إيثارا للسلامة

، وهو أمر غريب فى ظل وجود الملايين ممن لا يجدون شقة، وعلى الفور بدأت الكتابات والاقتراحات من المتخصصين وغير المتخصصين بضرورة اتخاذ إجراءات نحو مالكى هذه الشقق دون دراسة أسباب قيام أصحاب هذه الشقق بإغلاقها، فلاشك أنه ليس من الحكمة أن يقيم شخص بناء ما بمبالغ طائلة ثم لا يستفيد منه بتأجيره لمن فى حاجة إليه حتى يكبر أبناؤه أو عودته من العمل فى الخارج مثلا إلا إذا كانت لديه أسباب وجيهة لذلك الفعل.إن السبب الرئيسى هو عدم وجود آلية قانونية سريعة وفعّالة لإخلاء المسكن المؤجر فور انتهاء مدة الإيجار، حيث إن البديل فى حالة مماطلة المستأجر هو لجوء المؤجر للإجراءات القانونية والمحاكم التى سوف تعطيه حقه فى النهاية لأن القانون فى صفه، ولكن سيتم ذلك بعد انقضاء عدة سنوات فى التقاضى وبعد تكبده مصاريف القضية والمحاماة، ولذا فإن الكثيرين إيثارا للسلامة وتجنبا لمشاكل هم فى غنى عنها يضحون بما قد يأتى لهم من دخل لحين حاجتهم إليها ويفضلون غلق الشقق وعدم تأجيرها، ولذلك فإنه إذا تم حل هذه الإشكالية ووجدت الآلية القانونية السريعة والفورية التى تمكن المالك من شقته فور انتهاء مدة الإيجار عن طريق النيابة مثلا دون اللجوء للمحاكم لن يكون هناك أى مبرر أو سبب لإغلاق الشقق وسنرى ملايين الشقق معروضة للإيجار مثلما هو الأمر فى دول الخليج.

مهندس ـ خالد البارودى ـ سلطنة عمان