الانتهاكات كثيرة ومتنوعة، وعلى سبيل المثال، هناك انتهاك الحقوق التاريخية للحكام
ببلدنا على مر العصور، ففى المقال الرائع للدكتور مصطفى الفقى بعنوان «قرن على تولى فؤاد الأول عرش مصر»، ذكر أنه حكم البلاد قرابة العشرين عاما وله إنجازاته القيمة مثل إنشاء جامعة فؤاد الأول، التى تغير اسمها إلى جامعة القاهرة، وإنجازات أخرى مثل إنشاء وتطوير المتاحف والفنون وغيرهما، وهذا لا يعنى أنه كان لامعا فى كل حياته، حيث إن له أيضا إخفاقاته، ولكنه لم يأخذ حقه التاريخى بكل ما له وما عليه، وهذه حقائق مجردة، وأيضا هناك غيره الكثيرون من الحكام، والأمانة تقتضى ذكر الإنجازات والإخفاقات، على حد سواء بدقة، فهذا تاريخ مصر الذى نبنى من خلاله جدار الثقة دون انتهاكات، لتوعية الأجيال الحديثة به، فهم فى أشد الحاجة لقراءة ودراسة تاريخ بلدهم. وأضم صوتى إلى صوت د.مصطفى الفقى، بدعوة أساتذة التاريخ السياسى وخبراء نظم الحكم المعنيين بتطور النظام السياسى المصرى الحديث إلى كتابة تاريخ الملك فؤاد، بتجرد وموضوعية ودون مؤثرات أو ميول أخرى، بالإضافة إلى باقى الملوك والرؤساء مع تفعيل دور الأجهزة الرقابية فى هذا المجال، للحد من الكتابة على الأهواء، والتشويه فى تدوين التاريخ، ولن أنسى فى عهد ما بعد الملكية المنظر المضحك، فى التشويش (الشخبطة) على صورة الملك فاروق فى الأفلام المصرية القديمة، وكأنها صورة قبيحة لعهد مظلم!.
مجدى حلمى ميخائيل ـ النادى الدبلوماسى المصرى
رابط دائم: