رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الأهرام» على طريق العائلة المقدسة..من المعادى إلى درنكة

قام بالجولة ــ حمادة السعيد ــ وائل سمير ــ نهاد سمير

◙ رصدنا خدمات الحجيج المسيحيين.. والأديرة تبوح بأسرارها
◙ القمص أنجليوس: العائلة سكنت المغارة فى «بابليون» 3 أشهر قبل التحرك للصعيد
◙ الحصن الأثرى حمى الرهبان من غارات البربر.. وسالومى كانت فى خدمة مريم العذراء

 

 

 

قبل أسابيع لم يكن المصريون يعرفون أهمية محطات العائلة المقدسة وبعد اعتماد مسارها من بابا الفاتيكان البابا فرانسيس على أنها رحلة للحجيج المسيحيين، بدا الأمر أكثر أهمية وبدأت هذه الأماكن تستعد لاستقبال السائحين من مختلف بلدان العالم.

«الأهرام» قامت بجولة وقطعت الطرق التى مرت بها العائلة المقدسة فى محطاتها الأساسية وبرغم مرور نحو عشرين قرناً من الزمن على هذه الرحلة إلا أنها مازالت محاطة بالأسرار.



فى هذا الملف المهم نطرح عدة أسئلة أولها:

هل تصلح هذه الأماكن لاستقبال السائحين؟ وماذا عن أحوال الطرق إلى الأديرة؟ وماذا عن الخدمات بمناطق وأديرة وكنائس وادى النطرون والمطرية والمعادى وجبل الطير بالمنيا والدير المحرق ودرنكة بأسيوط وغيرها؟

تفاصيل كثيرة وحكايات مهمة رصدناها فى هذه الجولة وقبل الدخول فى الجولات، سألنا الأثرى الدكتور أحمد سليمان مدير الآثار الإسلامية والمسيحية بأسيوط حول المحطات المؤكدة للعائلة المقدسة، فأجاب أن هناك 7 محطات يقينية مرت بها العائلة المقدسة وهى التى تم اعتمادها كمرحلة أولى ضمن مسار العائلة، وذلك وفقا للمصادر المؤكدة وتشمل كنيسة الزيتون بالمطرية وكنيسة أبو سرجه بمجمع الأديان، والعذراء بالمعادي، ثم كنيسة وادى النطرون، وجبل الطير بالمنيا، ودير المحرق بأسيوط، وأخيراً دير درنكة بأسيوط وهو الذى اختتمت العائلة المقدسة به رحلتها لتعاود المسار من جديد إلى فلسطين، وبين هذه المحطات كانت هناك محطات أخرى لا يتسع المجال لذكر تفاصيلها.
 



كنيسة أبو سرجة والمعادي

بدأنا جولتنا بالذهاب إلى مجمع الأديان بمصر القديمة وهو الأكثر جاهزية وشهرة لاستقبال السائحين حيث يتوافد عليه يومياً الكثيرون، ولا يوجد به مشكلات فى الطرق أو نقص فى الخدمات لوجوده بجوار مسجد عمرو بن العاص الشهير. ثم التقينا راعى كنيسة أبو سرجه القمص «أنجليوس جرجس» الذى أكد أن العائلة المقدسة وصلت هذه المنطقة المعروفة بحصن بابليون بمصر القديمة، ثم سكنوا المغارة التى توجد الآن بداخل الكنيسة المعروفة حالياً باسم الشهيدين سرجيوس وواخس، ومعروف لدينا أن العائلة جاءت لهذا المكان مرتين الأولى فى طريق الذهاب للصعيد وظلت بالمكان نحو 3 أشهر، وكذلك فى طريق العودة ومكثت هنا عدة أيام وسبب مجيئها إلى هنا حيث كان يوجد ميناء خاص بفرع النيل يعرف وقتها بالفرع «الفلوزي» والموصل لمدينة «رفح» ماراً بـ «مسطرد».

وعن سبب البقاء فى هذا المكان طيلة 3 أشهر قال القمص أنجليوس أنه كان يوجد مجتمع يهودى وبه أقارب راعى العائلة المقدسة يوسف النجار فكانت تتم الاستعانة بهم فى تدبير احتياجات العائلة المقدسة فعاشوا مع اليهود والذى كان به معبد يهودى كبير حتى اكتشف بعض اليهود الرومان أمرهم فقرروا التحرك باتجاه الصعيد. ثم عادوا إلى المكان نفسه لترتيب أمورهم وليتزودا بما يكفيهم فى الرحلة مستعينين بأقارب يوسف النجار من اليهود.

وعلى كورنيش النيل بالمعادى توجد كنيسة مريم العذراء، كما يقول الأنبا جرجس راعى كنيسة المعادى أنه تم ترميمها منذ فترة بسيطة وباعتبار أنها فى مكان راقٍ فهى مستعدة لاستقبال السائحين وإن هذه الكنيسة تأتى إليها الوفود من كل مكان. وأضاف القمص أنجليوس كما يوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم تباركت بشرب العائلة المقدسة لافتا إلى أن كل مكان جلست فيه العائلة المقدسة نبعت فيه بئر كمعجزة من معجزات المسيح عيسى وأمه البتول، وفى القرن الرابع بنيت الكنيسة العليا وظلت البئر كما هي، وتشير المصادر وبحسب ما كتبته المؤرخة بوتشر الانجليزية أنه فى الخمسينات من القرن الأول جاء إلى المغارة القديسان مرقص وبطرس لتدشين الكنيسة ومن هنا فان أبو سرجه هى أصغر وأقدم كنيسة فى الوجود، وبعدها تحركت العائلة المقدسة من منطقة الفسطاط حتى وصلت إلى المعادى الموجودة حالياً والذى بنيت فيها كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة على النيل مباشرة.



المطرية وعين شمس

وهى من أقدم المناطق المصرية والتى كانت مركزا للعبادة الوثنية ويقول العالم الفرنسى « اْميلينو» إن اسم المطرية لم يذكر بالسنكسار إلا لسبب تلك الرحلة وتوجد الشجرة حالياً بجوار كنيسة السيدة العذراء بالمطرية وكذلك يوجد بالمنطقة بئر ماء مقدسة استقت منها العائلة المقدسة.

الطريق إلى جبل الطير

قطعنا أكثر من 220 كيلو مترا جنوب القاهرة حتى وصلنا إلى مركز سمالوط وعبرنا النيل ناحية الشرق وعلى بعد 2 كيلو متر جنوب معدية بنى خالد ومنها إلى بلدة الأشمونيين حيث جبل الطير بالمنيا ولوحظ وجود طريقين لمنطقة الجبل أحدهما من طريق مصر أسيوط الزراعى والآخر وصلة تربط المنطقة بالصحراوى الشرقى وطريق الجيش عند مدخل مدينة سمالوط وقرية بنى خالد، وحين وصلنا هناك وجدنا عدة مناطق أثرية تنتهى بجبل المغارة الذى أقامت به العائلة المقدسة ثم المذبح، ويوجد به الكنيسة الأثرية المعروفة باسم «السيدة العذراء مريم» وهى واحدة من أقدم كنائس مصر كما لاحظنا وجود سلمين أحدهما من الناحية القبلية والثانى من الناحية البحرية ليربطا الجبل بنهر النيل وسمعنا كثيرا عن المعجزات والبركات التى ظهرت عند وجود المسيح عيسى وأمه مريم البتول بهذه البقعة الطيبة. وبحسب ما ذكره الأب متى كمال خادم الكنيسة فإن السيدة العذراء اختبأت وابنها لمدة 3 أيام مضيفا أن الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول جاءت إلى هذا المكان فى بداية القرن الرابع الميلادى وعندما علمت من سكان المنطقة أن العائلة المقدسة مرت بهذا المكان أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على غرار الكنيسة الأرثوذكسية وأطلقت عليها اسم كنيسة السيدة العذراء وفى عام 1938 تم تجديد وبناء طابقين بالكنيسة. الأثرى الدكتور رجب عبد السلام مدير آثار مصر الوسطى الإسلامية والمسيحية أكد لنا أن المكان له عدة مسميات منها جبل الكف وجبل البكرة لكن أشهر المسميات دير «جبل الطير» وسبب التسمية أنه نظرا لارتفاع المكان فقد كانت تتجمع فيه الطيور المهاجرة وأشهرها طائر البوقيرس والتى كانت تقدم من أوروبا فى موسم الهجرة الخاص بها ولكن اختفت الآن. وأضاف عبد السلام أن الدير يشهد احتفالا سنويا أواخر شهر مايو من كل عام ويستمر لمدة أسبوع يستقبل نحو 2 مليون زائر من المسلمين والمسيحيين القادمين من جميع أنحاء الجمهورية، وأكد أن القرية كاملة تتحول لخلية نحل فى هذا الأسبوع، وأن هناك مطالبات بنقل المدافن الموجودة فى مدخل الدير بعد تخصيص مقابر للقرية لتوفير مساحة أكبر لاستقبال البعثات والزوار والسائحين.



دير صرابامون وشجرة مريم

ومن جبل الطير بالمنيا سلكنا طريقنا لأسيوط التى تحتوى على 3 محطات أساسية ضمن رحلة العائلة المقدسة منها محطتان ضمن المحطات السبع التى تم اعتمادها كمرحلة أولى وبدأنا بقرية ديروط الشريف حيث يوجد دير الشهيد الأنبا صرابامون وبه شجرة مريم التى تعود لآلاف السنين واستظلت بها العائلة المقدسة فى أثناء رحلتها وكان للدير عدة مسميات منها دير الراهبات وبيت العذارى حيث كان مكانا لتجمع الراهبات للعبادة والدراسة. وللدير طريقان الأول من داخل قرية ديروط الشريف والآخر طريق ترابى يربط بين الدير وطريق «القاهرة أسيوط» الزراعى ولكنه غير مؤمن لمروره بالزراعات بحسب ما أكده لنا راعى الدير الأنبا سمعان عيسى كامل والمسئول عن الدير منذ نحو 8 سنوات.

وأضاف الأنبا سمعان أن العائلة المقدسة ارتحلت من جبل الطير مارة بديروط الشريف وفى المكان الذى حلت فيه كان يوجد به شجرة تباركت بقدوم السيدة العذراء إليها وهى موجودة حتى الآن، وبجوار الشجرة توجد الكنيسة الأثرية والتى أعيد تجديدها وبها 3 مذابح باسم 3 فتية هم سيدراك وميساك وعبد ناغون وجميعهم من أنبياء العهد القديم. وأضاف أن المكان يضم الكنيسة الأثرية ومجسما لرحلة العائلة المقدسة كما أن به رفات لعدد من القديسين، لافتا إلى أن الدير يزدحم بزائريه فى ليلة المولد والتى تصادف 5 يوليو من كل عام.

ولفت إلى أنه سبق أن تقدم بأكثر من طلب لتمهيد الطريق وتهيئته لاستقبال الزوار وطالب المسئولين بهيئة تنشيط السياحة بإبراز أهمية ودور الدير وما يحويه من أماكن مقدسة. وعن سبب تسمية الدير بهذا الاسم لقدوم راهب فى القرن الأول الميلادى وكان له دروة خاصة به يتعبد فيها عرفت بعد ذلك باسم دروة صرابامون وقد ولد عام 250 م فى أورشليم وجاء إلى الإسكندرية لكى يتعمد ويدخل المسيحية على يد البابا الـ 16 تاركا الديانة اليهودية وظل فى الإسكندرية حتى سيم أسقف بإبراشية نقيوس التى تسمى حاليا بزاوية رازين بالمنوفية وذلك سنة 302م وعقب ذلك تم القبض عليه على يد الوالى الرومانى فى ذلك التوقيت وكان عقابه أن يرسل إلى والى أنصنا والأشمونيين «أريانوس» الذى كان يشتهر بشدة تعذيبه للأقباط وبالفعل وصل إلى ملوى وكانت العناية الإلهية معه حيث سنحت له الفرصة للفرار والذهاب إلى مكان وجود العائلة المقدسة ومكث به لمدة 4 أشهر إلى أن نجح الحاكم الظالم فى القبض عليه، ومات فى نفس المكان عام 304 م وسمى الدير باسمه تخليدا له. وقال صلاح شاكر وممدوح فكرى من قرية ديروط الشريف إن الدير يحتوى على أعمدة أثرية من الجرانيت خاصة بالكنيسة الأثرية القديمة ترجع لآلاف السنين.


الدير المحرق وأطول مدة خارج فلسطين

ومن دير صرابامون إلى الدير المحرق والموجود بقرية تعرف باسم «الدير المحرق» أو «رزقة الدير» وهو أهم محطة فى رحلة العائلة المقدسة حيث مكثت فيه أطول فترة قضتها خارج فلسطين وهى 6 أشهر و5 أيام، كما يقول الأنبا الراهب القمص مكسيموس المحرقي، وفيها كانت الرؤيا التى طالبت العائلة المقدسة بالعودة مرة أخرى إلى فلسطين مرورا بقرية «مير» ليستقر بهم المقام بالدير المحرق ويشتهر هذا الدير باسم «دير العذراء مريم» وتعتبر الغرفة أو المغارة التى سكنتها العائلة هى أول كنيسة فى مصر بل فى العالم كله وما إن دخلنا الدير من البوابة الرئيسية وجدنا سورا يحيط بالدير بالكامل على مساحة 22 فدانا، وقد بنى على غرار سور أورشليم، وتحركنا بعد دخولنا للدير حيث يوجد ساحة كبيرة بها مظلات لوسائل النقل المختلفة ومبنى خاص بإدارة الدير ثم مقر الكلية الاكليريكية «مدرسة الرهبان سابقا» التى تم افتتاحها عام 1922 وتحولت إلى كلية وتخرجت فيها أول دفعة عام 1977 وتختص بتخريج جيل من القساوسة لتغطية جميع الكنائس وشرح علوم الإنجيل بعد إعدادهم روحيا وعلميا.

وأضاف الأنبا مكسيموس أنه على بعد أمتار كانت البوابة الرئيسية الثانية وبها مجمع خدمات وفندق يستوعب نحو 500 زائر كما يوجد قصر الضيافة والذى أنشئ عام 1910 ومنه تحركنا حيث يوجد الحصن الأثري، مضيفا أن سبب تأسيس الدير فى هذا المكان لما له من أثر كبير حيث صار مأوى آمنا للمضطهدين فى العصر الرومانى وللمطرودين والفقراء عبر العصور.

مكانة الدير المحرق عند الأحباش

وأكد الأنبا مكسيموس أن للدير المحرق مكانة خاصة عند الرهبان الأحباش والذين عشقوا المكان واعتبروا ان الدير بجبل قسقام هو اورشليم الثانية لأن الكنيسة الأثرية هى البيت الذى عاش فيه المسيح عيسي، كما قامت الملكة منتواب بإنشاء كنيسة قسقام بأقليم جوندار بالحبشة وكان للأحباش كنيسة خاصة داخل الدير المحرق تضم نحو 40 راهبا حتى مطلع القرن العشرين ثم قل عددهم بعد استعمار إيطاليا للحبشة، وكانوا يأتون إلى الدير فى تجمعات سيرا على الإقدام للتبرك بالمكان.

الحصن الأثري

تحركنا باتجاه الكنيسة الأثرية وقبل المدخل بعدة أمتار وجدنا مبنى علمنا من الأنبا مكسيموس أنه الحصن الأثرى وأن تاريخه يرجع للقرن السابع أو الثامن الميلادى وهو من أصغر الحصون الموجودة فى الكنائس وقد تم بناؤه حماية للرهبان من غارات البربر. واتجهنا من الحصن الأثرى إلى كنيسة السيدة العذراء الأثرية المعروفة باسم كنيسة المار جرجس وبعد دخولنا من الباب وجدنا بعض الأوانى الفخارية التى يرجح أن استخدمتها العائلة المقدسة.

وداخل الكنيسة التقينا بالراهب القمص فيلوكسينوس المحرقى والذى أكد لنا أن الكنيسة الحالية بنيت على أنقاض كنيسة مار جرجس وبنيت فى أواخر القرن الـ18 وبها 3 مذابح الأوسط الرئيسى على اسم السيدة العذراء والبحرى على اسم القديس يوحنا المعمدان والقبلى على اسم الشهيد مار جرجس الروماني، وبها 3 مقصورات اثنتان للقديسة العذراء مريم الملكة بينما الثالثة رفات القمص ميخائيل البحيري، كما وجدنا ايقونات بالكنيسة عرفنا أنها رسمت بالفن البيزنطى فى آواخر القرن الـ19 بريشة الفنانين نقولا تاودورى ، ودمترى جرجس الأورشليميين. غادرنا الكنيسة القديمة وتحركنا باتجاه كنيسة السيدة العذراء الجديدة والذى أكد لنا الراهب القمص فيلوكسينوس المحرقى أنها تأسست عام 1940 واستكمل بناؤها كاملة بمنارتها فى عام 1964وبها أيضا ثلاث مذابح وتم تجديدها فى تسعينيات القرن العشرين ، وهناك عدة كنائس أخرى بالدير.

سالومى وأهم لوحة تاريخية

وفى كنيسة العذراء الجديدة وجدنا لوحة معلقة عرفنا أنها من أهم المقتنيات الأثرية التى توجد بالدير حيث تظهر بها العائلة المقدسة السيد المسيح والسيد العذراء ويوسف النجار و»سالومي» السيدة التى استعان بها يوسف النجار لمساعدة السيدة مريم فى الولادة ولكن حينما وصلت كانت قد وضعت بالفعل وحينها اكتشفت أنها مازالت بتول «عذراء» فقررت أن تبقى معها حتى نهاية حياتها لخدمتها وهو ما يفسر وجود سالومى وقدومها لمصر مع السيدة العذراء وتظهر اللوحة أن عمر السيد المسيح فى أثناء عودتهم من مصر كان بين عامين إلى ستة أعوام.

السلطان العثمانى يوقف أرضا للدير

وأضاف القمص فيلوكسينوس المحرقى أنه مر بعض الأتراك بالمنطقة التى بها الدير فى عام 1881 ميلادية وقام الرهبان بالدير بإكرامهم ثم سافر الوفد عائدا لتركيا ليلتقى الخليفة العثمانى حاكين له عن إكرام الرهبان لهم، فقرر رد الجميل فخصص لهم مساحة من الأرض كـ»وقف« وبعدها ذهب أحد الرهبان ليشكره وفى أثناء عودته بدأ يجمع التبرعات لبناء كنيسة بالدير.



المحطة الأخيرة دير درنكة والاحتماء من الفيضان

تركنا الدير المحرق وتوجهنا لدير درنكة باعتباره آخر المحطات فى رحلة العائلة المقدسة بحسب ما قاله عثمان الحسينى مدير الهيئة الإقليمية للتنشيط السياحى بأسيوط حيث تحركت العائلة المقدسة من القوصية لأسيوط لاستقلال مركب العودة الى القاهرة وفى أثناء وجودها بمنطقة دير درنكة حدث فيضان فلجأت لتحتمى بالمغارة الموجودة بالمكان كعادة المصريين القدماء مضيفا أن دير درنكة يشهد احتفالا سنويا فى الفترة من 8 أغسطس حتى 21 أغسطس ويزوره فيها ما يقرب من مليون زائر من المسلمين والمسيحيين بالإضافة إلى الوفود الأجنبية خاصة من الحبشة وتم بناء كنيسة بجوار المغارة فى القرن الأول الميلادى ثم تحولت لدير فى القرن الرابع الميلادى واشتهر بدير الرهبان «النساخ» لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها، ويوجد بالدير مغارتان بجوار المغارة الأصلية وكنيسة أثرية تعرف باسم كنيسة المنارة يعود تاريخها لنحو 600 عام بنيت على أنقاض الكنيسة القديمة. ويقول راهب دير درنكة القمص لوقا أنه عقب رحيل العائلة المقدسة متجهين إلى القاهرة تحولت المغارة إلى مكان روحانى مبارك لدى نفوس سكان المنطقة الذين شعروا بقدسية هذه الشخصيات ومع دخول المسيحية مصر منتصف القرن الأول الميلادى بدأ المسيحيون الأوائل فى تتبع مسار رحلة العائلة المقدسة فى حدث غير مسبوق وتحول المكان إلى كنيسة وبعدها إلى دير واشتهر بالقلايات والتى ينقطع فيها الرهبان وهى بمثابة اختبار لقدرتهم على التحمل والعبادة. ووجدنا أثناء الرحلة وفودا شبابية تصل لنحو 150 من شباب مركز محافظة أسيوط تم تنظيم رحلات لهم للتعرف على آثار بلدهم وتنشيط السياحة الداخلية تحت برنامج «الحضارة المصرية بين الماضى والحاضر» بحسب ما أكده أحمد محمد مدير عام البرلمان والتعليم المدنى بمديرية الشباب والرياضة بأسيوط. أما رحلة العودة من مصر إلى فلسطين فكانت عن طريق:منف المعادي، مصر القديمة، المطرية، مسطرد، ثم واصلت العائلة نفس مسار المجئ حتى عادت إلى فلسطين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق