في تقريره أمام المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصين، استعرض الأمين العام للجنة المركزية للحزب شي جين بينج، الإنجازات التي حققها الحزب على مستوى بناء الدولة وعلى مستوى البناء الحزبي، كما قدم عرضا مفصلا للتحديات التي تواجه الدولة والحزب، إضافة إلى الرؤية المستقبلية للصين والحزب الشيوعي الصيني في الفترة القادمة.
قال الرئيس شي: «لقد طورنا السياسة الديمقراطية الاشتراكية، ودفعنا حكم الدولة بالقانون على نحو شامل، وعززنا الوحدة العضوية بين الحزب وأفراد الشعب باعتبارهم سادة البلاد». واستعرض شي إنجازات الصين في مجال تحسين معيشة الشعب خلال السنوات الخمس الماضية، فقال: «نفذنا بعمق فكرة التنمية القائمة على اعتبار الشعب محورا لها، وطبقنا فعليا مجموعة كبيرة من الإجراءات والتدابير المفيدة للشعب، وحققنا تقدما ملموسا في معركة مكافحة الفقر، فانخفض معدل حدوث الفقر من 10٫2% إلى أقل من 4%. ووفرنا فرص عمل جديدة لأكثر من 13 مليون فرد سنويا». كما أكد السيد شي على الدور الهام للشباب في بناء الدولة، قائلا: «إذا نهض الشباب نهضت الدولة، وإذا قوي الشباب قويت الدولة. وما دامت لدى جيل الشباب المثل العليا والكفاءة وروح تحمل المسؤولية، فسيكون للبلاد مستقبل واعد، وللأمة أمل».
وأكد السيد شي على أن اقتصاد الصين سيصبح أكثر انفتاحا، و«لن يغلق أبوابه» أمام العالم، بل على العكس من ذلك سينفتح أكثر. وتعهد بحماية الحقوق والمصالح المشروعة للمستثمرين الأجانب، وأن تحظى كل الشركات الأجنبية المسجلة في الصين بالمعاملة على قدم المساواة. كما دعا للتصدي بكل حزم لأي «أقوال أو أفعال» من شأنها أن «تقوض سلطة الحزب والنظام الاشتراكي»، مضيفا أن الصين ستحافظ على سيادتها وأمنها وتعارض أي سلوك يسعى لتقسيم الدولة.
وحول سياسة الصين الخارجية، قال شي: «لقد نجحنا في دفع دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية على نحو شامل، وفي صياغة خطة دبلوماسية شاملة الاتجاهات ومتعددة المستويات وثلاثية الأبعاد، مما هيأ ظروفا خارجية مناسبة لتنمية بلادنا».
ولعل من أهم ما يلفت الانتباه في تقرير شي جين بينج هو أنه يضع استراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لتطور الصين حتى منتصف القرن الحادي والعشرين، إذا قال: «بعد تحليل شامل للأوضاع الدولية وظروف تنمية بلادنا، يمكن تقسيم الفترة من عام 2020 حتى منتصف القرن الجاري إلى مرحلتين: المرحلة الأولى، تستمر من عام 2020 حتى عام 2035، وخلالها سنحقق التحديثات الاشتراكية من حيث الأساس، بعد خمس عشرة سنة من الكفاح على أساس إنجاز بناء مجتمع الحياة الرغيدة على نحو شامل. وعندئذ ستشهد بلادنا طفرة كبيرة في قوتها الاقتصادية وقوتها العلمية، وتكون في مقدمة صفوف الدول المبتكرة. وسيكون حق الشعب في المشاركة المتساوية والتنمية المتكافئة مكفولا بشكل تام».
إن الرئيس الصيني هنا لا يتحدث عن التنمية بمعناها الاقتصادي فحسب، وإنما بمضمونها الاجتماعي والسياسي أيضا. كما أنه يتناول الأوجه المختلفة للقوة الصينية، قائلا: «ستصل الحضارة الاجتماعية إلى مستوى جديد، وتزداد القوة الناعمة الثقافية الوطنية بشكل ملحوظ، كما يزداد تأثير الثقافة الصينية توسعا وتعمقا، وستصبح معيشة الشعب أكثر يسرا، وترتفع نسبة الفئات ذات الدخل المتوسط بشكل واضح.» المرحلة الثانية، تستمر من سنة 2035 حتى منتصف القرن الحالي، وخلالها سننجز بناء بلادنا لتصبح دولة اشتراكية حديثة قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحضرة ومتناغمة وجميلة، بعد خمس عشرة سنة أخرى من الكفاح على أساس تحقيق التحديثات بشكل أساسي».>
رابط دائم: