رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إشراف : أحمد البرى
أين أنت؟

إن مصر ـ وهى تحارب الإرهاب ـ تدعو الشعب إلى التكاتف والتلاحم ونبذ الخلاف ومؤازرة القوى الأمنية التى تواجه بؤر الإرهاب، فلا يعقل أن يسقط الشهداء من الجانب الأمنى فى متواليات إرهابية مرصودة ـ ويظل الشعب بعيدا عن المؤازرة الحقيقية التى تدعوه إلى البحث والمراقبة والمعاونة والمتابعة لكل ماهو جانح ومتطرف، وأن يكون رمزا حقيقيا للمواطنة الحقة، وأن يكشف المخبوء الارهابى لقوى الأمن.

.. والشعب نفسه هو الذى يهب مدافعا عن المواطنة وحقوق الأقباط فى كل حالة من حالات الاعتداء الارهابى على الكنائس.. يلتحم الشعب كله فى لحمة واحدة، وقلب واحد وهدف واحد.. وأتساءل: لماذا لا تستمر هذه الحالة المتوحدة فى مواجهة الإرهاب فى كل حالاته ومواجهاته وأماكنه؟.

إن من يراقب المواجهات بين الارهابيين وقوى الأمن الوطنى، يدرك أن الأمر سيطول، وأن الشعب مطلوب منه فعل قومى يحمى الوطن، فاللامبالاة التى نلاحظها تنذر بخطر شديد، ولعل افتقاد وغياب الردع القانونى والقضائى وراء تلك اللامبالاة من الشعب الذى يكتم غضبه، ووراء هذا التمادى الارهابى المتطرف.

ونحن للأسف لا نتعظ من الأحداث ونتائجها، ولذلك تتكرر الأزمات وتتشابه «سيناريوهات» الإرهاب والتطرف، ويدخل الإعلام فى دائرة الفوضى، وبدلا من أن يتوحد الشعب فى مواجهة قضاياه المصيرية الحاسمة لتحقيق الأمن يقع فى إغراء الإعلام الذى يثير الخلاف ويؤلب النفوس، ويثير الفوضى، وتتناحر الآراء حول قضايا خلافية وحقوقية مما يسهم فى ذيوع المخاصمة والتطرف.

أين غاب العقل المستنير؟ وأين معاهد التعليم المنتشرة ودورها فى تصحيح المفاهيم وتغيير السلوك، وأين أجهزة وزارة الثقافة التى يجب أن تتعامل وجها لوجه مع المواطن وتثرى عقله بالفكر، والفن، والموسيقى، فترقق شعوره، وتهذب سلوكه وتغير عاداته، وترتقى به الى مستوى أفضل.. وقتها لن نجد من يلغى عقله وينساق فى دوامة الإرهاب والتطرف؟ وأين إشراف الأوقاف على الزوايا والأركان، وما يحدث فيها من استقطاب العقول، وتجنيد الصبية ودفعهم الى الارهاب والتطرف والتفجير.. ثم أين الانتماء الذى هو المركز الذى نحتمى به من متغيرات الزمان وأحداثه؟ ومتى يعلو الوطن فوق كل الأطماع والأغراض والمؤامرات؟!

أيها الشعب: أين انت؟.. لقد آن الأوان لتقوم بدورك للحفاظ على الوطن ومواجهة أعدائه. فلعلنا نغير ما قاله المتنبى: وكم ذا بمصر من المضحكات.. ولكنه ضحك كالبكا.

الأديب ــ محمد قطب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق