مياه النيل مسألة حياة أو موت .. وهى خط أحمر لأمن مصر القومى
مصر سعت لزيادة قدرتها العسكرية لمواجهة الخلل فى التوازن الإستراتيجى بالمنطقة
موقفنا تجاه قطر حاسم ومطالبنا واضحة وأمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمننا القومى
نعمل فى الوقت الحالى على تدشين قناة إعلامية كبرى تنافس القنوات العالمية
سنتحرك لتعديل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليشمل حق مواجهة الإرهاب
قبضنا على إرهابى أجنبى فى حادث الواحات.. وإعلان التفاصيل إعلاميا
هناك جهات تعمل على ضرب السياحة عندنا.. واقتصادنا لن يعتمد عليها مستقبلًا
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه سيقوم خلال الشهرين المقبلين بتقديم كشف حساب حول ما تم إنجازه خلال الفترة الأولى من الرئاسة، وبعد ذلك سيتم التفكير فى الترشح لفترة ثانية، مشيرا إلى أن رد فعل المصريين إزاء كشف الحساب هو الذى سيحدد إذا ما كان سيترشح لفترة ثانية.
وقال الرئيس إنه «بعد تقديم كشف الحساب من حق المصريين أن يختاروا من يأتى للحكم مرة أخرى وسأتمنى لأى شخص التوفيق إذا رغب المصريون فى ذلك .. والحكم سيكون للمصريين».
وأضاف أن المصريين قادرون على مواجهة أى تحد مهما كان حجمه ما دام هناك اصطفاف مصري، مشيرا إلى أن الحالة الوحيدة التى سيشعر فيها بالقلق هى حالة عدم وجود هذا الاصطفاف مؤكدا أنه لا يخشى أى تحديات خارجية.
جاءت تصريحات الرئيس خلال لقائه مع مجموعة من ممثلى وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية على هامش فعاليات منتدى شباب العالم، حيث تحدث الرئيس حول الشأن الداخلى المصري، والأوضاع الاقتصادية والسياسية والحزبية، وعلاقات مصر العربية والإقليمية والدولية، وقضية سد النهضة، فضلا عن ملف الإرهاب والأوضاع فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تجديد الخطاب الدينى والأوضاع الأمنية، ودور وسائل الإعلام فى الفترة الحالية، وتطوير وتحديث الجيش المصري، وأمن الخليج.
وشدد الرئيس على أنه ضد تعديل المادة المخصصة للرئيس بالدستور والخاصة بالانتخابات. وأكد أن التجربة خلال السنوات الماضية كانت قاسية وخلقت أمرا فى غاية الأهمية وهو فقدان الثقة، مشددا: »أنا لا أتطلع لسلطة والأحزاب كثيرة«، مطالبا: »أعملوا دعوة لدمج المائة حزب حاليا فى 10 أو 15 حزبا ليقوى وتقوى الحياة السياسية«.
وفى إطار رده على تساؤل وكالة أسوشيتد برس الأمريكية حول ما أبرمته مصر مؤخرا من صفقات لشراء أسلحة متطورة، أكد الرئيس أن مصر سعت إلى زيادة قدرة جيشها والحصول على أسلحة حديثة لمواجهة الخلل فى التوازن الاستراتيجى الذى حدث فى المنطقة العربية، مع حدوث الصراعات فى سوريا وليبيا واليمن، ولمواجهة ما تتعرض له مصر من عمليات إرهابية، حيث تحارب مصر الإرهاب نيابة عن العالم.
وقال الرئيس إنه كلما تطورت الأمور بالنسبة لداعش فى سوريا والعراق كلما كان هناك تحرك متوقع للعناصر الإرهابية إلى منطقة أخرى فيها ظروف مواتية لها، أو تكون فيها ميليشيات مسلحة، وبالتالى لابد أن تكون القوات المسلحة جاهزة لمواجهة أية عناصر إرهابية تتسلل عبر الحدود. وأضاف الرئيس أن الدول الأوروبية أصبحت تدرك ما يمثله عدم الاستقرار فى ليبيا على أمنها.
وأشار الرئيس إلى ضرورة أن تكون لدينا قدرات عسكرية لمواجهة الخلل الذى حدث بالمنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب ،مشيرا إلى انه كلما تطورت الأمور فى اتجاه التخلص من داعش فى سوريا وليبيا والعراق سينتقلون إلى المنطقة الغربية وسيناء فى مصر.
وأوضح أن هناك جهدا كبيرا يبذل لتأمين الحدود على طول 1200 كم ، بالاستعانة بالقوات الجوية، مشيرا إلى أن الوضع فى سيناء حقق نجاحا كبيرا، معربا عن حرص القوات المسلحة أثناء هذه العمليات على ألا يتعرض المدنيون الأبرياء لأى ضرر، مؤكدا أن مواجهة الإرهاب فى سيناء ليست على حساب الأبرياء.
وحول حادث الواحات الإرهابي، أكد الرئيس أنه كان لابد من تصفية الموقف فى هذه المنطقة، مشيرا إلى أن البؤرة التى نفذت العملية الأخيرة تمت تصفيتها عدا شخص واحد غير مصري، تم إلقاء القبض عليه حيّا وسيتم الإعلان عن هذا الحدث إعلاميا مع بث اعترافاته، وهو الشخص الوحيد الباقى من الـ 14 إرهابيا.
وأضاف أن مصر تخوض حربا جديدة، وهى حرب »الجيل الرابع والخامس«، كاشفا عن أن »المكان الذى تمت فيه حادثة الواحات لم يكن فيه اتصالات«، وتساءل: »كيف يمكن إصدار بيانات سليمة ونحن لا ندرى كافة المعلومات«، مطالبا بمراعاة الدقة أثناء التعامل مع أحداث العنف.
وأشار الرئيس إلى أن الإرهاب يمثل أخطر آفة، مشيرا إلى أن الدولة تتحمل تكلفة مالية كبيرة فى مواجهته تعد أكبر من تكلفة الحرب النظامية، مضيفا أنه تم تدمير أكثر من 1200 سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة خلال الفترة الماضية ، كما تم بالأمس فقط تدمير 10 سيارات محملة بالأسلحة والأفراد والذخائر.
وطالب الرئيس وكالات الإعلام الأجنبية بإدراك أن مصر فى حرب نيابة عن العالم كله، مشيرا إلى أن مصر لا تتعامل بازدواجية فى ملف الإرهاب كما تفعل بعض الدول الأخرى لتحقيق أهداف سياسية.
وردا على سؤال محطة »بى بى سي« البريطانية حول رؤيته إزاء التطورات الأخيرة على الساحة السعودية لمكافحة الفساد، أكد الرئيس أنه يثق تماما فى قيادات المملكة العربية السعودية، وفى قدرتها على التعامل مع الأوضاع الداخلية وإدارة الأمور بحكمة وعزم، مشيرا إلى أنه لا يمكن اتخاذ أى إجراء فى السعودية إلا وفقا للقانون، قائلا: »كما أننى أثق فى قيادات المملكة ولا يمكن أن يتم عمل فى السعودية إلا وفقا للقانون«، والوضع فيها مستقر وتحت السيطرة تماما.
وحول الأوضاع فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ، قال الرئيس إن ما حدث فى السنوات السبع الماضية أخرج العراق وسوريا وليبيا واليمن من المعادلة بشكل أو بآخر وبالتالى حدث خلل فى التوازن الإستراتيجى فى المنطقة، ويجب ألا يحدث فراغ يؤثر على أمننا واستقرارنا، وبالتالى كان لابد أن تكون لدينا معدات عسكرية لمجابهة الإرهاب الذى نرى أنه لا ينحصر فى المنطقة حتى بعد حملة استمرت 3 سنوات فى سوريا والعراق بتحالف من اقوى دولة فى العالم، ولابد أن نكون قادرين على التعامل مع الخطر المباشر على مصر.
وأضاف السيسى أنه لابد أن تكون لدينا قدرات عسكرية تعادل الخلل الذى حدث فى المنطقة وأيضا لمواجهة الإرهاب، وكلما نجحت الأمور فى سوريا والعراق للقضاء على الإرهابيين ستتحرك هذه العناصر وستلجأ إلى منطقة أخرى فيها ظروف ضعيفة وهناك ميليشيات متطرفة بالفعل ويبدأ تحركهم إلى دول الجوار وإلى أوروبا.
وحول القضية الفلسطينية وصفقة القرن، قال الرئيس السيسى إن دور مصر ثابت لإيجاد حل يحقق للمواطن الفلسطينى الأمل الذى تأخر كثيرا والمصالحة كانت أحد العناصر المهمة لاستئناف عملية السلام لأن التحرك فى عملية السلام يحتاج إلى عودة الأمور إلى ما قبل 2005 بأن تكون الضفة وقطاع غزة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وتفتح المعابر مرة أخرى لتخفيف الضغط على سكان القطاع فى غزة وحتى لا تتزايد حالة التطرف فى غزة.
وأكد السيسى أنه لا يمكن لأحد أن يتصور أن يقدم أحد شبرا من أرض مصر ولا يمكن حل القضية على حساب مصر ولا أستطيع أنا أو غيرى التفريط فى متر من أرض مصر وشعب مصر لن يسمح لأحد بالتفريط فى متر من أرضها ومن يفكر فى ذلك سيترك السلطة فورا والقوات المسلحة موجودة لحماية أرض مصر.
وأضاف الرئيس السيسي: »أتصور أن تكون هناك مبادرات لحل القضية الفلسطينية فى إطار الأراضى الفلسطينية والمرجعيات الدولية ولن يكون الحل على حساب مصر أو غيرها«.
وحول العلاقات مع إيطاليا بعد حادث الباحث الإيطالى جوليو ريجيني، أكد الرئيس السيسى أن مصر حكومة وشعبا حريصة على دعم العلاقات مع إيطاليا، وهى أول دولة فى العالم ساندت مصر بعد ثورة 30 يونيو، كما تربطها علاقات اقتصادية وثيقة بمصر.
وقال إن مصر حريصة على كشف غموض قضية الباحث الإيطالى ريجينى بكل الشفافية، وبالتعاون بين القضاء المصرى والإيطالي، وأشار الرئيس إلى أن حادث ريجينى وقع أثناء وجود وفد اقتصادى إيطالى فى مصر والذى قطع زيارته بعد الحادث مما يثير التساؤلات.
وحول العلاقات المصرية الروسية وعودة السياحة ومحطة الضبعة، قال الرئيس إنه ليست هناك علاقة بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وبين إقامة محطة الضبعة النووية.
وأوضح أنه يقدر تماما الموقف الروسى فى قضية السياحة وحرص القيادة الروسية على سلامة مواطنيها، وإننا لم نلح على هذه العودة، ونقول إن أى دولة تريد الاطمئنان على مواطنيها الذين يريدون القدوم لمصر للسياحة فليأت ممثل لها ليشاهد الإجراءات الأمنية القوية فى المطارات المصرية.
وأوضح الرئيس أن هناك جهات تعمل على الإضرار بمصر من خلال ضرب السياحة التى تعد مصدرا مهما للدخل القومي، ويمكن رصد ذلك على مدى 30 عاما مضت حيث إن أى عمل إرهابى واحد يؤثر سلبا عليها، مضيفا أن الدولة المصرية لن تسمح بحدوث ذلك وهز الاقتصاد المحلي، وذلك لأن الاقتصاد المصرى لن يعتمد مستقبلا على السياحة.
وردا على تساؤل حول دور الدولة فى الرقابة على الأسعار، أشار الرئيس إلى أنه عندما بدأ فى معالجة ملف الأسعار كانت هناك تراكمات كبيرة تحتاج إلى جهود ضخمة كى تنضبط ، مؤكدا أن هناك حالة عدم انضباط بين التجار الذين يرغبون فى تحقيق مكاسب كبيرة.
وأكد أهمية وجود آليات سوق حقيقية فى مصر من خلال منافذ بيع بشكل حديث ومتطور، مشيرا إلى أن تفعيل هذه المنظومة المتكاملة سيأخذ وقتا، فى الوقت الذى يتم فيه تنفيذ سلاسل محلات تجارية ضخمة لتشكل سوقا موازية ستسهم بشكل كبير فى خفض الأسعار.
وحول تحرير سعر الصرف، أكد الرئيس السيسى أن الإجراءات الاقتصادية التى تم اتخاذها كانت صعبة للغاية إلا أنه كان يراهن على ذكاء الشعب المصرى ، مشيرا إلى أنه يتوقع انخفاض سعر الدولار أمام الجنيه خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن الإجراءات الاقتصادية كان لها مردود قوى على توفير العملة الأجنبية والوفاء بمتطلبات الدولة ، كما ارتفع الاحتياطى النقدى إلى 37 مليار دولار.
وردا على تساؤل إحدى المشاركات فى الجلسة حول أهمية زيادة تمكين المرأة فى المجتمع، أكد الرئيس أن حجم القوانين التى أصدرتها الدولة هائل وتعكس حرص الدولة على حماية المرأة والأطفال والأسرة.
وحول تشديد الإجراءات الأمنية لحماية الإخوة المسيحيين فى أعيادهم السنوية، أكد الرئيس أن الدولة تبذل جهودا ضخمة غير معلنة ، مشيرا إلى أن حادث الواحات كان بالقرب من دير الريان وأن الدولة تقوم بضربات استباقية لمنع تنفيذ أى عمليات إرهابية لاحقة.
وحول قضية سد النهضة، أكد الرئيس أن مصر تنظر إلى قضية مياه النيل باعتبارها مسألة حياة أو موت، وهى خط أحمر بالنسبة لأمن مصر القومي. وأضاف أن مصر تتفهم وتقدر احتياجات التنمية فى دولة إثيوبيا إلا أنها فى نفس الوقت لن تتناول عن حقها فى مياه نهر النيل.
وردا على تساؤل حول الخطوات المقبلة لتعزيز التعاون مع الصين وفرنسا، قال الرئيس إن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لها قانون خاص ، مشيرا إلى أن الدولة عرضت أن تكون هناك منطقة للجانب الصينى ومنطقة للجانب الروسى فى المنطقة الاقتصادية، مشيرا إلى أن مصر تمثل النافذة الطبيعية لإفريقيا من خلال موقعها. وأكد أن العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطوراً مستمراً، ومصر حريصة على تطوير هذه العلاقة بشكل مستمر.
وفيما يتعلق بأمن الخليج قال الرئيس إن ما حدث فى المنطقة خلال السنوات الماضية خلّف ما بها الآن من إشكاليات وتحديات حالية، مشددا على أن الأمن القومى العربى والخليجى جزء لا يتجزأ من الأمن القومى لمصر وأى تهديد للأمن القومى العربى تهديد لأمن مصر. وشدد على أن مصر تدعم أشقاءها فى الخليج، مطالبا بعدم التدخل فى شئون الدول العربية أو ما يمس استقرار الأوضاع فى السعودية والكويت والإمارات والبحرين.
وبالنسبة للأزمة مع قطر ، قال الرئيس إن موقف مصر تجاه قطر حاسم ومطالبها واضحة، مشددا على أن الدول الأربع مستمرة فى مواقفها حتى تحقيق مطالبها.
وردا على تساؤل حول التعامل الإعلامى مع العمليات الإرهابية فى مصر، قال الرئيس إن مصر آمنة وأى دولة فى العالم تريد الاطمئنان على سلامة الإجراءات الأمنية فى مصر نرحّب بها، مشددا على أنه يتم التحرك لزيادة الأمن والاستقرار ليس من أجل عودة السياحة الروسية فقط، وإنما لجعل مصر مستقرة. وأضاف الرئيس أن هناك عمليات إرهابية تحدث فى دول أخرى ولا يتم التعامل معها إعلاميًا مثل التعامل مع ما يحدث فى مصر.
وأعلن الرئيس أنه يتم حاليا تدشين قناة إعلامية كبرى فى مصر على غرار القنوات العالمية، وهذا الأمر سيستغرق وقتا لكننا ماضون فيه. وطالب الإعلاميين والصحفيين والكتاب ووسائل الإعلام بأن يضعوا صورة كاملة لحقيقة الأوضاع أمام الشعب المصري، وقال إن مصر عاشت 7 أعوام من الثورة، والإنتاج توقف لفترات طويلة، وأن مصر تسير الآن وفق خطة تنمية طموحه.
وحول العلاقات مع السودان، أشار الرئيس إلى أن السياسة الخارجية المصرية تتسم بكثير من الصبر والهدوء، مشددا على حرصه أن يعيش المصريون بأقل حجم من القلق وسياسة خارجية تتسم بالهدوء. وطالب بتذكر ما حدث أيام حرب 67، حين كان الاقتصاد »اقتصاد حرب«، ونحن لم نفعل ذلك الآن، مضيفا: »هناك تحسن ملحوظ وكبير فى الاقتصاد المصرى وهناك مشروعات كثيرة فى الإنتاج الزراعى والحيوانى والسمكى سيتم افتتاحها الشهر المقبل«.
وحول ملف تجديد الخطاب الدينى ، شدد الرئيس على أن تجديد الخطاب الدينى يحتاج قناعات ولو وجدت لن يستغرق أمر تجديد الخطاب الدينى وقتا طويلا، مشيرا إلى أن تجربة مصر تجاه الخطاب الدينى مختلفة وستكون تجربة جديرة بالرصد والتحليل.
من جهة أخري، أكد الرئيس أن مصر تتحرك لتعديل الإعلان العالمى لحقوق الإنسان ليشمل حق مواجهة الإرهاب. وحول إعلان عام 2018 عامًا لذوى الاحتياجات الخاصة، قال إن كل المدن الجديدة التى يتم تنفيذها حاليا فى مصر ستكون وفقا للمعايير العالمية، وتم الوضع فى الاعتبار الاشتراطات الخاصة بذوى القدرات الخاصة.
وتطرق الرئيس ، خلال اللقاء، إلى العلاقات المصرية الأمريكية ردا على أحد التساؤلات فى الجلسة ، حيث أكد أن العلاقات طيبة وإستراتيجية ويتم تبادل الزيارات للتحدث فى مختلف مجالات التعاون المشتركة.
رابط دائم: