رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مصر تنهى الانقسام الفلسطينى
لولا القاهرة ما أبصرت غزة النور

أبوظبى :شريف أحمد شفيق;
بعد أكثر من عشر سنوات من الانقسام والفرقة بين حركتى فتح وحماس التى دفع المواطن الفلسطينى ثمنا باهظا لها، نجحت الجهود المصرية الدءوبة والمخلصة المبذولة خلال الفترة الماضية فى تحقيق المصالحة التى أصبحت واقعا على الأرض، فى تجسيد واضح للدور الذى تلعبه القاهرة فى خدمة القضية الفلسطينية بشكل خاص والقضايا العربية بشكل عام.

الأمر الذى يمهد الطريق لاتخاذ موقف موحد ومتماسك لمواجهة إسرائيل التى تتخذ موقفا متعنتا ورافضا لهذه المصالحة وتضع شروطا للقبول بها، بعد أن تذرعت طويلا بغياب الشريك الفلسطينى الذى يمكن التفاوض معه للتهرب من التزاماتها الدولية تجاه عملية السلام، وأيضا لمواجهة واشنطن التى مازالت تنظر حتى الآن لهذه المصالحة بقدر كبير من الحذر والترقب والتشكيك، لتبقى الكرة الآن فى ملعب حركتى فتح وحماس اللتين يتعين عليهما خلال الفترة المقبلة إتمام مشاورات تشكيل الحكومة الموحدة والاتفاق على موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية.

 

◙  لولا القاهرة ما أبصرت غزة النور

 

لولا مصر ما انفتح السجن الكبير الذى عاش فيه الآلاف من الغزاويين أكثر من عشر سنوات تحت حصار الإسرائيليين الغاشم ولولا القاهرة ما أبصرت غزة نور المصالحة .هذا ما أكدته الدوائر السياسية والإعلامية بدولة الامارات، مشيدة بالدور الذى لعبته القاهرة فى إنجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس طوال الأشهر الماضية. فقد أوضح، مركز الإمارات للدراسات و البحوث الاستراتيجية الذى يرأسه الشيخ محمد بن زايد ولى عهد أبوظبى، فى بيان له أن خطوات المصالحة التى تمت بين الفصيلين برعاية مصرية تشكل تطورا مهما على الساحة السياسية ليس لأنها توحد موقف الفلسطينيين تجاه مفاوضات السلام فحسب، وإنما لأنها تفوت على الجانب الإسرائيلى فرصة التذرع بغياب الشريك الفلسطينى الذى يمكن التفاوض معه.

وفى هذا الإطار، يقول حسن نقيدان محلل سياسى إماراتى إن النجاح الكبير والتاريخى الذى حققته القاهرة بين فتح وحماس مهد الطريق أمام العديد من الدوائر الإقليمية والدولية للتدخل وفتح الحديث مرة أخرى عن تسوية سياسية مناسبة بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي. ومن هنا جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى الامارات الشهر الماضى ولقائه ولى عهد أبوظبى لبحث بنود المصالحة بين الفصيلين ومستقبل فتح بعد المصالحة، بالإضافة الى الانتخابات المقرر إجراؤها فى الأراضى الفلسطينية تحت الرعاية المصرية ومساندة الامارات لها.

فمصر مدركة منذ البداية أن الحل الوحيد لاستئناف المفاوضات المتجمدة منذ أكثر من عشر سنوات بين الفلسطينيين والاسرائليين هو توحيد الصف الفلسطيني، وأنه بدون مصالحة تضم جميع ألوان الطيف الفلسطينى سوف يكون من الصعوبة الجلوس على مائدة المفاوضات.

كما أكد محللون سياسيون فى الإمارات أن هذه المصالحة تعد صمام أمان لوحدة الشعب الفلسطيني، وهى فرصة حقيقية من أى وقت مضى لتجسيد حلم إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس فى ظل الدعم الكبير والمساندة التى يتلقاها الفلسطينيون من جميع الدول العربية، وعلى رأسهم مصر.

ومن جانبه، ثمن ضاحى خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام فى دبى على اتفاق المصالحة برعاية مصر متمنيا أن يستمر هذاالإتفاق بين الفصيلين. وأكد خلفان أن الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية هو تجسيد للدور المحورى الذى تلعبه القاهرة دائما فى خدمة القضايا العربية والحفاظ على الأمن القومى العربي. ومن ناحية أخرى، اعتبر خلفان أن قطر كانت سببا فى إحداث فرقة وخلاف وشرخ بين فتح وحماس قبل هذا الاتفاق،

وأنه بعد ما أصبحت قطر فى عزلة ورفعت يدها عنهما اجتمع الوطن الواحد وعادت الروح الوطنية بين الفصيلين من جديد بفضل إصرار مصر على إتمام المصالحة.

فى الواقع أن الدور الذى لعبته الدوحة فى تعزيز الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وتآمرها لإفساد دور مصر فى المصالحة الفلسطينية كان واضحا لكثير من الدول العربية والخليجية وعلى رأسهم دولة الامارات. ويرى بعض المحللين السياسيين أن تصرفات قطر الغير مسئولة فى إفشال الدور المصرى جاءت نتيجة غضبها من استغناء حركتى فتح وحماس عن الدور القطرى فى ملف المصالحة وعودة مصر لهذا الملف الذى احتضنته منذ أكثر من عشر سنوات. كما أن سعيها أيضا لإفشال دور القاهرة يأتى لتحقيق أهدافها الراعية للارهاب فى المنطقة.

وعلى صعيد آخر، يؤكد المحللون أن هناك قاسما مشتركا بين مصر والامارات فى دفع عجلة المصالحة الفلسطينية بين الفصيلين الى الأمام. فكلا الدولتين عانى من جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية ومن منطلق مصلحة الأمن القومى العربى كان لابد من تدخل مصر لإنهاء الخلاف الفلسطينى لكى لا يترك قطاع غزة فى يد جماعة متطرفة تعيث فى الارض فسادا. وفى ظل الإصلاح الإقتصادى التى بدأته مصر منذ تولى الرئيس السيسى حكم البلاد، كان من المستحيل بالنسبة للقاهرة أن تقبل بوجود قاعدة إرهابية على حدود أراضيها تنفذ أجندات خارجية تسعى لخراب البلاد.

كما أن دولة الإمارات تؤمن بأن الاخوان المسلمين جماعة إرهابية منذ الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسى . إن المصالحة الفلسطينية التى ترعاها القاهرة وتساندها فيها أبوظبى تعتمد فى الأساس على فصل حركة حماس عن أجندة جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وقد نجحت مصر فى تحقيق هذا الهدف بعد عدة سنوات من جهود مبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وهو الأمر الذى سوف تظل القاهرة ساهرة على إنجاحه تفاديا لتدهور الأوضاع فى غزة التى من المؤكد سوف يؤثر استقرارها مباشرة على الأمن القومى المصرى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق