبراموس وأسس على يد سوريون فى القرن السادس الميلادى ويحتوى على أربع كنائس وحصن ومقرا للضيافة ويشتهر الدير بوجود القلاية الأصلية التى كان يعتكف بها الانبا بيشوى والذى ارتبط باسم القديسة مريم المصرية.
وينهون رحلتهم بزيارة دير البراموس الذى ينسب إلى السيدة العذراء ويعرف بدير الروم لوجود مغارة أولاد الملوك ويرجع تأسيسه إلى القرن السادس عشر الميلادى ويضم خمس كنائس أثرية ومكتبة تحتوى على مئات المخطوطات بلغات شتى ويمتلئ بمشاعر متفردة من التوبة والرحمة القديسة مريم حيث ارتبط عقلها ووجدانها بهذا المكان وذلك بطلب من «البتول» التى أوصت بزيارته طلبا للراحة والتوبة والسلام الداخلى والانسجام مع الذات ولخدمة روحها وتكريس أبديتها على ترابه الطهور.
من جانبه، أوضح جمال أبو الفضل المستشار الاعلامى لمحافظة البحيرة أن المهندسة نادية عبده محافظ الإقليم تولي اهتماما بالغا بالأماكن الدينية والتي تشمل المقدسات الإسلامية والمسيحية على السواء للحفاظ على قدسيتها فضلا عن تشجيع السياحة وعمل رحلات فى المدارس لزيارة الاطفال المعابد والكنائس والمساجد والتعريف بهذه الأماكن التاريخية المهمة التي تعد من أبرز معالم المحافظة منوها بأن البحيرة تزخر بآثار فرعونية وقبطية وإسلامية.
وأشار إلى أنه يتم حاليا دراسة تطوير مسار العائلة المقدسة لتحويل قلب المنطقة إلى متحف مفتوح لتظهر كنوزها للنور ووضعها على الخريطة السياحية العالمية بما يحقق عائدا اقتصاديا وإيجاد فرص عمل للشباب.
وأكد العميد عمرو نجم مدير مباحث السياحة والآثار بالبحيرة أن قوات الأمن بدأت استعدادها من الآن وجارى وضع الخطط الأمنية لتأمين الأفواج ومداخل ومخارج الأديرة والكنائس والمعالم التاريخية والاثرية والمواقع السياحية والطرق المؤدية إلى منطقة الاحتفالات بوادى النطرون.
رابط دائم: