ضيف جديد تردد على الآذان خلال الأيام القليلة الماضية مع تداول الأخبار عن إصابات بـ «حمى الضنك» فى محافظة البحر الأحمر. وهى مرض فيروسى تسببه بعوضة مصرية، وتنتشر فى أماكن البرك والمستنقعات.
وعلى الرغم مما تشهده جهود التقصى لمتابعة الحالة المرضية من خلال فرق الطب الوقائي، يطمئن المتخصصون أن حمى الضنك مرض غير قاتل وغير متفش حيث تعيش هذه البعوضة على الأطراف الحدودية وخاصة فى مناطق المياه الراكدة والبرك والمستنقعات.
ولا تنتقل «حمى الضنك» من شخص لآخر عن طريق المخالطة أو اللمس أو اللعاب، بل تصيبه نتيجة لدغة البعوضة الناقلة للمرض. وتسببها بعوضة الزاعجة المصرية التى تصل فترات لسعها إلى ذروتها فى مطلع الصباح وفى المساء قبل الغروب. بينما تنقل بعوضة الزاعجة المرقطة العدوى بحمى الضنك فى دول آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا بسبب قدرتها على البقاء على قيد الحياة فى المناطق ذات المناخ البارد..
وتشير الدكتورة هبة أحمد استاذ طب أمراض المناطق الحارة بكلية طب جامعة قنا إلى حمى أن الضنك هى عدوى فيروسية تتشابه مع الانفلونزا، وتبدأ أعراضها فى الظهور خلال 3 إلى 14 يوماً عقب اللدغة. والجدير بالذكر أن »حمى الضنك« مرض يشبه الانفلونزا. وغالبا ما تظهر الأعراض فى الأطفال الصغار فى شكل حمى والارتفاع الشديد لدرجة الحرارة بشكل مستمر مع طفح جلدي. وقد تمتد الأعراض لتشمل الصداع الشديد وألم العضلات والمفاصل، والإعياء والقىء وكذلك ظهور طفح جلدى فى مناطق الصدر والظهر أو البطن.
ولا تعد «حمى الضنك» مرضا قاتلا ، حيث يسمح تشخيص المرض فى مراحل مبكرة بالتعامل مع الحالة والسيطرة على المضاعفات تحت الإشراف الطبي. إلا أن بعض الحالات قد تصاب بحمى الضنك النزفية، وهو نوع نادر الحدوث ويعانى المصاب من نزيف تحت الجلد من اللثة والأنف وظهور للدم فى القئىء والبراز.
وتشير إلى أنه فور تأكد الإصابة ينصح المريض بالراحة مع إعطائه علاجات لتخفيف الألم وتخفيض الحرارة للسيطرة على الأعراض المرضية المصاحبة. كما ينصح بشرب الكثير من السوائل أو أخذ محاليل معالجة الجفاف لتجنب حدوث الجفاف وذلك فى حالات الحمى العادية. أما إذا عانى المصاب من الجفاف الشديد أو حمى الضنك النزفية فيتطلب الأمر الدخول إلى المستشفى للمتابعة الطبية وإعطاء المحاليل الوريدية للحفاظ على حجم السوائل وتجنب دخول المريض فى صدمة قد تفقده حياته.
كما وينصح للوقاية بتجنب لدغات البعوض واستخدام طارد الحشرات خصوصاً فى اوقات الفجر والغروب حيث يكون البعوض نشطاً. وتجنب مناطق تكاثر البعوض فى المياه الراكدة.
وعلى الجهة الأخرى حذرت منظمة الصحة فى تقرير سابق لها من تزايد خطر حمى الضنك والتى أصبحت تشكّل قلقاً كبيراً على الصعيد الدولي. حيث اتسم عام 2016 بظهور فاشيات كبيرة لحمى الضنك فى جميع أنحاء العالم بعدما بلغ عدد المصابين خلال هذا العام أكثر من 2.38 مليون حالة حول العالم. ووفقا للتقديرات الدولية فإن 40% من سكان العالم معرضون للإصابة بعدوى حمى الضنك. وفى الوقت الذى يتحمل إقليم جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ النصيب الأكبر من الإصابات.
وحتى الآن ليس هناك علاجا لحمى الضنك حيث يظل اكتشاف الإصابة المبكر وتوفير الرعاية الطبية اللازمة هو السبيل المتاح لإنقاذ حياة المصابين إلا أن القضاء على العدوى من المنبع هو اتجاه الباحثين عن طريق قطع دورة حياة البعوض الناقل لها. وهو ما استطاع فريق بحثى مصري برئاسة الدكتور محمود عبد القادر رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة، الوصول إلى ابتكار لمكافحة البعوض الناقل للأمراض باستخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية، باستهداف أنواع البعوض الثلاثة (الأنوفيليس) الناقل لمرض الملاريا، و (الأييديس) المسبب لمرض فيروس زيكا و حمى الضنك، والنوع الثالث (كيولكس) والمسبب لمرض الفلاريا.
حيث يتم رش المستنقعات بمادة الكلوروفيل المستخلص من النباتات (مثل نبات ورد النيل والمخلفات الزراعية) والمعتمد من منظمة الغذاء والدواءالأمريكية كمكمل غذائى لكى تتغذى عليه يرقات البعوض. ويلى ذلك حدوث تفاعل ضوئى كيميائى فى وجود أشعة الشمس منتجا أوكسجين «نشط» داخل أنسجة اليرقات ليفتك بها، وقد أثبتت النتائج الحقلية نسبة نجاح من 95 إلى 100%. وقد تم تسجيل براءة اختراع فى المنظمة الدولية لحقوق الملكية الفكرية (WIPO) وأكاديمية البحث العلمى بالقاهرة.
رابط دائم: