ظهرت علامات النهاية على الكثيرين من الشباب مدمنى الأقراص المخدرة
الذين لم أكن أتصور أنهم بهذا العدد الكبير وفيما يلى رسالتان من الرسائل الكثيرة التى وصلتنى هذا الأسبوع ممن وقعوا فى براثن الإدمان.
ــ أنا شاب فى السنة الثانية بكلية التجارة فى جامعة خاصة، وفى السنة الماضية عندما كنت طالبا بالفرقة الأولى تعرفت على مجموعة من الشباب فى فرقتى, وذات مرة كنت واقفا معهم فجاء أحدهم، وقام بتوزيع بعض الأقراص على جميع الموجودين, فتعاطوها على الفور أمامنا، وهم يشكرون صديقنا على هذا «الواجب», أما أنا فقد امتنعت عن تناولها برغم إلحاحهم المستمر علىّ، وحتى بعد أن أخبرونى أنها حبوب فيتامينات تبعث الحيوية والنشاط فى الجسد وتساعد على التركيز, وفى اليوم الثانى تكرر الموقف نفسه مع اختلاف الشخص الذى قام بتوزيع الأقراص, ثم فى اليوم الذى يليه, فأخذت أحد الأقراص, وتوجهت بها إلى عمى الذى يعمل صيدلانيا, وما أن رأى هذا القرص فى يدى حتى أصيب بصدمة وتغيرت ملامح وجهه تماما, وخطفها منى, وسألنى عن مصدرها, فأخبرته بما يحدث فى الجامعة كل يوم تقريبا, فحذرنى تحذيرا شديدا من خطورتها قائلا: إن هذه الحبوب ممنوع صرفها من الصيدليات إلا بموجب روشتة طبية مختومة من مستشفى لأنها مثل المخدرات تماما بل أشد فتكا منها, حيث تدمر خلايا المخ، وتسبب الإدمان على المدى الطويل, وان من يبيعونها من أصحاب الصيدليات للشباب هم معدومو الضمير, فاستمعت إلى نصيحته التى كان لها تأثير كبير عليّ, فقد قطعت علاقتى بأغلب الزملاء، لأن الأكثرية منهم مدمنون لتلك الأقراص، ولكننى كنت أتابع عن قرب تطور الأقراص داخل الجامعة, وللأسف فقد وصلت تلك الحبوب إلى أيدى بعض البنات أيضا.. هذه هى الحقيقة المرة لواقع أعداد كبيرة من الشباب.
ـ أنا شاب فى بداية الثلاثينيات من العمر, وقد تزوجت قبل نحو ثلاثة أعوام تقريبا, وبعد زواجى بشهور بدأت أشكو من مشكلة سرعة القذف, واستحييت أن أراجع أحد الأطباء لكى أبوح له بما أعانيه, فسألت زميلا لى فى العمل, فأخبرنى بأنه يتناول نوعا من الأقراص أفهمنى أنه الحل السحرى لما أشكو منه, وناولنى علبة منه فتعاطيتها قرصا بعد الآخر، وكان لها تأثير السحر فى علاج المشكلة التى أعانيها، وبعد نفاد ما بها من أقراص توجهت إلى صيدلية قريبة من منزلى وطلبت من صاحبها علبة منه، فرمقنى بنظرات غريبة, وقال لى سأعطيك هذه المرة لأننا جيران وأنا أثق بك, ولكن فى المرة المقبلة عليك إحضار روشتة طبية حتى أصرفه لك لأنه مدرج ضمن قائمة الأدوية المخدرة شديدة الخطورة, ولم اكترث لما قاله، وكان كل همى هو الحصول عليها بأى ثمن, وعندما نفدت هى الأخري، سألت زميلى عن مصدر أشتريها منه دون روشتة طبية, فأرشدنى إلى صيدلية فى حى شعبي, وتوجهت إليها وكانت تبيع القرص بضعف سعره الرخيص أصلا, ومع مرور الشهور أصبح القرص الواحد لا يؤتى مفعوله معي, فزدت فى الجرعات حتى وصلت إلى أربعة أقراص يوميا بعد مرور سنتين تقريبا, ووقتها بدأت أعانى بعض المشاكل الصحية ومنها رعشة فى الجسم واضطراب فى النوم وزغللة فى العينين خصوصا عندما لا أتناول القرص، فشددت رحالى إلى طبيب مخ وأعصاب أجرى لى التحاليل الطبية فاكتشف وجود نسبة كبيرة من المخدر فى دمائي, والمصيبة أننى أدركت بعد فوات الأوان أننى مدمن لذلك المخدر اللعين دون أن أدرى أنه السبب لما يحدث لى من اضطرابات بجسدى فى أثناء نومى وبدأ الطبيب معى نظاما صحيا لكى اتعافى منه،وأخبرنى بأننى لو انقطعت مرة واحدة عن تناوله فسأصاب بالعديد من الأمور الصحية غير المستحبة, وكان النظام الذى وضعه لى طبيبى يقتضى تقليل الجرعة تدريجيا من أربعة أقراص إلى ثلاثة ثم اثنين، والآن أنا فى مرحلة القرص الواحد يوميا بعد يوم, وقريبا سأكون قد تخلصت من الإدمان.. وأرجو أن تدعو لى الله أن ينجينى مما أنا فيه.
< ولكاتبى هاتين الرسالتين أقول:
أحذر الجميع من مخاطر إدمان أى أنواع من الحبوب المخدرة أيا كان أسمها, ففيها هلاك من يتناولها، وكل من مر بهذه التجربة الأليمة يعرف تماما أنه ألقى بنفسه إلى التهلكة, ويطلب العون والنجدة.. وهناك من يتماسك ويواصل العلاج على فترات طويلة وهناك من ينهار فتكون نهايته، ولذلك على الأجهزة والهيئات المهتمة بشئون المدمنين أن تسارع إلى انتشال أبنائنا من المصير الأسود الذى ينتظرهم.
رابط دائم: