فى احتفال مصر بمرور 44 عاما على انتصار أكتوبر كان لنا هذا اللقاء عن ذكريات كبار الإعلاميين الذين عايشوا نشوة النصر وفرحة الشعب باسترداد العزة والكرامة فى ملحمة وطنية غير مسبوقة.
وقال الإعلامى فهمى عمر: كنت فى ذلك الوقت مقدم برامج فى الإذاعة المصرية ومنها برنامج «مجلة الهواء» وسجلت العديد من الحلقات مع المواطنين المتبرعين بالدم أو فى أعمالهم المختلفة، وأتذكر أن مكتب بابا شاروا رئيس الإذاعة كان فى ذلك الوقت كخلية النحل وكان هو المايسترو لهذه الملحمة، واتخذ من مكتبه منزلا ينام فيه طوال فترة أيام المعركة، وأتذكر كيف كان الراحل وجدى الحكيم مهندسا لأغانى المعركة، حيث كان يستقبل الملحنين والمطربين والمؤلفين فى أحد استوديوهات الإذاعة لتسجيل الأغانى الوطنية التى كان لها وقع كبير على الجنود والشعب فى رفع الروح المعنوية وشحذ الهمم.
واضاف : أتذكر اننى ركبت الأتوبيس ووجدت المواطن البسيط يقف فى الطابور انتظارا لوصول الأتوبيس دون مزاحمة ويذهب للكمسرى بنفسه للحصول على التذكرة وهو سعيد بذلك رغم الظروف المعيشية الصعبة فى ذلك الوقت، وأتذكر أيضا اننى ذهبت إلى قسم شرطة بولاق لأطلع على دفتر أحوال القسم على مدى أيام الحرب ولم أجد أى تدوين لحادث سرقة أو مشاجرة أو سلوكيات خارجة، فقد كان الشعب على قلب رجل واحد، وكانت الإذاعة المصرية فى ذلك الوقت صاحبة الريادة فى الإعلام المحفز للقلوب والداعى الى البذل والعطاء من أجل الوطن، وقدمت برامج وأغنيات كان لها وقع رائع فى قلوب المصريين جميعا خاصة المقاتلين الذين عبروا الهزيمة، وقال لى يوما أحد المقاتلين انهم عندما كانوا يستمعون الى أغنيات المعركة كانوا يهجمون على المجنزرات الإسرائيلية ويفتتونها تفتيتا.
رابط دائم: