رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى اجتماعات اتحاد البرلمان الدولى بسان بطرسبورج
«التعددية والسلام» فى مواجهة صراعات التاريخ والسياسة

رسالة سان بطرسبورج سامح لاشين
على مدى 6 أيام استضافت مدينة سان بطرسبورج الروسية فعاليات الدورة 137 لاجتماعات اتحاد البرلمان الدولى .. تلك المدينة التاريخية التى بناها القيصر بطرس الأول في27 مايو 1703، وظلت تحمل اسمه.

وفى عهد الشيوعية وبعد الثورة البلشفية تحول اسمها لليننجراد ثم عاد اسمها مرة أخرى بعد استفتاء تم إجراؤه فى 1991 ووافق أهل المدينة على عودة اسمها التاريخي. وما ان تسير فى شوارع سان بطرسبورج حتى يبهرك الفن المعمارى والقصور والمتاحف فى مدينة تعرضت فى الحرب العالمية لحصار ألمانى استمر 900 يوما ولم يستسلم أهلها وتحولت لعنوان الصمود حيث لقي مليون ونصف المليون من سكانها حتفهم بسبب الجوع ولم يستسلموا.

واليوم.. سكان مدينة سان بطرسبرج بنفس الصمود محاولين استعادة ماضى الإمبراطورية العظمي. فلمازال شعبها بقيادة فلاديمير بوتين المولود بجنوب المدينة يرغب فى استعادة الدور ولكن مع دراسة أخطاء الماضى وعدم الاستسلام لضغوط الاتحاد الأوروبى وحصاره وعقوباته التى يفرضها. أما اجتماعات البرلمان الدولى فيبدو ان الشعار الذى رفعته الدورة 137 وهو «تعزيز التعددية الثقافية والسلام من خلال الحوار فيما بين الأديان والأعراق «لم يتحقق فى مدينة القيصر، حيث شهدت القاعة الرئيسية لقصر» تافريشسكى «ذلك القصر التاريخى الذى شهد أول اجتماعات لمجلس الدوما الروسى حجما هائلا من الصراعات فسقط الشعار أمام هذه الصراعات التاريخية والسياسية. ومنذ الوهلة الأولى شهدت الكلمات الافتتاحية وأروقة القصر واجتماعات اللجان صراعا ضروسا ولم يشفع الشعار فى تهدئة هذا الصراع.

ارمينيا .. وتركيا

أول مشاهد هذا الصراع بدأت من خلال كلمة رئيس برلمان أرمينيا الذى شن هجوما غاضبا على تركيا لما ارتكبته من مذابح تاريخية فى حق الأرمن متهما الأتراك بأنهم ليسوا دعاة ديمقراطية أو تسامح أو مشاركة.. هنا صفق نواب أرمينيا بالقاعة مما أثار غضب الوفد التركى الذى أكد رئيسه أن ادعاء المذابح التاريخية كذب وافتراء وان هذا لم يحدث وان تركيا واحة من واحات الديمقراطية وأحدثت كلمته توترا بين نواب الوفد الأرمينى، حيث ساند الوفد المصرى برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب الوفد الأرمينى بعد أن التقى بهم على هامش المؤتمر. ولم تكن هذه الأزمة هى الوحيدة لتركيا فى البرلمان الدولى ولكنها واجهت أيضا أزمة اتهامها بملاحقة نواب المعارضة واعتقالهم، هذا الاتهام الذى رد عليه مندوب تركيا بوصفه بأنه اتهام مسيس ولا أساس له من الصحة.. ويواجه البرلمان الدولى صعوبة مستقبلية فى التعاطى مع هذا الملف حيث ينوى الاتحاد تشكيل لجنة لتقصى الحقائق لمعرفة مدى حقيقة ملاحقة نواب المعارضة وهو لاشك ينبئ عن صدام متوقع لرفض تركيا الأمر الذى قد يعرض عضويتها للتجميد .

العرب وإسرائيل

قفز الصراع العربى الإسرائيلى كالعادة لغمرة المشهد حينما طلب رئيس البرلمان الكويتى فى كلمته العاصفة ضد الانتهاكات الإسرائيلية لـ13 نائبا فلسطينى تم اعتقالهم من قبل سلطات الاحتلال بخروج وفد الكنيست من القاعة كما دعت نائبة تونسية إلى تشكيل لجنة تحقيق برلمانية لبحث انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان.. وفى النهاية انتصرت المجموعة العربية ووافق المؤتمر على تقرير لجنة حقوق الإنسان الذى أدان إسرائيل. وبسبب الحرب اليمنية.. لم يكن لبرلمان اليمن غير الموحد والمنقسم بين صنعاء وعدن له لافتة داخل جلسات المؤتمر وحاولت مصر من خلال وفدها الذى رأسه الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب ان يكون هناك تمثيل لليمن داخل البرلمان الدولى وتوحيد البرلمانيين ليكون لهم لافتة موحدة، وكان هناك اتفاق وشيك بأن تلقى مصر كلمة الوفد ويتم نزع فتيل الأزمة إلا أن هناك أطرافا إقليمية عملت جاهدة على إفشال هذا الاتفاق وظل اليمن بلا تمثيل ولا لافتة رغم تواجد أعضائه.

مكافحة الإرهاب

فى أروقة اجتماعات البرلمان الدولى وتحديدا فى اللجنة التنفيذية المغلقة وقفت مصر وبريطانيا وجها لوجه فى تشكيل لجنة عالية المستوى لمكافحة الإرهاب فقد حاولت بريطانيا جاهدة إفشال هذا المقترح واعتبرته مقترحا مسيسا ونادت بتوسيع نطاق عضوية هذه اللجنة عندما فشلت فى إلغاء الفكرة، إلا أن مصر دافعت باستماتة عن دور هذه اللجنة وقال الدكتور على عبد العال فى كلمته داخل اللجنة التنفيذية أن البرلمانات لها دور مهم للغاية فى مكافحة الإرهاب وذلك من خلال التشريعات التى يستوجب إصدارها لمكافحة هذه الموجات الظلامية .. ونجحت مصر بعد كلمتها أن تقتنص الموافقة على تشكيل اللجنة دون عضوية انجلترا وتركيا وقطر ذلك المحور الذى يعمل جاهدا على مساعدة الإرهاب. لم يكن هذا المشهد هو المشهد الوحيد ولكن نجحت مصر أيضا فى ضرب جميع محاولات من نفس هذه الدول لفتح ملف جماعة الإخوان تحت ذريعة حقوق الإنسان كما تدعى هذه الدول.

كوريا الشمالية واليابان والروهينجا

ونشأ داخل أروقة البرلمان الدولى صراع حول البند الطارئ الذى تعتمده أعمال الدورة الجديدة حيث سعت كل من اليابان والمكسيك لإدراج بند حول تجارب كوريا الشمالية النووية وتهديدها للسلم والأمن الدوليين فى حين سعت المجموعة العربية والإسلامية لإدراج بند الروهينجا كبند طارئ فى ظل ما يتعرضون له من انتهاكات, ومايتعرضوا له. وصوت البرلمان الدولى لصالح الروهينجا وسقطت جميع المقترحات الأخرى . إلا أن كوريا الشمالية تقدمت برسائل للبرلمان الدولى تشكو فيها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها، كما دعت كوريا الشمالية البرلمان الدولى لزيارة قريبة. وكان المؤتمر قد بدأ بهجوم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى كلمته الافتتاحية لأعمال المؤتمر على التدخل فى الشئون الداخلية وللدول الأخرى موضحا أن التدخلات يجب إن تراعي الظروف الداخلية لكل وطن فلم نجن بالتدخلات سوى حالة من الفوضى وانتشار الإرهاب وبالأخص فى منطقة الشرق الأوسط، وطالب بوتين بضرورة التكاتف لإعادة أعمار سوريا ودفع عجلة التفاوض من اجل إقرار السلام والحفاظ على الدولة السورية, كما ناشد البرلمان الدولى أن يلعب دورا مهما فى مكافحة الإرهاب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق