رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

معنى أن تكون صوفيًّا

أحمد الحسينى هاشم
يتوجّه خالد محمد عبده بما كتبه وجمعه في هذا الكتاب للقارئ البسيط ناقلاً له تجربته مع التصوف الإسلامي عبر مستويات ثلاثة، رأى في عرضها على هذه الصورة مساعدة للقراء المقبلين على التصوف في الأعوام الأخيرة، ويساعد كتابه القارئ على الولوج إلى عالم التصوف الرحب.

فمن خلال قراءته في علم التصوف وتواصله مع مشايخه والدارسين له وحضور احتفالات الصوفية، وجد أن الإنتاج الصّوفيّ يُخاطبُ الناس عبر مستويات ثلاثة؛ الأوّل منها: ما يتوجّه إلى الخاصّة وأرباب التفكّر العميق الذين يدركون ما ترمز إليه الكتابات الصوفية من معانٍ جليلة. والثاني: يخاطب ذوي التفكير المتوسط. والثالث: يخاطب طبقة العوام الذين لا يعرفون إلا القليل عن هذا العلم وأفكاره ونظرياته ومسالكه، وتتكون معارفهم عبر ما هو شائع ومنتشر فحسب. ومن هنا جمع في كتابه هذا جملة من مشاهداته ومقالاته الانطباعية التي تمثّل تجربته الخاصة مع التصوف ومخالطته لأهله ومطالعته لأدبياته. فجاء الكتاب على أقسام ثلاثة، القسم الأول من الكتاب جامعًا لما كتبه عن معنى أن يكون المرء صوفيّا وصورة التصوف كما لمسه وأراه وشعرُ به في حياته ورؤيتي لمشايخ الصوفية المعاصرين ورجال التصوف!

يصرح المؤلف في كتابه بأنه كتب ما شعر به وما استفاده من خبرة صوفية بدأت منذ أعوامٍ ليست بالقليلة، لذا سيطالع القارئ في قسم الكتاب الأول الكثير من المواد التي تجيب على تساؤلاته حول التصوف، من معنى التصوف، والعلاقة بين الشيخ والمريد، وهل التصوف له علاقة بالمسيحية؟ ولماذا يرفض الشباب مشايخ التصوف اليوم؟ ومن هو الدرويش؟ وماذا نقرأ عن التصوف؟ وعبر إطلالة على أعلام الدرس الصوفي سيتعرّف القارئ على الأساتذة الذين ساهموا في إثراء المعارف الصوفية من مصر وسوريا ولبنان، ولا يقتصر هذا القسم على ذكر الأعلام العرب، بل ينقلنا إلى التصوف في الغرب لنتعرّف على أعلام كبار شكّل التصوف حياتهم والتحقوا بالإسلام عبر بوابة التصوف، ولا يزال عطاؤهم مستمرًا حتى اليوم. ويختم المؤلف هذا القسم بذكر من اعتبرهم سفراء للتصوف الإسلامي في الغرب. ويأتي القسم الثاني من الكتاب ليمثّل صورة من صور الكتابة الأكاديمية عن شخصية أثّر التصوف في حياتها، وأعاد صياغتها، واستفاد صاحبها من التصوف استفادة كبيرة، انعكست على آثاره الأدبية ونظرته للعالم والدين والحياة، هي شخصية محمد إقبال الذي وُصف بفيلسوف الشرق، وعرف العالم الغربي والشرقي آثاره.

مثّل محمد إقبال بالنسبة لمؤلف الكتاب الإنسان المعاصر الذي تعرّف على الغرب وحضارته وانخرط في مجتمعه الإسلامي وحمل على عاتقه تبديد همومه وحل مشكلاته، وظلّ محافظًا على ما ورثه من تديّن رغم كل ما جرى حوله من أحداث ضخام، وقدّم رؤيته بأسلوبٍ بديع يلمس الوجدان ويحرّك العقول، ولم يُخفِ شيئًا من توتره وقلقه ومعاناته، وسوف يتعرّف القارئ من خلال مطالعته لسيرته تطوّر أفكاره ورحلته في عالم التصوف المثمرة. وفي القسم الثالث من الكتاب حاول المؤلف أن يصحبنا في سفر للحضارة الإسلامية القديمة، عبر تقديمه لنصٍّ من نصوص التراث الصوفي المخطوط، كتبه أحد علماء التصوف الفارسي القدامى، فاختارت مخطوطًا لم يُنشر من قبل لابن يزدانيار، ونشر فصلاً منه بعنوان: ذاتية التصوف، بعد تدقيقه وقراءته على ثلاث نسخٍ خطّية، آملاً أن يتعرّف القارئ عبر هذا النص على صورة من صور الكتابة الصوفية التراثية.

وللقارئ أن يختار بعد مطالعته للأقسام الثلاثة ما يناسبه ويلمس عقله ويحرك وجدانه، ليغوص بشكل أكبر في بحار التصوف.

لقي كتاب معنى أن تكون صوفيًّا في طبعته الأولى اهتمامًا من بعض الأساتذة المنشغلين بالتصوف الإسلامي، فقدمت للكتاب قراءات عدة في البلدان العربية، وتُرجمت بعض مواده إلى اللغة الإنجليزية، منها مادة بعنوان: (The Sufi: The traveller in the way of love) وكتبت الدكتورة أمنية النجار من الجامعة الأمريكية بالقاهرة تقريرًا عن جهود المؤلف في الكتابة الصوفية في مصر تقريرًا مفصلاً ونُشر على egyptianstreets تحت عنوان: (On the Meaning of Being a Sufi: The Wayfarer in the Footsteps of Al-Hallaj).

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق