رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حكايات الموت والضياع فى صحراء مصر الجنوبية

تحقيق ــ هاجر صلاح

 

◙ سوريون يروون لـ «الأهرام» تفاصيل دخولهم البلاد بشكل غير شرعى عبر السودان

◙ باسل: قوات الجيش المصرى قدمت لنا أفضل معاملة ممكنة.. ومكاتب التهريب تعمل بشكل معلن فى الخرطوم.. والتسعيرة تتراوح بين 250 و 400 دولار للفرد

 

 

 

أى عقل يتخيل تلك الأحداث ؟! أى قلب يتحمل سماع تلك المآسى ؟! هناك فى صحراء مصر الجنوبية ؛ عائلات كاملة من شيوخ وأطفال ونساء حوامل مع أزواجهن يقضون أياما فى أرض شاسعة جرداء، يفترشون الرمال والصخور ليلا ليناموا فى العراء ، يتحملون ساعات طويلة بلا شربة ماء، لا يعرفون حتى أين هم على الخريطة ، لكن لا مفر سوى أن يقاوموا بكل ما أوتوا من قوة شبح الموت الماثل أمام أعينهم .. زينت لهم عصابات التهريب دخول مصر من الجنوب، بعد أن هربوا من سعير الحرب الدائرة فى بلدهم سوريا ، ليكتشفوا أنهم فروا من الموت.. إليه! خبر عابر تناقلته المواقع الاخبارية نهاية سبتمبر الماضى حول استجابة الأجهزة الأمنية المصرية لاستغاثة نُشرت على موقع «فيس بوك»،وإنقاذ 21 مهاجرا سورياً، دخلوا مصر بطريقة غير شرعية عن طريق السودان، بعدما تركهم المهربون ، فتاهوا فى الصحراء. تلك الواقعة لم تكن الأولى ولن تكون الاخيرة، فى ظل تزايد الاعداد الوافدة من السوريين الى مصر يوميا عبر حدودها الجنوبية، منهم من يتمكن من دخول مصر فعلا، ويبدأ حياة طبيعية بعد التسجيل فى مفوضية اللاجئين، ومنهم من يتم القبض عليه من قبل قوات حرس الحدود، وبعد إجراء التحريات الامنية المطلوبة، يسمح لهم بدخول مصر أيضا ، ويبدأون حياة طبيعية كغيرهم..

كثيرون رفضوا الافصاح عن حكاياتهم وطريقة دخولهم مصر بشكل غير شرعي، تحكمهم مشاعر خوف لا إرادى تغلغلت الى وجدانهم على مدى ست سنوات، رأوا بأعينهم مالم يخطر ببالهم يوما، فالناس تفقد حياتها بمجرد الاشتباه..

عمار- مهندس الكمبيوتر الشاب- لم تفارق الابتسامة وجهه وهو يحكى لنا مآسى وأهوالا قابلها فى رحلته الى مصر، حاول إقناع أصدقاء له بالحديث معنا، فلما علموا أنه قابلنا، رفضوا حتى الرد على اتصالاته الهاتفية، ومنهم من قال له صراحة:» اقطع علاقتك بنا»!

يسترجع عمار الذى كان يعيش فى بلدة بجنوب دمشق بداية القصة، فمع غياب كل مقومات الحياة فى بلده ، تقدم بطلب فيزا الى أربيل بكردستان العراق، ليسافر منها الى اسطنبول، لكن تأخر صدورها، فقرر السفر الى السودان بالطيران مثلما فعل أصدقاء له من قبل، معه زوجته وطفلاه، وأخوه وزوجته وأطفالهما، وهناك فوجئ بارتفاع إيجارات الشقق، فضلا عن الغلاء فى كل شيء، والحرارة الشديدة التى لم يتحملها الصغار، فقام بالاتصال بصديق له ليكتشف أنه ترك السودان الى مصر، فسأله عن طريقة الدخول، فأجابة بأن «الطريقة سهلة كتير» ! وهنا لم يتردد عمار فى ترك السودان، وأعطاه صديقه رقم المهرب- وكان سورى الجنسية- ، وبالفعل دفع له 1200 دولار - 300 دولار لكل فرد- لكنه اغلق هاتفه بعد تسلم النقود ، فاضطر الى اللجوء الى مهرب اخر- سورى أيضا-، وطلب 1150 دولارا.

يحكى عمار التفاصيل التى جرت فى مايو الماضي، وكأنها حدثت أمس:» تحركنا فجرا فى باص بعد تأجيل لعدة ساعات ، ووصلنا الى بورسودان فى السابعة مساء اليوم التالي، مشوار طويل للغاية، وهناك تسلمنا جوازات السفر التى أخذها منا المهرب، وجدنا الكثير من السوريين، واستكملنا الرحلة مع مهرب آخر سودانى الجنسية، كنا نحو 45 شخصا، تم توزيعنا على ثلاثة ميكروباصات مغطاة بستائر، وبعد نصف ساعة وصلنا لمنطقة صحراوية، وهناك كان بانتظارنا «نصف نقل» ،حيث جلس النساء والاطفال فى المنتصف ، والرجال على الاطراف، كان العدد أكبر بكثير من سعة السيارة، كنا نجلس فوق بعضنا البعض، بعد أن وضعنا الحقائب أسفل أقدامنا، سرنا على هذا النحو لمدة 10 ساعات حتى الفجر، الى أن توقفت السيارة ولم نعلم السبب، ومكثنا 3ساعات دون حراك، وبعد استنئناف الحركة، وصلنا الى منطقة جبلية وكنا ظهرا والشمس حارقة، وعلمنا أننا فى منطقة حدودية،وجلسنا ننتظر حتى تصل السيارة التى ستنقلنا للناحية الاخرى داخل مصر، وجاءت السيارة يقودها شاب مصرى صغير عمره 15 عاما!

رحلة بلا طعام

ويعود عمار من جديد لاستكمال محطات الرحلة فيقول والابتسامة تزين وجهه:» سارت بنا السيارة المجنونة حتى وصلنا الى «تلة» وحاول السائق صعودها بالسيارة فغرزت فى الرمال، حملنا السيارة بأيدينا حتى وصلنا لأعلى التبة ، وهنا أدار السائق محرك السيارة ومضى بها لمسافة بضعة كيلومترات حتى لا تغرز من جديد، فكان علينا أن نسير تلك المسافة على أقدامنا فى الصحراء تحت أشعة الشمس ، تخلينا عن أغراضنا ومتاعنا، وسرنا حوالى ساعة ونصف حتى وصلنا للسيارة، وبعدها مكثنا ست ساعات فى انتظار سيارة أخرى كان من المفترض أن نستكمل بها الرحلة، بتنا ليلتنا فى الصحراء ،ولم يكن لدينا ماء أو طعام،وأصيب الاطفال بإعياء شديد نتيجة تعرضهم لضربات شمس، الى أن جاءتنا ثلاث سيارات، وطلبوا منا 100 جنيه لكل فرد، وهو أمر خارج الاتفاق، لكن لا مفر من الرضوخ. فى الطريق كثيرا ما قابلتنا سيارات شرطة أو إسعاف، فيضطر السائق لدخول الصحراء هربا منهم. وكان السائق يقول لنا: لو الحكومة شافتكم هتحبسكم.. لكن لو شافتنا هتقتلنا». فى آخر مرة دخلنا الجبل ، قيل لنا ساعتان وتوصلوا أسوان، ووصلنا الى محطة القطار، كان فى جيبى 50 دولارا، واستقللنا القطار بعد محاولات للنصب فى حجز التذاكر، ووصلت الى رمسيس،وكان عمى فى انتظارى بعد أن تمكنت من الاتصال به عقب قيام أهلى بسوريا بشحن رصيد لهاتفي».

فى العجمى بالاسكندرية ، يعيش باسل الان مع أسرته، وهو شاب جامعى حديث التخرج وكان لزاما عليه الالتحاق بالجيش السوري، فقرر أن يحذو حذو كثيرين من شباب بلده ، وهو السفر الى السودان، و قد فعل، و استقر بها لمدة 9 أشهر. كان يرفض تماما دخول مصر عن طريق التهريب،لأنها غير مضمونة ، وكثيرون تاهوا فى الصحراء وانقلبت بهم السيارات وفقدوا حياتهم، لكن كانت هناك مشكلة تؤرق باسل، فهو خاطب لابنة عمته ، التى تعيش مع والدتها فى مصر منذ خمس سنوات، سافرت إليه خطيبته وتزوجا فى السودان، لكن الحياة مكلفة جدا هناك، وما يحصل عليه من أجر لا يفى باحتياجات المعيشة. بعد أربعة أشهر قضتها معه قررت هى العودة الى مصر بالطيران فهى حاصلة على إقامة لاجئ، وبدأ هو يبحث عن المهربين.

يتذكر باسل: «دفعنا 250 دولارا لكل فرد على أن يكون التسليم فى محطة القطار بأسوان، وقد كنا سبعة أشخاص: أنا ووالدتى وأختى الحامل، وزوجها وابنهما ، وشقيقتين صغيرتين. اتفق معنا المهرب على أن عائلة أخرى ستكون معنا، لنفاجأ بعدها أننا أربع عائلات. سافرنا فى الحادية عشرة ليلا من الخرطوم الى بورسودان فى ميكروباص، ومن هناك ركبنا سيارة نصف نقل، وكان الامر بالغ المشقة ، إذ فقدنا حقائبنا أثناء سير السيارة بسرعة جنونية على أرض رملية تملؤها الحجارة، وغرزنا فى الرمال، وقضينا ليلة فى الصحراء، إلى أن وصلنا ظهر اليوم التالى للمنطقة الحدودية، وانتظرنا ساعة ونصف الساعة إلى أن حضر المهرب المصرى، وغاب عنا ساعتين حتى غربت الشمس، لتشاهدنا سيارة تابعة للجيش المصرى وقامت باصطحابنا للكتيبة، وبتنا ليلتنا هناك، وتم التحقيق معنا، ثم تم تسليمنا لقسم شرطة شلاتين، ومكثنا هناك 18 يوما، حتى تم تسوية الاوضاع القانونية، وأثناء مكوثنا هناك انضم لنا المزيد من السوريين المقبوض عليهم، إذ كان ينضم الينا نحو 40 شخصا تقريبا كل يومين، لكن -للامانة -المعاملة كانت طيبة وفى غاية الاحترام والود فى إطار الامكانات المتاحة» . باسل كان وضعه يثير بعض الريبة، فهو شاب ملتح، والشريعة والفقه تخصصه الدراسي، لكن دخوله مع عائلة كان فى مصلحته، فلو كان بمفرده، لرفض الامن دخوله مصر، فأى شخص يأتى بمفرده يتم تخييره ما بين الترحيل، والاستمرار فى السجن ، وهناك كثيرون باقون فى السجن لاجل غير مسمى كما أخبرنا باسل الذى تم القبض عليه مع أسرته فى نهاية يوليو الماضي، وتم نقلهم الى الغردقة لانهاء الاجراءات فى منتصف أغسطس، وحصلوا هناك على إقامة سياحية لمدة 3 اشهر.

باسل الذى يعمل حاليا فى أحد المطاعم بالاسكندرية لا ينصح أبدا أى سورى للاقدام على هذه التجربة، اذ رأوا الموت أكثر من مرة، وقال بأسي:»سامحهم الله «سهلوا لنا الموت» . ويكشف لنا باسل عن أن التهريب الى مصر أصبح مهنة جديدة فى السودان، وهناك مكاتب عديدة معروفة أنشئت لهذا الغرض، فيقول:» مررت على أكثر من مكتب لأفاضل بين «التسعيرة» فهى تتراوح بين 250 و 400 دولار فى المتوسط، لكن هناك من يقدم أسعارا أعلى لرحلة «فاخرة» بسيارات دفع رباعى مكيفة، تصل الى 2000 دولار للفرد،وتقضى المسافة من بورسودان الى أسوان دون توقف، كما تخصصت عصابات أخرى فى تزوير «الفيزا» الى مصر، اذ تطلب مقابل الواحدة 4آلاف دولار، ويكتشف من يحصل عليها عندما يصل إلي المطار أنها مزورة ، فيعود من حيث أتي.

محطتنا الأخيرة كانت مع عبد الرحمن الذى يعمل نجار موبيليا ،وأب لثلاثة أطفال، ومر بتجربة شديدة القسوة بعد أن لفظ والده أنفاسه الاخيرة خلال رحلتهم العصيبة..

عبد الرحمن سافر الى تركيا للعمل، تاركا أسرته فى سوريا، وحاول استقدامها لكن السلطات التركية ترفض «منح تأشيرة لم الشمل»، فسافرت أسرته من سوريا الى السودان بالطيران، ومكثوا بها 9 أشهر، خاصة أن أهل الزوجة مقيمون فى السودان منذ 4 سنوات، وحضر هو اليهم من تركيا واستقدم من السعودية والده وأخاه. يقول عبد الرحمن: «مرض والدى بالسودان والعلاج غير متوافر وغال ، وفرص العمل شحيحة جدا، ومن عاش فى سوريا أو مصر يصعب عليه تحمل الحياة فى السودان.فقررنا دخول مصر.

رحلة عبد الرحمن لم تكن شاقة فى البداية، إذ سافر وعائلته من الخرطوم الى بورسودان بالطائرة، كى يريح والده المريض ، ومن هناك قيل لهم أمامكم 15 ساعة وتصبحون داخل مصر. يقول عبد الرحمن:» المهرب السودانى طلب 300 دولار لكل فرد، وبدأت المأساة عند وصولنا للحدود المصرية، فلم يرض السائق المصرى أن يجلس أبى الى جانبه فى السيارة، وبالتالى جلس على ظهر السيارة «نصف النقل»، وتعب كثيرا، فتشاجرت مع السائق، الذى طلب منى 100 دولار إضافية حتى يسمح لوالدى بالجلوس الى جانبه ، وهددنى بإلقائى وأبى فى الصحراء، أعطيته آخر 100 دولار فى جيبى ، وبعد أن سرنا لمدة 3ساعات، توقفت السيارة ، ومكثنا فى الصحراء لمدة 4ساعات، بعد أن قال لنا السائق إنه سيجلب لنا ماء وطعاما، لكنه لم يعد، وبدأنا نشير للسيارات المارة، إلى أن صادفتنا سيارة تابعة للجيش المصري، هبط منها ضابط ورحب بنا وقال: أنتم فى بلدكم»، وطلب الاسعاف لوالدي، ومكثنا يومين فى الوحدة العسكرية، ثم سلمونا للبوليس ومكثنا فى قسم الشرطة 15 يوما تقريبا، وهناك اشتد المرض على والدي، فقام ضابطان بنقله فى سيارتهما الى مستشفى شلاتين، ومنه تم نقله الى مستشفى القصير، ثم أعادوه لمستشفى شلاتين حيث توفى إثر جلطة بالمخ. مشكلة عبد الرحمن الذى يعيش فى القاهرة الان هى تسجيل أبنائه فى المدارس، حيث تم رفض قبولهم بسبب بدء العام الدراسي.. لكن كل شيء يهون فى مقابل النجاة من الموت!



◙ ممثل مفوضية اللاجئين: تسجيل دخول 19 ألف سورى خلال العام الحالى



تواصلنا مع طارق أرجاز ـ ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فى مصر ـ فكشف لنا عن أن المفوضية فى مصر مسجل بها الآن 124534 مواطنا سوريا ما بين لاجئ وطالب لجوء، و منذ بداية 2017 سجلت ما يعادل 19774 سوريا، وتتراوح نسبة من دخل منهم عبر السودان ما بين 50% و60%، ويلفت أرجاز الى أنه ليس كل السوريين فى مصر لاجئين فهناك طلاب ومستثمرون فى مصر قبل 2011، والأعداد التى لديهم تشمل فقط المسجلين مع المفوضية، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية قدرت عدد السوريين فى مصر بنحو 500 ألف سورى .

ويوضح أرجاز أن المفوضية توفر للاجئين وطالبى اللجوء الحماية والمساعدة بالتنسيق مع الحكومة المصرية وشركاء المفوضية، لكى يتم تقنين وضعهم ولا يتم ترحيلهم، كما تنظم ورشا تدريبية ومنحا لإقامة مشاريع صغيرة، وتقدم كذلك الدعم النفسى والاستشارات الطبية للذين عانوا ظروفا قاسية فى بلادهم أو خلال رحلتهم نحو بلد الاستضافة.



يوسف المطعنى محامى السوريين: الحكومة تقنن أوضاعهم.. فلماذا لا تفتح أمامهم باب التأشيرات ؟!



يوسف المطعنى عضو الجميعة المصرية للقانون الدولى والمهتم بملف السوريين المقيمين فى مصر منذ ست سنوات، لعب منذ شهر دورا مهما فى إنقاذ عدد من السوريين التائهين فى الصحراء بعد أن نشر نص الاستغاثة التى وردت اليه من أحد معارفهم، على صفحته على موقع «فيس بوك»، واستجابت لها أجهزة الأمن. يفسر المطعنى الذى تخصص فى تقديم المساعدة القانونية للسوريين المقيمين فى مصر، ظاهرة دخولهم لمصر عن طريق السودان الذي يتم دخوله دون قيد أو شرط او تأشيرة دخول، حيث يسافرون الى الخرطوم بالطيران، ومنها تبدأ رحلة الخروج، التى تبدأ من مدينة بورسودان، وتنتهى فى محطة القطار بأسوان. سألناه عن الاجراءات المتبعة لمن يتم القبض عليه فقال: «أولا لابد أن أنقل ما ذكروه لى جميعهم من حسن المعاملة التى تلقوها من ضباط الجيش، حيث يمنحونهم تليفوناتهم المحمولة لاجراء مكالمات هاتفية، ويقبلون بإقامتهم فى المسجد بدلا من الوحدات العسكرية، ويجلبون لهم الطعام والشراب، وهى شهادة حق لابد من ذكرها». ويتابع :« يتم احتجاز المقبوض عليهم حتى يتم تسليمهم لجهة مدنية متمثلة فى قسم شرطة حلايب أو شلاتين، وبعد دراسة ملفاتهم كل على حدة، يتم السماح بدخول العائلات، ويتم ختم جوازات السفر بإقامة صالحة لمدة 3 أشهر، بختم وصول «اعتباري» أى يتم اعتبارهم قد دخلوا بشكل رسمي، ويتم نقلهم فى اتوبيسات الى الغردقة، ويطلق سراحهم هناك بعد إنهاء الاجراءات بإدارة الجوازات والهجرة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق