دومينيك ستراوس كان..مايكل فالون.. بيل كوسبي..كيفين سبيسي.. هارفي وينستين .. بين أفليك.. وغيرهم الكثير والكثير من الشخصيات التي دفعت الثمن غاليا جراء لحظة تهور لا أخلاقية، انتهكوا فيها القواعد وتحرشوا أو اعتدوا على فتيات وسيدات وقعن في طريقهم بالصدفة، ليواجهوا رحلة السقوط المدوي من أعلى قمة النجاح السياسي والفني.
خلال الأيام الماضية، انهارت مجموعة من كبيرة من نجوم وأساطير هوليوود على صخرة «التحرش»، وخسروا مكانتهم في قلوب جماهير عريضة ولم يشفع لهم مشوارهم الفني المكلل بالجوائز والتكريم والإبداعات.
ربما يكون الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون هو أهم وأشهر من واجه اتهامات سواء بالتحرش أو الاعتداء الجنسي، ففي عام ١٩٩٨، أصاب العالم حالة من الذهول وهو يتابع التفاصيل الشيقة لما وصف آنذاك بـ»السلوك غير اللائق» لكلينتون مع مونيكا لونيسكي المتدربة السابقة في البيت الأبيض. وعلى الرغم من أن الرئيس الأسبق واجه الكثير من اتهامات التحرش على مدار تاريخه، فإن هذه الواقعة كادت أن تطيح به من على عرش البيت الأبيض، ولكنه نجا بأعجوبة، فلم تنجح أزمة لوينسكي في الإطاحة به من على القمة، فأداء إدارته الاقتصادي وما حققه من إنجازات وكاريزميته الطاغية كانا أقوى من أي اتهامات، خاصة وأن الجميع اعتبر أن هذه الواقعة الشائنة تمت بـ»التراضي» بين الطرفين، وبالتالي فإن كلينتون كان يواجه اتهامات بـ»الكذب» وليس التحرش. ولكن لايتمتع الجميع بحظ كلينتون الوافر، ففي عام ٢٠١١، عاش العالم تفاصيل قصة الانهيار الكبير للسياسي والخبير الاقتصادي الفرنسي دومينيك ستراوس كان الرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، والذي فقد مستقبله وتاريخه المهني على يد خادمة في أحد فنادق نيويورك اتهمته بالتحرش والاعتداء عليها، ليسقط من على العرش، وتتوالى الاتهامات له بالتحرش الجنسي بعدد من الفتيات.
كما لاقى مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني المقال نفس مصير ستراوس كان، قبل أيام قليلة، فقد اضطر للاستقالة من منصبه بعد اتهام إحدى الصحفيات له بمحاولة تقبيلها عنوة في عام ٢٠٠٣، لتكون هذه هي القشة الأخيرة في حياته المهنية الحافلة.
وعلى الرغم من أن الساحات الفنية شهدت على مدار العام الماضي سقوط النجم التليفزيوني الشهير بيل كوسبي نجم المسلسل الشهير «ذا كوسبي شو»، والذي تم عرضه على مدار عقود في مختلف تليفزيونات العالم، وجسد من خلاله دور الأب المثالي، إلا أن اتهام الكثير من الممثلات له بالتحرش بهن، دفعته لإنهاء حياته الفنية بين قاعات المحاكم. ولم يكن هناك سقوط مدو يتجاوز فداحة سقوط منتج هوليوود البارز هارفي وينستين، ولم تكن كارثة وينستين مجرد فكرة تحرشه بعدد ضخم من الممثلات الشهيرات والمبتدئات، ولكن المأساة تكمن فيما أعقب سقوطه من سلسلة عنيفة من الفضائح الجنسية التي قضت على مستقبل العديد من نجوم وأساطير هوليوود، ليستيقظ العالم يوما بعد الآخر على اعتراف أحد النجوم البارزين، أو حتى اعتذاره، عن تورطه في فضيحة تحرش في مرحلة ما من تاريخه الفني المشرق، لتخيم سحابة من الظلام المفاجئ على هذا النجم الذي يخبو بين ليلة وضحاها من سماء هوليوود.
ولم يكن هناك أسوأ من فضيحة تحرش نجم الأوسكار كيفن سبيسي بطل «الجمال الأمريكي» بصبي قاصر لم يتجاوز الـ١٤ عاما، حتى وإن كان قد مر على هذه الواقعة أكثر من عشر سنوات. وتسببت الأزمة في وقف تصوير مسلسله الشهير «منزل من الكروت» والرغبة في محو تاريخه الفني نهائيا.
فقد كشفت فضائح وينستين عن الوجه القبيح لهوليوود، التي روجت للحلم الأمريكي البراق في مختلف أنحاء العالم، فها هو المنتج الشهير والبارز يستغل الفتيات جنسيا في مقابل وضعهن على أول درجة في سلم المجد والشهرة. ويبدو أن هذه الفضيحة المدوية أيقظت النجمات والعاملات في صناعة السينما ، واللاتي بدأن في الاعتراف وتوجيه الاتهامات الواحدة تلو الأخرى إلى نجوم هوليوود وصناعها ، ليسقط قناعة المثالية عن الوجوه ويواجه كل نجم منهم أخطاءه الشائنة. الطريف في الأمر، أنه على مدار هذه الأعوام الطويلة لم يخش أي نجم سياسي أو فني أن ينفضح أمره، بل اعتبر انتهاكاته المشينة أمرا تقليديا مباحا له سواء بسبب نجوميته أو أنه أمر طبيعي مسموح به مع أي امرأة في طريقه.
رابط دائم: