أخيرا وبعد طول انتظار ستقود المرأة السعودية سيارتها بنفسها بعد صدور المرسوم الملكى بالسماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة فى تاريخ السعودية وتم تحديد يوم 10شوال 1439هجرية الموافق لشهر يونيو 2018 بداية قيادة المرأة السعودية للسيارة رسميا ووفق الضوابط الشرعية والنظامية المعتمدة بعد قرار تاريخى أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز على أن يتم تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة، على الذكور والإناث على حد سواء..
فإلى أى مدى يمثل هذا القرار التطور الإيجابى للمرأة السعودية؟.. وما هى ردود الأفعال داخل وخارج المجتمع السعودى بالنسبة لهذا القرار؟..
يقول د.عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية أن المرأة السعودية ستصل الى مكانها الطبيعى ونيل حقوقها الكاملة التى كفلها الإسلام، وأنه فى عهد خادم الحرمين الشريفين تحققت قفزات نوعية للمرأة السعودية، كما أن هذا القرار ليس مجرد تغيير اجتماعى، ولكنه جزء من الإصلاح الاقتصادى فى البلاد، والذى يبدأ بتحسين ميزانية الأسرة من خلال توفير نفقات السائق، ويأتى هذا القرار أيضا فى إطار تغييرات متسارعة تشهدها السعودية فى الوقت الحالى فى اتجاه جعل المجتمع أكثر انفتاحا، وسبقه السماح للمرأة بالمشاركة فى الاحتفالات باليوم الوطنى..
ويؤكد د.عامر أن هذا القرار يعد تطورا إيجابيا بالفعل للمرأة السعودية وأن المرحلة القادمة ستشهد توجها جادا لمساندة المرأة السعودية من منطلق الإيمان العميق بأن دعم حقوقها هو مساندة جادة للأسرة السعودية والمجتمع السعودى الذى يشهد حاليا انحيازه الكامل لقضايا المواطن رجلا أو امرأة.
بينما قالت هيئة كبار العلماء فى السعودية ـ فى تغريدة على حسابها فى موقع التواصل الاجتماعى«تويتر» ـ : «حفظ الله خادم الحرمين الشريفين الذى يتوخى مصلحة بلاده وشعبه فى ضوء ما تقرره الشريعة الإسلامية».
وعندما سألنا أحد المواطنين السعوديين ويدعى فيصل أبو طلال بطب الطوارئ بمدينة الأمير سلطان الطبية بالرياض وهو يقيم فى القاهرة حاليا عن وقع القرار على المجتمع السعودى وعليه شخصيا قال: قرار جيد وفى محله ومن المفروض إنها كانت تقود سيارتها من زمان، وبعض النساء فرحن به وبعضهن غير مؤيدات له، وبالنسبة للرجال الأغلبية مؤيدة له خاصة أن هذا القرار سيكون له بعد اقتصادى حيث سيوفر من ميزانية الأسر السعودية التى تستأجر سائقا لتنقلات الزوجة والأبناء، ومع ذلك فكل راع مسئول عن رعيته فمن يرغب أن زوجته أو أخته أو ابنته تقود سيارة فهذا شأنه ومن لا يرغب أيضا هذا شأنه والدولة لا تفرض عليه شيئا فالقرار يرجع لرب الأسرة..
وأخيرا سألته وهل تسمح لزوجتك بقيادة سيارتها: قال نعم وسأعلمها بنفسى.
ومن جانبنا نهنئ المرأة السعودية بهذا القرار المهم فى مسيرتها ونضالها فى المطالبة بحقوقها ونتذكر معا أول سيدة مصرية تحصل على رخصة قيادة سيارة وتدعى عباسية أحمد فرغلى قبل 97 عاما وهى فتاة صعيدية وحصلت عليها من فرنسا بتاريخ 24 يوليو 1920 حيث قامت باستخدامها فى مصر ثم حصلت لاحقا على رخصة قيادة بمصر.
رابط دائم: