متابعة ما يدور حاليا فى العاصمة الأمريكية قد يترك انطباعا بوجود حملة تستهدف اقتلاع الرئيس ترامب من البيت الأبيض. فمن خلال مقابلتين صحفيتين شن الرئيس السابق لوكالة المخابرات المركزية الـ «سى.أى. إيه» جون برينان وجيمس كلابر خبير الجاسوسية المتقاعد، وكلاهما من رجال الرئيس أوباما، هجوما شرسا على ترامب.
ولايُخفى كل من برينان وكلابر استيائهما من موقف ترامب منذ وصوله للسلطة من أجهزة المخابرات الأمريكية ورغبته فى الحد من تمويلها، وهجومه على قياداتها وتشبيه إياهم بالنازيين بسبب ملاحقتهم لحملته الانتخابية، واتهامهم بالتنصت عليه بدون سند قانونى، وهو ما أنكره القائمون على هذه الأجهزة.
يقول برينان إن ترامب يختلف عن الرؤساء السابقين فى تسرعه بالتصريحات والأفعال قبل أن يفكر، وأنه عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالأمن القومى ياخذ فى الاعتبار مصلحته الشخصية وليس مصلحة أمريكا. كما وصفه بأنه عديم الخبرة فى مجال العلاقات الدولية وغير قابل للتعلم. وتتزامن هذه الحملة السياسية مع التحقيقات التى يجريها المحقق الخاص بوب موللر حول تلك الادعاءات. وقد أحدثت هذه التحقيقات ضجة كبيرة بتوجيهها اتهامات لبول مانافورت المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية للرئاسة، ولشريكه ريتشارد جيتس، ومن قبلهما جورج بابادوبلوس الذى عمل أيضا ضمن الحملة الانتخابية. وقد نجحت النيابة فى الضغط عليه والحصول على معلومات تساعدها فى توسيع نطاق التحقيقات.
ويمثل مانافورت نجم هذه التحقيقات حتى الآن حيث وجهت إليه النيابة اثنتى عشرة تهمة. كما أصدر القاضى قرارا باستجواب محاميه فى إجراء استثنائى قد يكشف عن المزيد من الأسرار التى يخفيها المتهم عن أنشطته وعلاقاته.
كشفت التحقيقات مع مانافورت عن شى ء آخر مهم هو فساد جماعات الضغط التى تتلقى أموالا من حكومات خارجية لتمثيل مصالحها فى واشنطن. فعبر عقود طويلة عمل مانافورت مع حكام من أمثال فرناندو ماركوس وموبوتو سيسى سيكو.
التهم الموجهة لمانافورت تتعلق أساسا بجرائم غسل أموال وانتهاك قوانين البنوك وجماعات الضغط الفيدرالية. ومن غير المتوقع حتى الآن أن تسفر عن إدانة حملة ترامب الانتخابية، لكنها مؤشر خطير على صعود مايسمى بالـ»كليبتو قراط»، وهى اصطلاح يونانى يعنى حكم اللصوص.
> كاتبة صحفية مقيمة فى واشنطن
رابط دائم: