رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

يرى أن إدراج بطولات الجيش فى المناهج ضرورة لزيادة الوعى
أحمد نوار.. قناص الفن والحرب

منار سليمة
هو حالة فريدة بين معاصريه من المثقفين ، يحمل رهافة الفنان وشراسة المقاتل .. هدوء وروية المبدع وإقدام وصرامة المحارب ، التحق كمجند بالقوات المسلحة أثناء حرب الاستنزاف عقب أن أتم دراسته الجامعية بكلية الفنون ،ليصبح فنانا فى القنص .. وقناصا للفن ، يحمل فوق كتفه بندقيته التى أسقط برصاصها 15 من جنود العدو ، وفى يمينه فرشاته التى ترسم خطوطها وألوانها أكثر اللوحات رقة وادهاشا .

. إنه الفنان أحمد نوار ، الذى لم ينس رغم السنين ..والشهرة التى وصلت للعالمية .. والمناصب الثقافية .. والجهد الأكاديمى ، لحظاته الأعز والأعظم فى تاريخه وتاريخ الوطن ، لحظة استعادة الكرامة وتجاوز اليأس والحزن .. لحظة الانتصار وإرهاصاته فى حرب الاستنزاف ، لنبدأ حوارنا معه عن الحرب .. والفن.

> بصفتك العسكرية «القناص» ، ماذا أوجد بداخلك هذا اللقب؟

عاصرت وتلاحمت مع تفاصيل الحرب من قلب منطقة الدفرسوار حيث لقن شباب مصر العدو دروساً لن ينساها و تجاوزوا فكرة الاستسلام للهزيمة بانتصاراتهم العظيمة أثناء حرب الاستنزاف ووصولاً لكل المواقع الحصينة وتدمير خط بارليف فى أكتوبر، بتفاصيل وبطولات تصل حد الإعجاز وتتعدى كل القدرات الخاصة لأكفأ الجيوش ، لتفجر تلك الفترة - بزخمها وثرائها- بداخلى طاقات بلا حدود وتعاظمت مشاعرى بحب الوطن وقيمة تراب الأرض، لأوجه كل خبراتى ودراستى الفنية لخدمة بلدى وليس العكس.

> وكيف كان شكل هذا التوجه؟

بعد الحرب سخرت الحس الفنى والرسم ومواقع القنص والقتال على الجبهة فى عمل تصاميم مزجت فيها بين الواقع والخيال، أما فى أثناء القتال فقد كنت استخدم الخيال وعلاقة الضوء بالظل فى توقع أماكن وحركة جنود الأعداء ، حتى استطعت إسقاط العديد منهم .

> وماذا عن حركة المعارض والفنون وقت الحرب؟

المشاركات والمعارض لم تكن حينها شغلى الشاغل ، فالانتصار وتركيز كل حواسى عليه كان هو حالى مثل كل المصريين الذين يذودون عن الوطن، ففى هذه الفترة تلقيت خطاباً لتسلمى الجائزة الأولى الدولية من اسبانيا بعد منافسة لوحات 80 دولة مشاركة ، إلا أننى لم أهتم ليصفونى بعدها بعدة ألقاب منها «نوار أسير الحرب» أو ال « مطوق بالحرب» .

> كيف كان تأثير الحرب على طريقك الإبداعى والفنى ؟

لم أستطع الانفصال عن تلك المرحلة الفاصلة، حتى إننى مع مغادرتى للقوات المسلحة استأذنت فى اصطحاب بعض شظايا القنابل معى ، ومن هنا كان مشروعى الفنى وفلسفة أعمالى تدور فى أغلبها حول الحرب ، حيث أقدم انعكاسا ومعايشة لحقائق كنت جزءً منها وشاهداً عليها، بل وفاعلاً مع الآلاف من خير أجناد الأرض ،وقد واصلت مشوارى الفنى لكن دون التخلى عن الشخصية العسكرية المنضبطة وعين القناصة التى تتجلى فى أعمالى وفى توجهاتى خلال المسيرة الفنية .

> كيف ترى انعكاس وتأثير الحرب فى مستوى الإبداع والحركة الثقافية بين الماضى والحاضر ؟

إن بطولات الجيش المصرى تمكنت من نسج ملايين النجاحات للشعب المصرى بأكمله على اختلاف شرائحه وبالطبع كان التأثير الأكبر من نصيب المفكرين والأدباء والشعراء والفنانين ، وأيضاً كان للسينما دور مهم وشديد الفاعلية على المجتمع حيث تم إنتاج العديد من الأفلام الروائية والقصيرة والوثائقية ، كما انتشرت المعارض التشكيلية ، وعقدت الندوات الشعرية ، وانتشرت التجمعات الثقافية الواعية بشكل غير مسبوق.

أما عن الحاضر فتوجد العديد من السلبيات بطرق التواصل مع الأجيال الحالية حيث يفتقرون لروابط واضحة الملامح تعرفهم بماضيهم وحتى حاضرهم ، لهذا فلابد للدولة أن تقوم بإعادة النظر فى بعض المناهج وخصوصاً المرحلة الأساسية لإدراج البطولات الحقيقية للجيش المصرى وتقديم نماذج إنسانية وقصص واقعية تنمى بداخلهم حب الأرض والانتماء للوطن الغالي، ولتكن الصور والرسوم المصاحبة فى أبسط الأشكال وأوضح الرؤى التى يمكن إيصالها بسلاسة وعمق ، لتترسخ فى عيون ووجدان النشيء الصغير، بما يمثل ضمانه لمستقبل أفضل فى جميع المجالات ، وخصوصا مجالات الفنون والإبداع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق