حبسوا أنفاسهم 13 يوما وتفقدوا مقابر الأسرة فى القرية، استعدادا لوصول الجثمان فى أى لحظة محتملة، وفجأة انطلقت صيحاتهم وحناجرهم مهللة مكبرة فرحة بعد إعلان تحرير ابن قريتهم.
لحظات عصيبة عاشها 20 ألف نسمة من أبناء كفر نعمان التابعة لمركز ميت غمر، تبدلت فجأة إلى ليلة حافلة وعمت الأفراح والزغاريد، وتجمع العشرات عند منزل أسرة البطل لتقديم التهانى لأسرته، وأطلق عدد من أهالى القرية الألعاب النارية وأذاعت مكبرات الصوت بالمساجد الخبر وتبادل الجميع التهانى وكأنه ابنهم جميعا .
وقال الحاج حامد سويلم، كبير أسرة الجوهرى بالقرية وجد النقيب محمد الحايس لـ(الأهرام)، إنهم عاشوا أياما صعبة وكان والداه لا يتناولان الطعام، وفى البداية كنا ننتظر جثمانه ونرتب المدفن لكننا استبشرنا خيرا ودب الأمل فينا، خاصة بعد أخبار عمليات الثأر للشهداء فى طريق الواحات وكانت لديهم قناعة بأن الرئيس عبدالفتاح السيسى لن يفرط أبدا فى أبنائه، وسيسعى بكل ما أوتى للوصول إلى محمد وإنقاذه من مخالب التكفيريين، مشيرا إلى أنه كان بجانب والد البطل عندما أبلغه فى كلمة واحدة بأنه بخير ولم يفق من الصدمة ثم كلمه بعدها بفترة قبل دخوله غرفة العمليات ومعه كل الحق، فقد كان كل أمله العثور على جثة ابنه ليدفنها فأنعم الله علينا به حيا يرزق .
من ناحيته أعلن الدكتور أحمد الشعراوى محافظ الدقهلية، أنه سيجرى استقبال النقيب محمد الحايس فور تماثله للشفاء بمبنى المحافظة، وسيتم إطلاق اسمه على إحدى المدارس، مثمنا دور الدولة ونجاح قوات الشرطة بالتنسيق مع القوات المسلحة فى عملية عودة الحايس. وبلغة السعداء الفرحين قال إبراهيم بشير أحد أصدقاء طفولة محمد الحايس فى كفر نعمان وصاحب محل إنه لا يصدق نفسه من الفرحة بعد أن سمع الخبر من مساجد القرية، حيث تجمع كل أهالى القرية عند منزل الأسرة للاحتفال بعودته المظفرة.
وأضاف بشير أن محمد عاش طفولته فى القرية وهو شخص متواضع وبسيط ولا يقصر فى خدمة أى أحد من أبناء القرية.
وأكد الحاج عبد العظيم، صديق محمد وجاره فى القرية، أن الحياة دبت من جديد فى كفر نعمان بعد الخبر السعيد.
وقال محمود أنور أبو السعود، أحد أقارب النقيب محمد الحايس: «روحنا رجعت لنا تاني.
رابط دائم: