أصبح الحديث عن استئناف الرحلات بين روسيا ومصر معاداً ومكرراً.. وفتح صعود مصر لنهائيات كأس العالم فى روسيا 2018 ورغبة آلاف المصريين فى السفر إلى روسيا لمؤازرة المنتخب الوطنى فتح من جديد هذا «الملف» الذى يثير العديد من علامات الاستفهام بل والتعجب حول عدم استئناف الرحلات الروسية إلى مصر حتى الآن!
.. ملف استئناف الرحلات الروسية تضمن الكثير من «المحطات» بل «والمطبات» قرابة العامين مابين تصريحات كثيرة صادرة من موسكو بأن استئناف الرحلات بين موسكو والقاهرة بات قريبا! وزيارات متعددة لوفود أمنية روسية للمطارات المصرية كان آخرها زيارة قام بها وفد من خبراء الأمن الروسى فى أواخر يوليو الماضى لمطار القاهرة حيث تفقد الوفد الاجراءات التأمينية بمبنى الركاب «2» بمطار القاهرة الذى ستعمل منه شركة الطيران الروسية «إيروفلوت» فى حالة اتخاذ قرار روسى «نهائي» باستئناف الرحلات بين القاهرة وموسكو وحينها أعربنا عن أملنا فى أن تكون هذه الزيارة هى «الأخيرة» ليتم بعدها استئناف الرحلات إلى مصر ولكن يبدو أن هذا التمنى طال أمده ولم يتحقق حتى الآن، رغم انفاق 60 مليون دولار حتى الآن على منظومة تأمين المطارات المصرية.
مصدر مسئول بالطيران المدنى أكد لـ «عالم المطارات» أن مصر التزمت بجميع المطالب الروسية وأن المطارات المصرية مستعدة فى أى وقت لاستئناف الرحلات الروسية لمصر، حيث تم تطوير منظومة التأمين بها وتطبيق أعلى المعايير الدولية فى تأمين المطارات بشهادة وإشادة كل الوفود الروسية والدولية التى زارت مطاراتنا طوال العامين الماضيين.
وأعرب المصدر عن دهشته من الموقف الروسى «غير المفهوم» من عدم استئناف الرحلات إلى مصر حتى الآن بحجة أنه لم يتم توقيع «بروتوكول» للتعاون الأمنى بين مصر وروسيا فى مجال الطيران ـ كما يقول الروس. فالجانب الروسى يريد بروتوكولا أمنيا وفقا لشروطه ومطالبه! ولكن مصر تريد بروتوكولا أمنيا يتفق والمواثيق الدولية وفى مقدمتها اتفاقية شيكاغو التى تعد دستوراً للطيران فى العالم والتى ينص الملحق 17 منها على مبدأ المعاملة بالمثل ولايؤثر على مبدأ السيادة وهو ما تريده مصر كما يريد الجانب الروسى «وجودا أمنيا» لخبراء أمن روس بالمطارات المصرية التى ستقلع منها رحلات إلى روسيا، وهو ما يعد إخلالاً بمبدأ السيادة والمعاملة بالمثل وفقا لاتفاقية شيكاغو.
أيضا يرى الخبراء أن «الحجج» الروسية بوجود بعض الثغرات الأمنية فى المطارات المصرية «واهية» ولا أساس لها من الصحة بشهادة كل المنظمات والهيئات الدولية للطيران التى زارت مطاراتنا وفى مقدمتها المنظمة الدولية للطيران المدنى «الإيكاو» مؤكدين أن عودة السياحة الروسية قرار «سياسي» وليس «أمنيا» مطالبين الجانب الروسى بالسماح لمصر للطيران بإستئناف رحلاتها إلى موسكو وعدم انتظار تشغيل رحلات شركات الطيران الروسية إلى المطارات المصرية وخاصة أن مصر التزمت بكل المطالب الروسية برغم المغالاة الشديدة فى بعضها.
ويبقى التساؤل.. هل ستعود الرحلات الروسية إلى مصر، أم يسمح لمصر للطيران لتشغيل رحلاتها لموسكو، إلى أن تتخذ روسيا قرارا باستئناف الشركات الروسية رحلاتها لمصر. ونغلق هذا الملف نهائيا.. وتبدأ شركات الطيران والسياحة المصرية فى الإعلان عن برامج متنوعة لتنظيم رحلات مباشرة بين القاهرة وموسكو؟. أم سنظل فى دائرة مفرغة من التصريحات والزيارات دون جدوي!
رابط دائم: