بعد إعادة صياغة البند الذي يسمح لهم بالتحرر من الالتزام ـ أقرت حكومة ألمانيا مذكرة تفاهم خاصة بصفقة الغواصات مع إسرائيل والتى ستشتري إسرائيل بموجبها ثلاث غواصات من طراز « دولفين» إضافة إلى الغواصات الست التي اشترتها حتى الآن (خمس وصلت والسادسة قيد البناء). وتبلغ قيمة الصفقة نحو 2 مليار يورو، تسهم فيها حكومة ألمانيا بنحو نصف مليار يورو.
وسبق أن صيغت مذكرة التفاهم قبل نحو عام ونصف، ولكن مع فتح التحقيق في إسرائيل في قضية الغواصات وشبهات الفساد التى حامت حولها أجلت ألمانيا المرة تلو الأخرى التوقيع وطلبت الاطلاع على تطورات التحقيق
واصطدمت المستشارة الألمانية أنجيلا باعتراض كثير من المسئولين على المذكرة التي وقعت في نهاية المطاف بعد توسيع فقرة التقييد التي تسمح للألمان بالتراجع عن الاتفاق في حالة ظهور فساد فيه. وهكذا وبرغم معارضة إسرائيل أضافت برلين إلى الاتفاق تغييرات تقول إن الصفقة لن تتم طالما ظلت التحقيقات فى إسرائيل مستمرة .
كما أن ألمانيا تحتفظ لنفسها بالحق التراجع عن الصفقة حتى لو انتهت التحقيقات من دون شيء أو بظهور فساد جوهرى أى يحتفظ الألمان لأنفسهم بالحق في تفسير نتائج التحقيق والمحاكمات التي ستتم بعده، وفقا لفهمهم وإلغاء الاتفاق كما يريدون.
كانت تطورات مهمة قد ظهرت فى يوليو الماضى فى قضية صفقة الغواصات أو ما يعرف بالملف 3000 التى ورد فيها اسم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو ، حينما ظهرت تسريبات حول توصل الشرطة إلى اتفاق يصبح بمقتضاه المتهم الأول في القضية وكيل شركة إنتاج الغواصات الألمانية في إسرائيل شاهد ملك الأمر الذي يمنحه الحصانة مقابل موافقته على تقديم ما يمكن أن يدين الآخرين
وتعتبر قضية فساد صفقة الغواصات من القضايا المهمة لما تمثله من حساسية ومساس بنزاهة المسئولين فى إسرائيل ، وقد طالت الشبهات ابرائيل بار يوسف، الذي عمل مستشارا لمجلس الأمن القومى، وكان مرشحا من قبل نيتانياهو لتولي رئاسة المجلس، وهو الآن قيد الاعتقال، والجنرال تشينى ماروم الذى كان يشغل منصب قائد سلاح البحرية الاسرائيلية عام 2011، وهو الآن قيد الاعتقال أيضا، ولكن الخطير فى هذه القضية هو رائحة الفساد التي تنبعث من مكتب نيتانياهو وتهدد بقاءه فى الحكم حيث أن أهم المتورطين فى القضية وهو المحامى ديفيد شمرون المقرب من نيتانياهو، وممثله القانونى، وتربطهما صلة قرابة متهم بالتواطؤ مع وكيل الشركة الألمانية، فضلا عن ان يتسحاق مولخو من كبار المقربين من نيتانياهو، يعتبر أيضا أحد المتورطين في الصفقة، كل هذه الأمور دفعت الكثيرين لمطالبة نيتانياهو بتجميد عمله والتوقف عن ممارسة مهام منصبه لحين الفصل فى القضية خاصة بعد الاتهامات المباشرة التى وجهها إليه وزير الدفاع الأسبق موشيه يعلون بتورطه فى قضية الفساد هذه . ألمانيا من جهتها، في أول رد فعل لها أعلنت تجميدها الصفقة إلى أن تتضح الأمور، حيث إن المانيا كانت قد التزمت بإلغاء الصفقة إذا ما اتضح أنها تنطوى على شبهة فساد.
رابط دائم: