تمتلك قرية قصير العمارنة بأسيوط مقبرتين نادرتين ترجعان لعصر الدولة القديمة وتحديدا الأسرة السادسة إحداهما للأمير بيبى الأكبر ابن الملك بيبى الأول وهؤلاء الأمراء اتخذوا من جبل قصير العمارنة جبانة لهم، ولكن نظرا للظروف المحيطة بالمقبرتين أو ربما لطبيعة الجبل لم تنل حظهما من الكشف والبحث كما أن المنطقة كلها غير معدة للزيارة فقد نحت أبناؤهم وأحفادهم مقابرهم فى الجبل الغربى بقرية مير.
وقال راغب عبدالحميد مدير منطقة أثار أسيوط الشمالية: تكتسب هاتان المقبرتان مكانتهما من أنهما الوحيدتان الموجودتان فى الجهة الشرقية للنيل حيث تشرق الشمس وهذا رمز الحياة والبعث عند الفراعنة ثم تحول الأبناء بعد ذلك وقرروا نقل تلك الجبانة إلى الغرب حيث تغرب الشمس أسوة بمقابر الملوك بالأقصر ومن ثم فأصحاب المقبرتين يعدان أجداد أمراء مير والذين تم كشف نحو 12 مقبرة لهم بجبانة مير وهى مقابر مجهزة ومعدة للزيارة، وقد تم الكشف عنها على يد العالم الانجليزى بلاكمان فى خمسينات القرن الماضى ثم أعاد د.نجيب قنواتى النشر العلمى لها فى أوائل الثمانينيات.
وأوضح: يوجد بمقابر مير صورتان نادرتان من صور الوفاء العظيم للوالدين إحداهما عبارة عن نقش مقصورة لتقديم القرابين للوالدين والموجودة حاليا داخل مقبرة الأمير بيبى عنخ حر أيب أحد حكام الإقليم الرابع عشر المنتمى للأسرة السادسة بالدولة القديمة ونحت صورتيهما داخل مقبرته وبهذا يقدم الابن لأبويه ما يقدم له وزوجته وفاء لهما، أما الصورة الأخرى فعبارة عن سردابين قام بعملهما الأمير بيبى عنخ الأصغر فى المقبرة الخاصة به أحدهما يؤدى لحجرة دفن والده الأمير حب ـ كم والآخر لحجرة دفن والدته وذلك ليقوما بالمجيء إليه أو العكس للتسامر وتناول الأطعمة لاعتقادهم فى البعث واللقاء بعد الموت.
رابط دائم: