رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل إخبارى
انسحاب بارزانى.. ومصير كردستان العراق

أسماء الحسينى
خيبت تداعيات وردود الأفعال حول استفتاء الانفصال فى إقليم كردستان العراق آمال وطموحات مسعود بارزانى رئيس الإقليم، بل ووضعته فى موقف لا يحسد عليه، إما الخروج والاعتراف بالهزيمة السياسية، التى ستكون أسوأ خاتمة لمسيرة زعيم ومناضل كردى، عاش عقودا حافلة من حياته مدافعا عن حق شعبه فى الحكم الذاتى والاستقلال، أو اللجوء إلى الانسحاب الجزئى التكتيكى بعدم تجديد رئاسته للإقليم التى ستنتهى غدا، وتفويض صلاحياته لسلطات الإقليم الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.

والحقيقة التى يسجلها التاريخ على مسعود بارزانى أن الموقف فى الإقليم تراجع بعد تاريخ استفتاء الخامس والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٧ ، عما كان عليه قبل هذا التاريخ كثيرا، وأن الوضع تفاقم بعد معارك كركوك وانسحاب قوات البيشمركة منها، وأن النهاية التى وصل إليه بارزانى لم يكن أقرب مناصريه يتمنونها له، أو يتخيلها أعدى أعدائه.

والمؤكد أن الرجل خاض مغامرة غير محسوبة، ولم يحسن قراءة الخارطة الإقليمية أو الانقسامات الداخلية أو المواقف الدولية، رغم خبرته الطويلة إبنا للملا مصطفى بارزانى الزعيم الكردى التاريخى، ومسعود صاحب خبرة وتجربة كبيرة فى جبال كردستان، ثم مفاوض شرس فى المفاوضات مع الحكومة العراقية، التى انبثق عنها اتفاقية منح الحكم الذاتى لكردستان فى عام ١٩٧٠، فقائد للعمل المسلح حتى عام ١٩٧٥، وقد تعرض بارزانى لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل عناصر نظام صدام حسين فى فيينا، واختير فى عام ١٩٧٩ رئيساً للحزب الديمقراطى الكردستانى، وشارك بارزانى فى جميع المعارك ضد الأنظمة العراقية وقاد الجبهات، وكان دائما فى المواقع الأمامية فى أحلك الظروف، وانتخب من قبل المجلس الوطنى لكردستان العراق بالإجماع كأول رئيس منتخب للإقليم.

وإذا كان بارزانى قد أعلن الانسحاب من منصبه كرئيس للإقليم الذى شغله منذ عام ٢٠٠٥وحتى الآن، رغم تأكيد مصادر سياسية بالإقليم أنه “سيبقى رئيساً للحزب الديمقراطى الكردستاني، وأنه سيبقى المرجعية السياسية الأبرز فى كردستان نظرا لتاريخه النضالى الطويل وشخصيته البارزة “. فإن السؤال الأهم: ما هو مصير طموحات وتطلعات أكراد العراق، وماذا عن الخطوات المقبلة لقادة الإقليم وبغداد والعواصم المؤثرة فى مصير كردستان. وهو الأمر الذى يعنى أننا يجب ألا نغفل حقيقة أن الموقف ما زال فى غاية التعقيد، إذ أنه من الخطأ الاعتقاد بأن إزاحة أو انسحاب بارزانى من المشهد سيؤدى إلى حل الأزمة فى كردستان العراق، فهناك ميراث ضخم معقد لدى غالبية أبناء الإقليم، وعلى كل المعنيين التعامل معه وليس مع الأشخاص، والولوج إلى جوهر المشكلة والمطالب العادلة التى لا يمكن الفكاك منها.

أما أبناء كردستان فسيكون عليهم حتما الاستفادة من هذه التطورات الدرامية، التى أكدت أن الطموحات والأحلام السياسية غالبا ما تصطدم بالمعادلات المتقاطعة فى الواقع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق